31 آذار 2021 | 08:11

أخبار لبنان

الأزمة والمبادرة الفرنسية إلى المرحلة المقفلة؟

كتبت صحيفة " النهار " تقول‎ ‎‏:‏‎ ‎قد لا يكون من المغالاة القول ان الازمة الحكومية في لبنان ‏دخلت المرحلة الأشد قتامة وغموضاً وتعقيداً منذ ستة ‏اشهر، بما بات يصعب معها الى حد كبير ‏وخطير توقع أي انفراج اقله في المدى القريب. ذلك انه غداة الموقف ‏الاحدث والأكثر حدة في ‏تعبيره عن ضيق فرنسا كما دول الاتحاد الأوروبي قاطبة بإمعان السلطة وبعض القوى ‏في ‏تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، لم تتحرك الساحة الداخلية اطلاقاً ولم يسجل أي تطور او رد ‏فعل اعلامي او ‏سياسي من جانب أي فريق معني بالموقف الفرنسي، الامر الذي يؤشر بوضوح ‏الى ان مدى حجم الانسداد والتعقيد ‏في الازمة بات يتحدى أي موقف خارجي، ولو كانت فرنسا ‏هي الدولة المعنية والراعية لمبادرة سلم بها ووافق ‏عليها جميع الافرقاء. وإذ لم يكن متوقعاً ان ‏يحرك البيان الاخير الذي أصدره وزير الخارجية الفرنسي جان ايف ‏‏لودريان، فورا على الأقل، ‏ما يمكن ان يزيل متاريس التعطيل والإعاقة ويفتح الطريق امام تشكيل الحكومة، فان ‏معطيات لا ‏تبعث على التفاؤل برزت في الكواليس حيال نبرة التعميم التي اتبعت في البيان حيال الافرقاء من ‏دون ‏تمييز بين الافرقاء المعطلين لتشكيل الحكومة وأولئك المتمسكين بمعايير ومبادئ المبادرة ‏الفرنسية‎.‎

برزت في هذا السياق مخاوف إضافية على المبادرة نفسها، اذ انه في المرحلة السابقة ضرب ‏تحالف التعطيل ‏عرض الحائط بكل التداعيات التي تسبب بها نهج التعطيل وتعامل بخبث سياسي ‏فاقع مع المبادرة الفرنسية فيما ‏كان يمعن في السعي الى إحباطها. حتى ان بعض الأوساط ‏الواسعة الاطلاع تذهب الى القول ان العهد وضع نصب ‏عينيه اتباع كل الوسائل لدفع رئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري الى الاعتذار واخفق في كل هذه المحاولات ‏فيما كانت هذه ‏المحاولات تنطوي ضمنا وبغض طرف او بتشجيع من "حزب الله" على دفع الفرنسيين الى ‏اليأس ‏او الاتجاه نحو تعديل مبادرتهم بما يتلاءم واهداف الفريق المعطل. لذا تشير هذه الأوساط ‏الى ان أي اتجاه فرنسي ‏الى تبني منطق تعميمي حيال الافرقاء في تحميلهم تبعة التعطيل لن ‏يكون مفيدا لا في احياء المبادرة ولا في إقامة ‏أرضية متينة لتوافق او تسوية اذا كانت أي تسوية ‏سترتكز الى تبديل ضمني في المبادرة قبل ان يبلغ الفرنسيون ‏بوضوح مؤيدو مبادرتهم وفي ‏مقدمهم الرئيس الحريري باحتمال ان يكون حصل تطور معين لديهم املى هذا ‏الاتجاه. كما ان ‏الأوساط نفسها لا تخفي حذرها الشديد من ان يكون التلويح بالعقوبات مجرد زيادة ضغوط ‏معنوية ‏ربما لا تقترن باي نتائج فليس المطلوب طبعا مماشاة اُسلوب العقوبات حتى من ضمن ‏الخصومات السياسية ولكن ‏التلويح بخطوة قد لا تحصل من اجل فرض تسوية لن يقبل بها الذين ‏تمسكوا بالمبادرة الفرنسية سيرتد سلباً على ‏المبادرة، كما قد يتسبب بمضاعفات زائدة وبالغة ‏السلبية على مستوى الازمة السياسية‎.‎‎

‎"‎التكتل" والحريري

في أي حال ورغم الانحسار النسبي في السجالات الحادة التي تسببت بها أخيرا هجمات العهد ‏وتياره على رئيس ‏الحكومة المكلف، مضى "تكتل لبنان القوي" امس في تحميل الحريري تبعة ‏الازمة فدعاه تكراراً الى "المبادرة ‏لتقديم صيغة حكومية تستوفي شروط الميثاق والدستور ‏والاختصاص وذلك في ضوء المواقف الداعية الى ‏الخروج من المراوحة ومن عقدة عدد 18 ‏المصطنعة". واعتبر "ان الحلول كثيرة اذا ما صمم دولة الرئيس المكلف ‏على تأليف الحكومة ‏وفق الأصول". ولعل اللافت في بيان التكتل انه دعا الى اجراء المفاوضات اللازمة بين ‏لبنان ‏وسوريا حول التداخل في الحدود الاقتصادية البحرية بين لبنان وسوريا "على أسس احترام ‏حسن الجوار والقانون ‏الدولي"‏‎.‎

‎ ‎

‎بكركي وبري

وفي اطار التحركات السياسية الداخلية المتصلة بالازمة الحكومية سجلت امس زيارة الوزير ‏السابق سجعان قزي ‏والمسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض لرئيس مجلس النواب نبيه بري ‏في عين التينة في ما بدا فتح خط ‏للتشاور المتجدد بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة ‏بطرس الراعي والرئيس بري حول الجهود الممكنة ‏لإزالة تعقيدات تشكيل الحكومة. ووصفت ‏أجواء اللقاء بالإيجابية اذ عرض قزي وغياض لرئيس المجلس وجهة ‏نظر البطريرك من الازمة ‏وحلها كما وضع بري الوفد في أجواء الأفكار التي طرحها أخيرا لتحريك جهود ‏التسوية ‏الحكومية. وعلم في هذا السياق ان بري كان اوفد النائب علي حسن خليل الى المختارة قبل أيام ‏للاطلاع ‏عن كثب على الموقف الأخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من الملف ‏الحكومي‎.‎

وزار امس رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عين التينة حيث استقبله بري. وعلم ان ‏اللقاء تناول جولة ‏افق في التطورات والملف الحكومي وان رعد وضع بري في أجواء زيارة وفد ‏‏"حزب الله" لموسكو‎.‎

‎ ‎

مواقف لافتة وقوية

يشار في هذا السياق الى ان لقاء لافتا حصل امس في بكركي لدى استقبال البطريرك الراعي ‏لمجموعات من ‏‏الثورة تحدث خلاله عدد من الناشطين وطالب احدهم باستقالة رئيس الجمهورية ‏ميشال عون تحت وطأة اتهامه ‏بمخالفة وخرق الدستور. وردّ الراعي "انني لم أغط يوماً أحدا ولم ‏أضع خطوطاً حمراء أمام مقاضاة أحدٍ وقلت ‏يجب التدقيق في كل المؤسسات في لبنان وأنزلوا ‏العقوبات بالجميع". واضاف "أنا قلت أنني لست مع استقالة ‏رئيس الجمهورية لان هناك آلية في ‏الدستور لذلك، ترتكز على الخيانة الوطنية". وتابع: نريد مؤتمرا لحماية لبنان ‏من الموت النهائي، ‏لافتاً الى ان الأمين العام للأمم المتحدة يحمل هم لبنان ورحب بمؤتمر للبنان ودعانا ‏لتحضير ‏القاعدة لهذا المؤتمر. واعلن البطريرك عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة الامارات ومشيراً ‏الى أن غالبية سفراء الدول ‏العربية الذين التقاهم يؤيدون الحياد‎.‎

‎‎

ممثلة جديدة للأمم المتحدة

الى ذلك عين الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش سفيرة بولندا في المنظمة الدولية يُوانّا ‏فرونيسكا (63 ‏عاماً) لتولّي منصب المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان خلفاً للسلوفاكي يان ‏كوبيش. وأفادت المعلومات ‏بحسب مصادر ديبلوماسية أنّ غوتيريش أبلغ مجلس الأمن بعزمه ‏على تعيين فرونيسكا منسّقة خاصّة للأمم ‏المتّحدة في لبنان، ووافق مجلس الأمن على هذا الخيار‎.‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 آذار 2021 08:11