31 آذار 2021 | 15:38

أخبار لبنان

عون: "يا ريت ورتت بستان جدي وما عملت رئيس جمهورية"!‏

عون:

أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن خشيته من الخطر المحدق بالبلاد، على الكيان حتى.‏

وقال في مقابلة مع آدم شمس الدين: "يا ريت ورتت بستان جدي وما عملت رئيس جمهورية"!. ‏

وجاء في المقابلة: ‏

حين سأل ذات أيلول "الى أين نحن ذاهبون في حال لم تشكّل الحكومة؟" وأجاب "إلى جهنم" لم ‏تكن زلة لسان. يستعيد الجنرال شريطاً من الذكريات، يبدأ بمعركته الأخيرة قبل المنفى مرورًا ‏بمقابلته الشهيرة في باريس مع ماغي فرح حين حذّر من الانهيار الاقتصادي والمالي وصولاً إلى ‏ما يعدها المعركة الأخيرة وهي التدقيق الجنائي. يكرّر الرئيس ما ردده مراراً وما يؤمن هو به ‏حقاً "سأسلم بلداً أفضل من الذي استلمته" ويضيف "لكن أخشى أن الكلفة ستكون مرتفعة جدًا ‏ربما الفوضى قبل ذلك". على من اللوم إذًا؟ "على المنظومة" يجيب. هي المنظومة نفسها التي ‏يقول عون إنه واجهها كاملة ذات تشرين عام تسعين وأدّت الى نفيه، ثم عاد منتصرًا عليها، ‏مواجهًا لها، ثم نسج التسويات معها. نسأله إذا ما كان يعد معركة التدقيق الجنائي ألفين وواحد ‏وعشرين بمثابة معركة التحرير عام تسعة وثمانين. "بمعركة عام تسعة وثمانين واجهت ‏المنظومة كاملة ورعاتها الاقليميين والدّوليين، معركة التدقيق الجنائي هي بالمرتبة نفسها، ‏وانضاف الى منظومة الـتسعة والثمانين وأركانها، المنظومة المالية التي ترسخت اليوم. معركة ‏التدقيق الجنائي هي معركة تحرّر وليست حرب تحرير، والتحرّر أشد صعوبة من التحرير". ‏

اذا كانت حرب التحرير وما حسم بعدها في تشرين أدّت الى نفي العماد، رئيس الحكومة ‏العسكرية آنذاك، ما الذي يضمن عدم تكرار نتيجة شبيهة في عهد العماد، رئيس الجمهورية ‏الحالي؟ هنا يرسم عون خطاً أحمر من غير المعلوم إذا ما كان أمنيّة أم يقيناً، "لا يمكن التراجع ‏عن هذه المعركة" يضرب يده على الطاولة "والتدقيق رح يصير". يلتفت الى يمينه ويطلب ‏‏"أحدهم" على الهاتف ويسأله "هل رد المصرف المركزي على وزارة المالية وأسئلة الفاريز اند ‏مارسيل؟" يجيب الصوت في الطرف الاخر "بعد ما ردو، عم يجربو يتهربو.. بس لوين رح ‏يهربو". ‏

يبتسم ويقول ساخرًا "شغل كان بينعمل بأسبوع، صرلهم 4 أشهر مراسلات ومكاتيب، وبعدها ‏الناس بتسأل مين ما بدو التدقيق الجنائي؟". ‏

يستعيد رئيس الجمهورية ويستفيض بالحديث عن أبرز العقبات التي واجهت جنرال القصر ‏وكتلته النيابية حين كان جنرالاً في الرابية.‏

يسترجع عشرات القوانين التي تقدّم بها ودفنت في أدراج المجلس النيابي، يركز على مشروع ‏قانون بالتحديد، قانون إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية التي تشمل صلاحيتها الجرائم الواقعة ‏على الأموال العمومية الذي تقدّم به عام الفين وثلاثة عشر. ويمثّل القانون هذا تحديدًا بالنسبة إلى ‏رئيس الجمهورية تجسيدًا لما يعتبره عقبات وضعت في وجهه نائباً ورئيس تكتل الى أن تحوّلت ‏الى أصفاد كبلت رئاسته. ‏

لكن الجالس أمامنا رئيس الجمهورية، سبق أن وصف حين كان فقط جنرالاً منفياً عائداً، أنه ‏‏"تسونامي"، خاف كثر من الجرف القادم معه. "بس رجعت بالـ2005 قالو عني تسونامي ‏صحيح وقدرت أقضي على جزء كبير من الاقطاع السياسي وما بقى إلا كم واحد.. نسأل ‏مقاطعين الرئيس "هل تقصد بذلك أن ميشال عون التسونامي كبلته رئاسة الجمهورية"؟ يجيب ‏الرئيس "ما كنت متخيل أنه رح كون مكبّل هلقد، ما كنت متوقع انه المنظومة هلقد مطوقة ‏ومحصنة، حتى بالقضاء وهي المرجع الذي اعتمدناه لخوض معاركنا، تبين أنها حلقات، حتى لو ‏تجاوزنا حلقة واحدة، نصطدم بعقبات وحلقات كثيرة".. يحمل حديث الرئيس في طياته شيئًا من ‏الندم، وعليه كان لا بد من السؤال انطلاقاً من الإقرار بأن الرئاسة كبلته. "بين الجنرال التسونامي ‏المتحرّر من كل قيد، والرئيس المكبل هل من مفاضلة"؟ يجيب الرئيس "من فترة قلتلها لمرتي يا ‏ريت ورتت بستان جدي وما عملت رئيس جمهورية". بعيداً عن الأمنيات وبالعودة إلى الواقع ‏وردهة القصر. ‏

يجلس رئيس الجمهورية في مكتبه وصورته معلقة على الحائط، لا بد أنه سأل ويسأل السؤال ‏نفسه وهو ينظر الى صور أسلافه. كيف سيحكم التاريخ على إرثي؟ كيف سيذكرني العابر بعد ‏سنوات في الرّدهة نفسها وهو ينظر الى صورتي المعلقة على الحائط؟ هل يبقى الحائط حتى؟ ‏هل يبقى القصر نفسه، هل تبقى الجمهورية نفسها؟ ‏

هل يكون عهد الرئيس ميشال عون عهد أكبر انهيار اقتصادي واجتماعي يطال البلاد منذ ‏تأسيسه، أم سيكون عهد انطلاقة جديدة، لجمهورية لم تتضح معالمها بعد، حتى لساكن قصرها.‏




الجديد 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 آذار 2021 15:38