4 نيسان 2021 | 23:29

عرب وعالم

الحوار الإقليمي للتغير المناخي يتعهد بإنجاح اتفاق باريس

اختتم الأحد الحوار الإقليمي للتغير المناخي، الذي استضافته دولة الإمارات، بمشاركة مجموعة ‏بارزة من مسؤولي العمل المناخي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للتعاون بهدف تسريع ‏التقدم في العمل من أجل المناخ.‏

وأصدر المشاركون بيانا مشتركا أكدوا من خلاله التزامهم بضمان إنجاح اتفاق باريس، وبناء ‏المزيد من الزخم تحضيرا للقمة التي دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن لقادة المناخ، والتي ‏ستنعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر، وكذلك مؤتمر الدول ‏الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 26).‏

ورحبت رئاسة مؤتمر الدول الأطراف بالبيان والتقدم المحرز في المنطقة، وجددت الدعوة إلى ‏تقديم مساهمات محددة وطنيا معززة مع التزامات (صفرية) قبل انعقاد المؤتمر.‏

وأتاح هذا الحدث، منصة رائدة لتمكين الدول المشاركة من التعاون وتنسيق استجاباتها للتغير ‏المناخي وتعزيز الطموحات العالمية في العمل من أجل المناخ.‏

كما هدف الحوار إلى تمكين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مناقشة سبل إطلاق مسارات ‏جديدة للتنمية "منخفضة الكربون" وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لتحويل التحديات المناخية ‏إلى فرص اقتصادية.‏

تضافر الجهود

وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ‏والمبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي: "تحرص القيادة الرشيدة في دولة ‏الإمارات على دعم العمل من أجل المناخ مع التركيز على خلق فرص للنمو الاقتصادي والتنمية ‏المستدامة. وتسعدنا استضافة الحوار الإقليمي للتغير المناخي في أبوظبي والذي ضم شخصيات ‏بارزة من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة".‏

وأوضح الجابر أن هذا الحوار يأتي في وقت مهم جدا، فهو يسبق انعقاد قمة المناخ التي دعا اليها ‏الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال هذا الشهر في العاصمة الأميركية واشنطن، كما أنه يمهد لمؤتمر ‏الأمم المتحدة للمناخ (كوب 26) الذي ينعقد في نوفمبر المقبل في المملكة المتحدة.‏

وتابع الجابر: "اجتماعنا اليوم أكد على أهمية تكامل الأدوار وتضافر الجهود وتسريع العمل ‏الجماعي من أجل المناخ، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة. كما ناقشنا كيفية تمكين ‏منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من إطلاق مسارات جديدة للتنمية منخفضة الكربون، وتعزيز ‏التعاون مع المجتمع الدولي لتحويل التحديات المناخية إلى فرص اقتصادية. ونحن مستمرون ‏بالتزامنا بالتعاون وتكثيف الجهود لحماية أجيال المستقبل من الآثار السلبية للتغير المناخي".‏

أضاف: "نجتمع هنا لأننا نعتقد جميعاً بأن تسريع العمل المناخي قد أصبح أمرا ضروريا، بل ‏وينطوي على فرص كبيرة يتحتم علينا استغلالها. وتمتلك دولة الإمارات سجلا حافلا بالإنجازات ‏المتقدمة في مجال التكنولوجيا النظيفة والتنمية المستدامة على مدار السنوات الخمسة عشر ‏الماضية، حيث أدركنا مبكراً أن هذه الاستثمارات لها جدوى اقتصادية كبيرة، وتدعمها توجهات ‏الأسواق. ففي العام الماضي، على سبيل المثال، تم تسجيل رقم قياسي في القدرة الإنتاجية للطاقة ‏المتجددة في عام واحد والتي بلغت 260 غيغاواط. وقد تحقق ذلك على الرغم من الصعوبات التي ‏رافقت انتشار جائحة " كوفيد-19".‏

وأردف الجابر: "تتمتع منطقتنا بإمكانيات كبيرة ومتميزة تتيح لها المساهمة في مواجهة التحدي ‏العالمي المشترك والمتمثل في التغير المناخي. ومن خلال التعاون المكثف والعمل الجاد والفاعل، ‏سوف نتمكن من زيادة مساهمتنا إلى الحد الأقصى، مع الاستفادة من أحدث التقنيات والتركيز على ‏الاستثمار الذكي لضمان التنمية المستدامة التي تعزز النمو الاقتصادي".‏

بيان مشترك

في ختام الحدث، أصدر المشاركون بيانا مشتركا سلط الضوء على الجهود الجماعية للمشاركين في ‏تسريع وتيرة العمل المناخي، ونصّ البيان على "أننا سنعمل معا لضمان نجاح اتفاق باريس ‏وسنتعاون مع شركائنا العالميين لتعزيز الطموحات المناخية".‏

وتابع البيان "نحن ملتزمون بالحد من الانبعاثات بحلول عام 2030 والعمل بشكل جماعي لمساعدة ‏المنطقة على التكيّف مع الآثار الخطيرة للتغير المناخي، والتعاون على الاستثمار في الطاقة ‏الجديدة".‏

وشهد الحوار مشاركة العديد من الشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء المنطقة إلى جانب ‏عدد من الشركاء والمنظمات العالمية، بما في ذلك ألوك شارما، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف ‏‏(كوب 26)، وجون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون التغير المناخي، وعدد من الوزراء ‏والمسؤولين من الإمارات العربية المتحدة وعُمان والكويت والبحرين وقطر ومصر والأردن وقطر ‏والمغرب والعراق والسودان، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا".‏

وساهم الحدث في تعزيز المكانة المتقدمة لدولة الإمارات في العمل من أجل المناخ، ووفر أرضية ‏للدول المشاركة لصياغة رؤية مشتركة للعمل المناخي قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف (كوب ‏‏26).‏

وتطرقت النقاشات إلى موضوعات أساسية عديدة، ومنها تسريع وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة، ‏واستكشاف إمكانات مصادر الطاقة الجديدة الخالية من الكربون، وتعظيم أثر تقنيات الحد من ‏تداعيات التغير المناخي، بما في ذلك الاستثمار في الحلول الجديدة والمبتكرة، بالإضافة إلى التقاط ‏الكربون واستخدامه وتخزينه، وخفض كثافة انبعاثات الكربون من الوقود الهيدروكربوني.‏

وركزت النقاشات على الحاجة إلى تكثيف جهود التكيّف مع تداعيات التغير المناخي والحد من ‏تأثيراتها، والتوجهات ذات الصلة بهذه المنطقة على نحو خاص، بما في ذلك الأمن الغذائي ‏والمائي، ومكافحة التصحر، والحفاظ على البيئة.‏

وقال الرئيس المعين لمؤتمر الدول الأطراف (كوب 26) ألوك شارما: "نحتاج جميعاً إلى العمل ‏معاً وبشكل عاجل للتصدي لتحديات التغير المناخي. ولهذا السبب أرحب بالالتزام الذي أبداه اليوم ‏شركاؤنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خلال الحوار الإقليمي حول التغير المناخي في دولة ‏الإمارات، لتسريع وتيرة العمل من أجل المناخ"، مضيفاً أن "التحول إلى الطاقة المتجددة ينطوي ‏على فرص استثمارية ضخمة على صعيد تنمية اقتصاداتنا، وخلق فرص العمل والحد من مخاطر ‏الكوارث المناخية".‏

وتابع قائلاً: "مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الدول الأطراف، فإنني أحثّ الدول على الالتزام ‏بتحقيق أهداف (صفرية) صافية وتعزيز طموحاتها المناخية حتى عام 2030".‏

وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات كانت أول دولة بالمنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ. ‏وبفضل مساهمتها المحددة وطنيا أصبحت الإمارات أول دولة المنطقة تلتزم بالحد من الانبعاثات ‏في مختلف جوانب الاقتصاد، وقد تضمنت مساهمتها المحددة وطنيا الثانية خفض انبعاثاتها من ‏غازات الدفيئة بنسبة 23.5 بالمئة بالمقارنة مع الوضع الاعتيادي للأعمال في عام 2030 وهو ما ‏يعادل خفضا مطلقا للانبعاثات بنحو 70 مليون طن.‏

ولطالما أكدت دولة الإمارات التزامها بالعمل مع الدول الشريكة لها في المنطقة وحول العالم ‏لضمان النجاح السياسي والعملي لؤتمر الدول الأطراف (كوب 26)، إيماناً منها بأن مخاطر التغير ‏المناخي ستظل ماثلةً إلى أن يصبح الجميع محصنين ضدها، تماماً كما هو الحال مع جائحة كوفيد-‏‏19.‏

ووقع على البيان المشترك للدول المشاركة في الحوار الإقليمي حول التغير المناخي، كل من ‏الإمارات العربية المتحدة، وعمان، والكويت، والبحرين، وقطر، ومصر، والأردن، والمغرب، ‏والعراق، والسودان، والولايات المتحدة.‏




سكاي نيوز عربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 نيسان 2021 23:29