6 نيسان 2021 | 08:33

عرب وعالم

نووي إيران أمام الاختبار الصعب

تجتمع في فيينا اليوم الثلاثاء الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الذي تم التوصّل ‏إليه في العاصمة النمساوية في 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة ‏وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا) التي باتت تسمّى مجموعة ‏‏4+1 بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ‏ترامب، ويرمي الاجتماع الذي لن يكون سهلا على الإطلاق باعتراف عدد من ‏المشاركين فيه على رأسهم أميركا، للتمهيد إلى إعادة إحيائه وعودة واشنطن إليه، ‏بالتزامن مع تراجع طهران عن انتهاكاتها.‏

وستركز خلال تلك المحادثات مجموعتان من الخبراء في وقت واحد على خطين أو ‏مسارين العقوبات الأمیركية من جهة، والتزامات إيران النووية من جهة أخرى، ‏بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس سابقا عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي.‏

لكن على الرغم من أن العديد من المشاركين الإيرانيين والأميركيين في اجتماع ‏اليوم من الأسماء المألوفة، لا بل إن بعضهم من الشخصيات الرئيسية التي تفاوضت ‏على الاتفاقية الأصلية قبل سنوات، إلا أن ما يجري اليوم مختلف تماما، بحسب ما ‏يرى مراقبون متابعون للملف.‏

هوة الثقة

فسياق المحادثات ناهيك عن أهداف الجانبين تغيرت بشكل حاد. وفي حين يبدو أن ‏الخطوات اللازمة لعودة واشنطن وطهران إلى التزاماتهما واضحة نسبيًا، إلا أن ‏التصميم الدبلوماسي للوصول إلى هناك معقد جدا.‏

ففي السابق، خلال التفاوض على الصفقة الأصلية بذل جهد تقني كبير بهدف وضع ‏قيود نووية محددة على إيران، أما محادثات فيينا اليوم فهي أشبه باختبار للإرادة ‏السياسية، لأنها تأتي بعد سلسلة من الأحداث التي عمقت هوة عدم الثقة بين ‏الطرفين، في الآونة الأخيرة، من الانسحاب الأميركي إلى سياسة الضغط القصوى ‏التي خنقت الاقتصاد الإيراني، وصلا إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس ‏الثوري الإيراني، قاسم سليماني.‏

مجرد نقطة انطلاق

ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" اعتبار ‏الإدارة الأميركية الجديدة إعادة إحياء اتفاق 2015 مجرد نقطة انطلاق. فقد أعلن ‏الرئيس جو بايدن سابقا بأنه يعتزم توسيع هذا الاتفاق لاحقا ووضع ترتيبات من ‏شأنها فرض قيود أكثر ديمومة على جهود إيران النووية، وأنشطتها الإقليمية، لا ‏سيما دعمها للميليشيات المحلية.‏

في هذا السياق، قال روبرت أينهورن، المسؤول البارز السابق في وزارة الخارجية ‏الأميركية، والمعروف في معهد بروكينغز (مركز أبحاث في واشنطن) للصحيفة ‏الأميركية: "الولايات المتحدة وإيران تشكان في بعضهما البعض كثيرا لدرجة أن ‏الأمر سيكون صعبًا للغاية، لذا ستكون العودة إلى الصفقة أبطأ وأكثر تعقيدًا مما كان ‏متوقعًا في الأصل، على الرغم من أن كلا البلدين يؤيدان إعادة إحياء الاتفاقية."‏

كما أضاف أن وضع ترتيبات لمتابعة الملف أيضا سيكون أكثر صعوبة من ‏الماضي".‏

ما يزيد الطين بلة

إلى كل تلك المعطيات التي من شأنها تصعيب المهمة وزيادة الطين بلة، يضاف ‏تصاعد التوتر بين واشنطن واثنين من الأطراف الأخرى في الاتفاق الأصلي ‏المكون من سبع دول، ألا وهي روسيا والصين.‏

فمنذ عام 2015 عزز كلا البلدين العلاقات مع إيران، سواء من خلال دعم النظام ‏السوري والتعاون في ما بينهما بالنسبة لروسيا، أو عبر تعزيز العلاقات التجارية ‏بالنسبة للصين التي أصبحت الشريك التجاري الرئيسي لطهران لاسيما بعد إبرام ‏الاتفاق الممتد ل 25 سنة الأسبوع الماضي.‏

إذا لا شك أن محادثات اليوم لن تكون سوى نقطة في بحر التعقيدات المقبلة، لا ‏سيما مع تمسك إيران برفع العقوبات كاملة وفق ما أفاد عدد من مسؤوليها قبل أيام.‏

وكانت تقارير عدة أفادت سابقا، بأن طهران رفضت عروضا بالإفراج عن بعض ‏أموالها المجمدة بالخارج كخطوة أولى، وفي السياق، نقل موقع "مونيتور" عن ‏مصدر مطلع قوله إن الولايات المتحدة عرضت على إيران الإفراج عن مبلغ مليار ‏دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في العراق وكوريا الجنوبية مقابل وقف ‏التخصيب بنسبة 20 في المائة، وإغلاق أجهزة الطرد المركزي المتطورة، لكن هذا ‏العرض قوبل بالرفض.‏





العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 نيسان 2021 08:33