أعلن علماء الفلك أن كوكبا خارج المجموعة الشمسية، يمكن أن يكون هاجر بعيدا عن مكان ولادته الأصلي لمسافة 7 ملايين كيلومتر، بحسب استنتاج أولي نشرته دورية "نيتشر".
إلا أن عالم فلك مصري دعا لعدم استعجال النتائج، فالقياسات الخاصة بمسارات الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية قد تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بالكواكب خارج المجموعة.
وتنبع أهمية الدراسات الشاقة التي يبذلها العلماء حول كواكب ومكونات الأفلاك خارج المجموعة الشمسية إلى الأمل في العثور على حياة هناك، ومياه ومعادن يمكن نقلها للأرض المهددة بنضوب مواردها.
وبحسب الدورية العلمية، جاء هذا بعد تحديد الغلاف الجوي البصمة الكيميائية للكوكب، وأظهرت أنه انتقل إلى موقعه الحالي على بعد 7 ملايين كيلو متر من مكان ولادته أو تشكله الأول، أو ما يعادل 1/20 بحساب المسافة من الأرض إلى الشمس.
ونتائج البحث الذي أجراه فريق دولي من علماء الفلك بقيادة من جامعة "وارويك" البريطانية تمثل المرة الأولى التي يتم فيها قياس حوالي 6 جزئيات في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية لتحديد تركيبته، كما أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها علماء الفلك هذه الجزيئات الستة لتحديد الموقع الذي تتشكل فيه هذه الكواكب العملاقة الساخنة خارج المجموعة الشمسية.
وبحسب الباحث الرئيسي بالدراسة من قسم الفيزياء بجامعة "وارويك" الدكتور سيدهارث غاندي: "استخدمنا هذه الأنواع الكيميائية الستة لأول مرة لتضييق المكان الذي تشكلت فيه في الأصل في القرص الكوكبي الأولي".
واستخدم لهذا البحث تليسكوب غاليليو في لابالما بإسبانيا للحصول على أطياف عالية الدقة من الغلاف الجوي للكوكب الخارجي HD 209458b أثناء مروره أمام نجمه المضيف في أربع مناسبات منفصلة، ووجِد أن الضوء الصادر من النجم أثناء مروره عبر الغلاف الجوي للكوكب يتغير، وبتحليل الاختلافات في الطيف الناتج، يمكن تحديد المواد الكيميائية الموجودة وكميتها.
وعن هذه المواد يقول غاندي إن إنه تم، لأول مرة، اكتشاف سيانيد الهيدروجين والميثان والأمونيا والأسيتيلين وأول أكسيد الكربون وكميات منخفضة من بخار الماء في الغلاف الجوي للكوكب HD 209458b، أي ضعف ما كان متوقعا من الكربون.
وبحسب تقييم العالم الفلكي فإن "المواد الكيميائية الرئيسية هي الأنواع الحاملة للكربون والنيتروجين، وإذا كانت هذه الأنواع في المستوى الذي اكتشفناه، فهذا يدل على وجود جو غني بالكربون مقارنة بالأوكسجين".
ودلالة هذا أن غازا غنيا بالكربون تراكم بشكل تفضيلي أثناء التكوين، وهو ما يحدث فقط إذا كان يدور كثيرا بعيدا عن نجمه في المكان الذي تشكل فيه من البداية، أي مكان الولادة، وعلى مسافة مماثلة للمشتري أو زحل في المجموعة الشمسية على الأرجح.
البحث عن ماء جديد للأرض
وتعليقا على هذه النتائج يقول رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، جاد القاضي، إن "الهدف الأولي من وراء هذا البحث والاستنتاج، والذي رصدته التليسكوبات الأرضية، حيث لم تطلق البشرية إلى اللحظة مهمة الفضائية خارج المجموعة الشمسية، هو البحث عن احتمال وجود حياة على الكواكب الأخرى، والبحث عن موارد طبيعية بديلة للموجودة على الأرض، كالمياه والمعادن، والتي تهدد البشرية بالنفاذ".
ويلفت القاضي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن: "استنتاج أن كوكبا خارج المجموعة الشمسية، يمكن أن يكون هاجر بعيدا عن مكان ولادته الأصلية، ربما يكون مفتاحا لاكتشافات أبعد عن أسرار تكتنفها مجرة درب التبانة، والتي لم يكُشف عنها إلا القليل جدا".
غير أنه نبَّه إلى أن "الاستنتاج ربما يكون غير دقيق"؛ لأنه "قد يوجد اختلاف بين مسارات تلك الكواكب عن تلك المسارات التي نعرفها ونحسبها لمجموعتنا الشمسية"؛ ولذا فإن "إثبات أو نفي ذلك ما يزال يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.