11 نيسان 2021 | 18:43

تكنولوجيا

"الكوكب المهاجر".. تساؤلات الحياة بدون الشمس

أعلن علماء الفلك أن كوكبا خارج المجموعة الشمسية، يمكن أن يكون هاجر بعيدا عن مكان ‏ولادته الأصلي لمسافة 7 ملايين كيلومتر، بحسب استنتاج أولي نشرته دورية "نيتشر‎".‎

إلا أن عالم فلك مصري دعا لعدم استعجال النتائج، فالقياسات الخاصة بمسارات الكواكب خارج ‏مجموعتنا الشمسية قد تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بالكواكب خارج المجموعة‎.‎

وتنبع أهمية الدراسات الشاقة التي يبذلها العلماء حول كواكب ومكونات الأفلاك خارج المجموعة ‏الشمسية إلى الأمل في العثور على حياة هناك، ومياه ومعادن يمكن نقلها للأرض المهددة ‏بنضوب مواردها‎.‎

وبحسب الدورية العلمية، جاء هذا بعد تحديد الغلاف الجوي البصمة الكيميائية للكوكب، وأظهرت ‏أنه انتقل إلى موقعه الحالي على بعد 7 ملايين كيلو متر من مكان ولادته أو تشكله الأول، أو ما ‏يعادل 1/20 بحساب المسافة من الأرض إلى الشمس‎.‎

ونتائج البحث الذي أجراه فريق دولي من علماء الفلك بقيادة من جامعة "وارويك" البريطانية ‏تمثل المرة الأولى التي يتم فيها قياس حوالي 6 جزئيات في الغلاف الجوي لكوكب خارج ‏المجموعة الشمسية لتحديد تركيبته، كما أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها علماء الفلك هذه ‏الجزيئات الستة لتحديد الموقع الذي تتشكل فيه هذه الكواكب العملاقة الساخنة خارج المجموعة ‏الشمسية‎.‎

وبحسب الباحث الرئيسي بالدراسة من قسم الفيزياء بجامعة "وارويك" الدكتور سيدهارث غاندي: ‏‏"استخدمنا هذه الأنواع الكيميائية الستة لأول مرة لتضييق المكان الذي تشكلت فيه في الأصل في ‏القرص الكوكبي الأولي‎".‎

واستخدم لهذا البحث تليسكوب غاليليو في لابالما بإسبانيا للحصول على أطياف عالية الدقة من ‏الغلاف الجوي للكوكب الخارجي‎ HD 209458b ‎أثناء مروره أمام نجمه المضيف في أربع ‏مناسبات منفصلة، ووجِد أن الضوء الصادر من النجم أثناء مروره عبر الغلاف الجوي للكوكب ‏يتغير، وبتحليل الاختلافات في الطيف الناتج، يمكن تحديد المواد الكيميائية الموجودة وكميتها‎.‎

‎ ‎وعن هذه المواد يقول غاندي إن إنه تم، لأول مرة، اكتشاف سيانيد الهيدروجين والميثان ‏والأمونيا والأسيتيلين وأول أكسيد الكربون وكميات منخفضة من بخار الماء في الغلاف الجوي ‏للكوكب‎ HD 209458b، أي ضعف ما كان متوقعا من الكربون‎.‎

وبحسب تقييم العالم الفلكي فإن "المواد الكيميائية الرئيسية هي الأنواع الحاملة للكربون ‏والنيتروجين، وإذا كانت هذه الأنواع في المستوى الذي اكتشفناه، فهذا يدل على وجود جو غني ‏بالكربون مقارنة بالأوكسجين‎".‎

ودلالة هذا أن غازا غنيا بالكربون تراكم بشكل تفضيلي أثناء التكوين، وهو ما يحدث فقط إذا كان ‏يدور كثيرا بعيدا عن نجمه في المكان الذي تشكل فيه من البداية، أي مكان الولادة، وعلى مسافة ‏مماثلة للمشتري أو زحل في المجموعة الشمسية على الأرجح‎.‎

البحث عن ماء جديد للأرض

وتعليقا على هذه النتائج يقول رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، جاد ‏القاضي، إن "الهدف الأولي من وراء هذا البحث والاستنتاج، والذي رصدته التليسكوبات ‏الأرضية، حيث لم تطلق البشرية إلى اللحظة مهمة الفضائية خارج المجموعة الشمسية، هو ‏البحث عن احتمال وجود حياة على الكواكب الأخرى، والبحث عن موارد طبيعية بديلة للموجودة ‏على الأرض، كالمياه والمعادن، والتي تهدد البشرية بالنفاذ‎".‎

ويلفت القاضي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن: "استنتاج أن كوكبا خارج ‏المجموعة الشمسية، يمكن أن يكون هاجر بعيدا عن مكان ولادته الأصلية، ربما يكون مفتاحا ‏لاكتشافات أبعد عن أسرار تكتنفها مجرة درب التبانة، والتي لم يكُشف عنها إلا القليل جدا‎".‎

غير أنه نبَّه إلى أن "الاستنتاج ربما يكون غير دقيق"؛ لأنه "قد يوجد اختلاف بين مسارات تلك ‏الكواكب عن تلك المسارات التي نعرفها ونحسبها لمجموعتنا الشمسية"؛ ولذا فإن "إثبات أو نفي ‏ذلك ما يزال يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 نيسان 2021 18:43