12 نيسان 2021 | 17:25

أمن وقضاء

"العسكرية" تستجوب محامية متهمة بالرشوة بعد سجال حول مدى قانونية ذلك


بعد سجال قانوني حول إشكالية استجواب محام امام المحكمة العسكرية من دون حضور نقيب المحامين او من يمثله سندا الى المادة ٧٩ من قانون تنظيم مهنة المحاماة، حسم رئيس المحكمة العميد الركن منير شحادة هذا الجدال بأن مضى في استجواب المحامية منال عيتاني المتهمة الى جانب شقيقها محمد الفار برشوة ضابط ومؤهل في قوى الامن الداخلي عبارة عن مبالع مالية وهدايا وقبول الاخيرين هذه الرشوة.

قرار رئيس"العسكرية" الحازم اتى بعد استطلاع رأي ممثلة النيابة العامة القاضية منى حنقير التي اعتبرت ان نقيب المحامين لم يحضر ولم يرسل من يمثله وبالتالي يمكن السير بالجلسة لتقرر المحكمة ذلك.

وجاء هذا النقاش بعدما اثار وكيل عيتاني المحامي ساسين ساسين هذه المسألة ليتدخل ممثل النقابة في المحكمة المحامي صليبا الحاج الذي اعتبر ان هناك نقاطا شكلية ونص يوجب ابلاغ النقيب.

ولانها الجلسة السادسة التي تعقدها المحكمة في هذا الملف، كان هناك اصرار من رئيسها على السير بالاستجواب بعدما رد طلب وكيل المؤهل اول إمهاله للاطلاع على الملف، مذّكرا الاخير بان وكالته عن المتهم تعود للعام ٢٠١٩ ومذكّرا وكيل عيتاني بان استجواب موكلته امام قاضي التحقيق حصل من دون حضور النقيب او من يمثله خاتما هذا الجدال بالقول:" هذه المحكمة لها هيبتها".

وكانت المحكمة قد استجوبت في البدء المؤهل اول الذي تحدث عن صداقة تجمعه بمحمد شقيق منال منذ ما يقارب الخمس سنوات وانه تعرف على شقيقته من خلاله وكانوا يلتقون في احد المقاهي.

وبعدما نسف المؤهل اول جميع اعترافاته الاولية والاستنطاقية تحت ذريعة الضغط والتهديد، نفى قبضه مبلغ ٢٠٠٠ دولار من المحامية مقابل الحصول منه على معلومات تتعلق بمطلوب لدى مكتب مكافحة المخدرات حيث كان يعمل موضحا بانها سألته مرة عن ملف موقوف اذا كان قد احيل الى النيابة العامة.

وركزت اسئلة الرئاسة حول مشاهدات التقطتها كاميرات المراقبة في المقهى ليوضح المؤهل اول بان المحامية لم تسلمه ظرفا فيه اموال وانما ورقة كتبت عليها اسم فتاة يشتبه بتهريبها المخدرات وانه ابلغ رئيس المكتب بهذه المعلومات. واضاف بانه اهدى محمد عيتاني بندقية صيد قديمة من باب الصداقة وان الاخير بادله بإعطائه مبلغ مليون و٥٠٠ ألف لشراء هاتف "على ذوقو" بعدما انكسر هاتفه.

وباستجواب الضابط وهو برتبة نقيب، افاد بانه تعرف على منال في المحكمة العسكرية عندما احضر بريدا من مكتب السجل العدلي حيث كان لا يزال برتبة مؤهل اول، وقد التقى بها بمبنى السجل في فرن الشباك .

وبعد حوالي سبع سنوات من ذلك وترقيته التقى بها صدفة في المقهى الذي كانت تتردد اليه مع اصدقائها حيث تبادلا ارقام الهواتف. وتحدث الضابط عن واقعة وجوده مرة في المقهى عندما حضر شقيق المحامية حيث غادر المكان لانه شعر ان سلوك محمد" غير مريح" وان المحامية اتصلت به في اليوم التالي واعتذرت منه.

وتابع يقول بان التواصل بينهما استمر الى ان ارسلت اليه خبرا عن اخلاء سبيل تاجر مخدرات في بعبدا حيث قطع اتصالاته بها . وانه قبل ذلك سألته عن محام كان في السلك العسكري واجابها بانه لا يعرفه، كما جرى حديث عن توقيف شبكات، وان الضابط قام حينها بقطع الحديث.

وعندما سأله رئيس المحكمة كيف يوصف علاقته بالمحامية فأجاب:"صداقة عادية".

وبسؤاله عن هدية تلقاها من المحامية عبارة عن جاكيت من احد اشهر المحال التجارية اجاب": رحت فيها بالاحراج" وقال انه يومها اتصلت به حين كانت بانتظاره في المقهى لكنه نسي الموعد فتوجه الى المقهى سيرا على الاقدام لقربه من منزله، حين قدمت له الهدية التي فوجىء بها، ولو كان في الامر اي نية لكان حضر حينها بسيارته.

واتهمت عيتاني خلال استجوابها الاعلام بتشويه الحقائق وتركيب ملفات من قبل البعض وقالت: ليس من المنطق ان ادفع الفي دولار لمؤهل اول وانا يمكن ان احصل على اطلب النشرة لموكلي بمبلغ ٨٠ الف ليرة فقط لمعرفة ما اذا كان مطلوا" واضافت متوجهة الى رئيس المحكمة:" لو تحليلك منطقي انا ممكن بخمس او ست سنين اطلب بس منو شغلتين" .

واكدت على واقعة تسليمها ورقة للمؤهل اول تحوي اسم مضيفة طيران يشتبه بتهريبها المخدرات. وعندما سىلت عن سبب ذلك قالت:" اي مواطن بدو يخدم الدولة ممكن يبلّغ".

وبررت اتصالها للسؤال عن احد الموقوفين لدى مكتب المخدرات بالقول:" اي محام يتصل بالمكتب لمعرفة اذا احيل الملف الى القضاء ام لا."

وعن سبب اهدائها للضابط جاكيت قالت:" كان عيد ميلادو" مضيفة انه سبق ان اهداها لوحة احضرها معه خلال زيارته الى مصر وكانت بمثابة هدية لعيد ميلادها.

ولماذا اهدته في مكان عام وليس في مكتبه او منزله قالت عيتاني:" لم تكن لدي نية سيئة في ذلك ولم آخذ للامر ابعادا"، مؤكدة على ان صداقة كانت تجمعها بالضابط ليس اكثر.

وبعد ان استمهل وكلاء الدفاع للمرافعة، رفع رئيس المحكمة الجلسة الى ١٧ ايار المقبل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 نيسان 2021 17:25