13 نيسان 2021 | 17:12

أخبار لبنان

فيديرالية الحزب المقنّعة

فيديرالية الحزب المقنّعة

قفا_نحكِ


راشد فايد - النهار ‏



هل تذكرون احتلال وسط بيروت لنحو سنتين؟ وهل تتذكرون تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ‏لفترة مماثلة، وأطول، وهل تغفل الذاكرة "غزوة" بيروت في 7 أيار 2008، التي نفذها تحالف ‏‏"8 آذار"، وقد سبقها نصب أكثر من 600 خيمة حول مقر رئاسة الحكومة من 30 تشرين الأول ‏‏2006 إلى 21 أيار 2008، أي لمدة 18 شهرًا انتهت بتوقيع "اتفاق الدوحة"؟ وهل تنسون ‏تعطيل تشكيل الحكومات لأشهر "كرمال الصهر" ؟

أدى الاعتصام، الذي إفتتح زمن الغطاء الماروني لـ"حزب الله"، إلى شلل تام في وسط بيروت، ‏وإقفال عشرات المؤسسات التجارية وصرف موظفيها وهم بالآلاف. وقدر إجمالي الخسائر في ‏التجارة، حينها، بنحو 10 ملايين دولار يومياً. وفي كل مرة تُعطل الجماعات نفسها، حليفة نظام ‏الأسد وايران، الحياة العامة، تتكبد الخزينة والإقتصاد الوطني مليارات الدولارات (هل ستخضع ‏للتدقيق الجنائي؟)، من دون أن يرف جفن من يرون المقاومة فعل سلاح، ولو دمر البلاد، وليس ‏في النجاح الإقتصادي والنقدي والتجاري، والثقافي، والوجوه الأخرى للإنتصار الإنساني؟

لتأبيد سيطرته على "البيئة" إياها، نجح زعيمها في تقويض مؤسسات الدولة الأم، وفرض ‏اقتصاداً موازٍيا، وأخيراً، دورة دولار مغلقة لا تتخطى حدود الضاحية، فيدفع لأزلامه بالدولار ‏الأميركي، ويلزمهم، عندما يحتاجون إلى العملة الوطنية، بتحويله لدى صرافين تابعين له. ينطوي ‏الأمر على انعزال مالي إقتصادي، وخلق دورة مالية محصورة، عدا تسريب الدواء والمنتجات ‏الإيرانية، كأن الفيديرالية تبدأ لدى الحزب من هنا‎.‎

كل ذلك تحت أنف الرئيس القوي الذي لا يتغيّر ما في نفسه: شهوة السلطة المطلقة، ولو ‏استلزمت تشويه الحقائق والمسلمات. فمواقف الجنرال من تشكيل الحكومة المرتقبة يذكر بلعبة ‏العرائس الروسية الشهيرة: كلما استخرجت لعبة وجدت في داخلها أخرى. لذا ينقلنا من الثلث ‏المعطل، إلى الـ24 وزيرا، فالتدقيق الجنائي، وغدا "اللقاء السني التشاوري"، وإحياء كتلة ‏أرسلان، إلى أن يقتنع جبران بأن الرئاسة ليست من نصيبه‎.‎

والجنرال على موقفه، واللبنانيون يعرفون "إنجازات" عناده. والمشكلة أنهم يعرفونه أكثر مما ‏يظن، ويعرفون أنه لا يتردد في المقامرة بحيواتهم، وقد أثبت لهم ذلك منذ الحكومة العسكرية ‏الجهيضة إلى رئاسة العهد البائس، وبينهما زعمه البقاء في قصر بعبدا حتى خروج آخر عسكري ‏لبناني منه. فالعقدة أن كل الهزائم السياسية وغير السياسية تنتهي باقتناعه أن "صموده" ربح ‏الرهان، واستراتيجيته الإنتحارية منتصرة دائما. وها هو اليوم رهانه على تحريف الطائف ينتهي ‏إلى تمسكه به في خطابه الأخير‎.‎

يقول المثل السائر" ليتك لم تزْن، ولم تتصدقي"، ولولا أنه أكثر من وعوده بالإصلاح والتغيير، ‏لما فجع الناس بهزال العهد، وبلاويه في السياسة والإقتصاد والتجارة والنقد، ولما لاحظ أحد ‏فصاما يجعل البعض يتحدث عن المثل العليا ولا يتردد في تبني المثالب الدنيا، كما وأد قلب ‏بيروت، ومعاندة مصالح الناس، وتهشيم الدستور مرة بـ"أنا أو لا أحد"، ومرات كرمى للصهر‎ .‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 نيسان 2021 17:12