14 نيسان 2021 | 08:40

أخبار لبنان

تيمور جنبلاط: قلق من الفوضى والإنفجار الشامل

تيمور جنبلاط: قلق من الفوضى والإنفجار الشامل

لا يذكر رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط كثيراً من مشاهد الحرب الأهلية ‏اللبنانية، ويلفت الى أنه "بهذه المرحلة من العمر لا تعلق الأحداث بالذاكرة، كل ما أتذكره بعض ‏أجزاء من مشاهد، وأذكر أننا كنا في حالة من غير الاستقرار‎"‎‏.‏

وفي حديث لـ"الشرق الأوسط" أشار جنبلاط إلى أن "المأساة الكبرى كان يعيشها اللبنانيون كل ‏يوم ومن كل الجهات، وهذه الذكريات المؤلمة القاسية هي الأهم. فالذاكرة الفردية ليست إلا جزءاً ‏من الذاكرة الجماعية، التي تحتاج إلى تنقية ومصالحة ومصارحة ومسامحة مع الذات ومع ‏الآخرين، لكي نمضي قدماً. ونحتاج لعمل كثير كي نتمكن من الوصول إلى ما نطمح إليه في هذا ‏المجال‎".‎

وقال: "الكل خاض الحرب عن قناعة بأنه يملك الصواب ولديه القضية المحقة، والكل برأيي كان ‏مُصيباً في جوانب من قضيته، لكن أيضاً مخطئ في جوانب أخرى‎".‎

‎ ‎أضاف: "وبصرف النظر عن المبررات والظروف التي فرضت الحرب والانخراط فيها، وكان ‏الحزب التقدمي الاشتراكي في وضع الدفاع عن الوجود والبقاء والهوية وكان لدينا قضيتُنا، إلا ‏إن الحرب برمّتها خطأ، والصواب أن نبقى نبحث عن الحوار ثم الحوار ثم الحوار. فلا حل إلا ‏بالحوار، ومهما تقاتلنا نعود للحوار، لأنه لا مفر من أن نعيش في هذا الوطن جميعنا في إطار من ‏الحرية والتنوع وقبول الآخر والشراكة‎".‎

وتابع: "هذا الأمل الوحيد الباقي بعد كل ما بلغناه من خراب وانهيار وتدمير اليوم، والقلق حالياً ‏هو من الفوضى والانفجار الشامل، وهذا أخطر من الحرب، لأنه يترافق مع انهيار اقتصادي ‏ومعيشي شامل يهدد كل شيء‎".‎

ورأى جنبلاط، أن "المهم اليوم البحث عن كيفية صناعة الاستقرار وبناء الغد الأفضل، لا عمّن ‏يريد الحرب"، عادّاً أنه "في ذكرى الحرب يكفي أن نتذكر كل الضحايا الذين قضوا والجرحى ‏والمصابين والعائلات والمفقودين والمخفيين قسراً والتداعيات الجسيمة التي لا تزال حتى اليوم. ‏ويكفي أن نتذكر ما فعلناه في المصالحة وأن نتمسك بها أكثر؛ لأنها حجر أساس لبناء المستقبل، ‏وأن نبحث عن شراكة لقيام الدولة ونهوضها مما هي فيه من أزمة مصيرية، لكي نقدم شيئاً ‏للجيل القادم، ولكي ننهي دوامة الأزمات‎".‎

ومضى قائلا: "نسعى لنحقق ما يريده الشباب من دولة مدنية علمانية؛ دولة قانون وعدالة قضائية ‏وعدالة اجتماعية واقتصاد متكافئ وإنماء وحياة كريمة وحقوق الإنسان. اليوم للأسف باتت ‏المُهمة أضعافاً، فهناك (كورونا) والواقع الصحي والجوع والانهيار. ثم علينا ألا ننسى أبداً ‏الأخطار مما يجري حولنا، وهناك العدو الإسرائيلي الذي يسرق ثرواتنا، ويعتدي على سيادتنا. ‏كل ذلك هو فعلاً أخطر من الحرب، لذلك علينا أن نعمل كثيراً لمنع هذا الانفجار‎".‎

ودعا تيمور جنبلاط للبدء في هذا المسار من خلال "تشكيل حكومة فاعلة، والقيام بإصلاحات ‏حقيقية، وبإنعاش تدريجي للاقتصاد، ثم بناء المؤسسات السياسية على أساس ديمقراطي سليم، ‏والمؤسسات الإدارية على قاعدة من الكفاءة والإنتاج"، مشدداً على أن "وحدها دولة المواطنة ‏تمنع تكرار الحروب والاقتتال، وهذا ما نريده"‏‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 نيسان 2021 08:40