17 نيسان 2021 | 22:52

أخبار لبنان

ربما هو الإنذار الأخير..



فادي مالك الخير



عندما فرض الحصار العريي الخليجي على إمارة قطر لأسباب سياسية خرج أميرها في حينه مخاطبا شعبه ليس بالتهويل و التبشير بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، إنما قال لهم جملته الشهيرة "أبشروا بالعز و الخير " ...

هكذا ينطق الزعماء و هكذا يكون القائد ...

بدل أن يزيد الهموم على شعبه ، اختار أمير قطر أن يستغل الفرصة لصالح بلاده و أن يكون دافعا نحو التقدم و الرخاء ، فكانت كلمته الشهيرة التي وعد فيها شعبه بالخير و الخلاص ...

استغل الأمير الحصار المفروض على وطنه ليضع المخطط التوجيهي الاقتصادي الأول من نوعه في بلده و يشجع على تطبيق و انتهاج سياسة الإكتفاء الذاتي ...

كان ذلك عبر تشجيع الاستثمارات الضخمة منها و المتوسطة لإنشاء مصانع و معامل متخصصة في انتاج البضائع التي يحتاجها السوق المحلي بعد أن دأب في السابق على استيرادها من الدول المجاورة ...

فكانت الفورة الاقتصادية الكبرى التي جعلت من قطر في مقدمة الدول المنتجة كما جعلتها عنصرا جاذبا للاستثمارت الأجنبية فاستفادت من الحصار الاقتصادي و حولته لدافع قوي للنهوض بها إلى مستوى متقدم عن سائر بلاد المنطقة ...

أما في لبنان ، هذا البلد اليتيم ، المصاب بالداء الخبيث من محبي الكراسي و المناصب ، خرج علينا الرئيس بعد المصاب الاقتصادي العظيم ليبشرنا بالدخول الى جهنم ...

خرج علينا ، و بدل أن يتوجه فورا لإيجاد الحلول السريعة و إنقاذ هذا الشعب المسكين ، لتأتي كلمته كالرصاصة في صدور الناس فقتلت ما تبقى لديهم من روح الأمل الباقي بغدٍ أفضل ...

أولم يكن حري به التوجه فورا لتسهيل تشكيل حكومة المهمة الصعبة و تأمين كامل الدعم و الغطاء السياسي اللازم لها لانطلاقة أعمالها ... !

ماذا عن الإنقسام الحاصل اليوم و السجال العامودي القاتل ضمن الصف الواحد و الأمل الوحيد المتبقي بقيامة دولة العدالة و المواطنة ألا و هو القضاء العادل و الحر المستقل و الذي يعوّل عليه معظم الشعب اللبناني بكافة أطيافه ...!

ربما هو الإنذار الأخير في بلد يحلم بالنور في زمن خيمت فيه الظلمات ...


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 نيسان 2021 22:52