29 نيسان 2021 | 14:30

إقتصاد

"طائر فينيق" صناعي ينهض من ركام المرفأ ..

شكلت كارثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 واحدة من اكثر واقسى المحطات ايلاماً في تاريخ لبنان الحديث، لما حملته من مآس لآلاف العائلات التي استشهد او اصيب ابناؤها في هذا الانفجار، وما تسبّبت به من دمار وخسائر هائلة.

لكن إرادة الحياة لدى الشعب اللبناني كانت أقوى، وها هو طائر الفينيق اللبناني يعود ليرتفع ويحلق من جديد بهذه الإرادة من المرفأ ومحيطه وبدأت بعض المرافق والمؤسسات المتضررة من الانفجار تستعيد بنيتها وعملها بعد رفع الأنقاض واعادة البناء .

ومن هذه المرافق مستودعات "مجموعة أماكو الصناعية" في المنطقة الحرة من المرفأ والتي الحق بها الانفجار اضراراً جسيمة ، فبادرت المجموعة بعزيمة كبيرة من رئيس مجلس ادارتها علي محمود العبد الله وبسرعة فائقة الى المساهمة بإعادة الاعمار إيمانا منها بدورها الوطني والاجتماعي.

يقول العبد الله "مجموعة "اماكو" مركزها الرئيسي في صيدا ولدينا في حرم مرفأ بيروت مركز لتجميع وتصدير آلات صناعة الورق الصحي الى العالم ، وفي هذا المركز كنا نستقطب رجال أعمال وشركات ومصانع من دول عربية عديدة من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وتونس والجزائر والأرجنتين والبرتغال وسويسرا واوروبا الشرقية وكثيراً من البلدان كانوا يأتون ويزوروا مركز " أماكو " ليطلعوا على التقنيات الحديثة لآلاتها ومواكبتها لكل التقنيات الحديثة والابتكارات في هذا المجال ".

ويضيف " بعد انفجار مرفأ بيروت سارعت وما الحقه من اضرار جسيمة بالمرفأ ومحيطه، عمدنا إلى تقييم الأضرار ووضعنا خطة متكاملة بالتنسيق مع الجهات المختصة ووظفنا فرق عمل مختصة بادارة الأزمة من أصحاب المهارات للقيام بأعمال إعادة الإعمار ضمن القسم العائد للمجموعة في المنطقة الحرة من المرفأ، تحركنا فوراً وفق الخطة الموضوعة وتأكدنا أولاً من سلامة فرق عملنا وهذا الشيء اساسي بالنسبة الينا وكان لدينا تصميم واصرار انه مهما كانت الأضرار كبيرة سنعيد الاعمار وكانت السرعة في وتيرة العمل جزء من مسؤوليتنا الوطنية تجاه هذه الكارثة".

ويتابع " الإنفجار لم يؤثر على برنامج التصدير الى كل بلدان العالم وبقينا نصدر كالعادة ، ولم نقف عند هذا الحد، بل مضينا في التوظيف في تعزيز صادرات آلات الورق الصحي. وهذا الأمر استدعى زيادة نشاطاتنا مع الشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان التي تزوّدنا بالخدمات والحلول. وحرصنا على رفع مستوى الإعتماد على خدمات التعهيد في لبنان، إيمانا منا بضرورة دعم الدورة الاقتصادية الداخلية، والمساهمة في إنعاش السوق، خصوصا بما يتعلق بشركات القطاع الصناعي اللبناني. وبالإجمال، نفذنا في فترة ما بعد 4 آب 2020 أكبر عملية توظيف تشهدها مجموعة أماكو خلال السنوات الماضية" .

ويلفت العبد الله الى ان "مجموعة اماكو " استطاعت ان تحقق مركزاً دولياً متقدماً لإنتاج آلات الورق الصحي وان التكنولوجيا التي تستعملها جعلتها من اهم المرجعيات في الأسواق العالمية . ويقول " لذلك لدينا موقع قوي في الأسواق التي فيها منافسة بين كبرى الشركات العالمية . ولدينا معادلة ذهبية بعملنا وهي احترام عملنا وتحمل المسؤوليات والوفاء بالوعود" .

ويؤكد العبد الله ان "مجموعة أماكو " حسمت امرها بأن تكمل الطريق مهما بلغت التضحيات ، وانه بالهمة والارادة يمكن ان نعيد كل شيء ، ويقول " ارادة الحياة أقوى من ارادة الموت والدمار ونحن شعب اقوى من الكوارث والأزمات واثبتت التجارب اننا نستطيع ان نخرج منها أكثر قوة ، وهذه هي روحية عملنا في "اماكو" وليس لدينا خيار الا النجاح واكمال المسيرة". ويختم بالقول "نحن لا نعيد فقط الاعمار للمرفأ بل نتخذ موقفاً وسنعيده افضل مما كان ".


رأفت نعيم








يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 نيسان 2021 14:30