10 أيار 2021 | 16:00

منوعات

أغاني في وداع الشهر الفضيل (١/٢): "يا بركة رمضان خليكي في الدار"‏

أغاني في وداع الشهر الفضيل (١/٢):

زياد سامي عيتاني*‏



قُسمت الأغاني المتعلقة بشهر رمضان الكريم إلى قسمين، أولهما "أغنيات الرؤية" وكانت تُذاع ‏في اليوم الأخير من شهر شعبان، وتستمر الإذاعة في تقديمها مع الأغنيات الرمضانية الاخرى ‏حتى الثلث الأول من شهر رمضان، وكانت الأغاني تترنم بالاستعدادات لرمضان، والاستطلاع ‏على هلال الرؤية، والتحضيرات الروحانية لاستقبال ذلك الشهر الفضيل.‏

وداع زائر كريم"، هو مسمى الجزء الثاني من الأغنيات، والتي كان يتم إذاعتها إذا ما هلت العشر ‏الأواخر من شهر رمضان الكريم، وخلال تلك الفترة يتوحش الجميع للشهر الكريم، وإدراكهم ‏لزوال خيره في العام نفسه...‏

ومن أشهر الأغاني التي خصصت لوداع شهر الخير أغنيتي: "وداع رمضان" لكارم محمود، ‏وأغنية "يا بركة رمضان خليكي بالدار" لمحمد رشدي (سنتناولهما في جزء اليوم)، إلا أن الأغنية ‏الأشهر التي تحولت إلى النشيد الرسمي لإعلان إنقضاء شهر الصيام (نتناولها غداً):‏

‏**‏

‏•"لا أوحش الرحمن منك قلوبنا"-كارم محمود:‏

لا أوحش الرحمن منك قلوبنا، لا أوحش الرحمن منك بيوتنا"، كانت هذه أصوات لسان المجاميع ‏الخاشعة ليلة 27 رمضان عام 1957، في أداء يشبه الأناشيد الصوفية، تمهيدًا لصوت كارم ‏محمود، نجم الإذاعة المصرية حينها، ليصبح "وداع رمضان" أحد أهم أناشيد توديع الشهر ‏الكريم، والتي تحتل الإذاعة في العشر الأواخر وحتى ليلة العيد.‏

انفرد كارم محمود بالموسيقى ليبدأ الكوبليه "يا عين جودي بالدموع، وودعي شهر الصيام" ‏بشجن، وهكذا إلى آخر النشيد حيث يمتزج أدائه بأداء المجموعة، على خلفية موسيقية من تلحينه، ‏وكلمات من الشعر العتيق الذي طوى الزمان اسم صاحبه، كما جاء بصفحات "هكذا غنى ‏المصريون" للدكتور نبيل حنفي محمود.‏

ويذكر أن الإذاعة المصرية قدمت ما يقرب من 106 أغنيات رمضانية، منذ إنشائها عام 1938 ‏وحتى منتصف الخمسينيات.‏

‏**‏

‏•"يا بركة رمضان خليكى في الدار" -محمد رشدي:‏

‏"يا بركة رمضان خليكي فى الدار، يا بركة رمضان أملي دارنا عمار"...‏

تلك الجمل قبل أن تكون كلمات الأغنية الشهيرة للفنان الراحل محمد رشدي، كانت فى الأصل ‏مستمدة من دعوات سيدات الريف فى قريته، حيث كنَّ في تجمعاتهن في ليالى رمضان يشكرن ‏الله على نعم هَذَا الشهر المبارك ويتوجهن بالدعاء لإستمرار هذه البركة في ديارهم على مدار ‏العام.‏

هذه كانت أصل الحكاية، وكيف أن رشدي بذكاء الفنان إستلهم منها أغنيته الشهيرة "بركة ‏رمضان" من تأليف محمد الشهاوى وتلحين حسين فوزى.‏

فقد غناها رشدي بصوت ابن البلد الأصيل وبكلمات تحمل أجمل المعانى التراثية الريفية، التى ‏استطاعت أن تكون ضمن قائمة ليست بالطويلة للأغاني الرمضانية المتميزة، لا يمر رمضان ‏دون سماع أغنية "يا بركة رمضان خليكى بالدار"•‏

نجاح الأغنية رغم بساطة فكرتها، فلأنها إعتمدت على التيمة الفلكلورية، ذلك أنها نتاج تراكمي ‏من إبداع الناس وليس شَخَّصا بعينه، تحمل جوهر ثقافة البلد وحكمة أهله وروح وجدانهم فيأخذها ‏الفنان ويعمل عليها.‏

الفنان محمد رشدي نهل من التراث الريفي، ذلك لأنه تشرب من هذه الثقافة فكان خير من أبرزها ‏ونقلها إلى المدينة لتتوهج فى أغنياته.‏

‏**‏

يتبع: "والله لسه بدري يا رمضان"‏

‏*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.‏















يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 أيار 2021 16:00