18 أيار 2021 | 21:17

هايد بارك

"الموهبة السياسية" عند الوزير شربل وهبة.. و"البدو"- علي الشاهين

كتب على الشاهين(*):

بعد الاستماع إلى مقابلة وزير الخارجية شربل وهبة مع قناة  الحرة....و تناول فيها جوانب سياسية عديدة ، و من منطلق المراقبة الحيادية حول بعض العبارات و المواقف التي اعتمدها ، و  نخص بالذكر عبارة " البدو"  في إحدى اجاباته و بأسلوب و لهجة لا تليق ابدا بالمركز الذي يحتله كوزير خارجية....و انتمائه لبلد كلبنان ، حيث المركز ( وزير خارجية ) يلزمه بأقصى درجات الحيطة و الحذر و اللباقة و اللياقة في اختيار عباراته ، اما انه وزير لبنان ، حيث  جوهر لبنان هو التعددية  و قد  سماه  البابا يوحنا  لبنان_ الرسالة ،

للاسف هنا في الأمرين  لم يوهب الوزير وهبة و لم يكتسب أيضا بالمعرفة الدبلوماسية و المهارة المعرفية   لما تعني أبعاد  و عبارتي  التعددية  و دور وزير الخارجية ، فسقط  مدويا  من على منصة  قناة الحرة.

و  تأسيسا  على ما جاء  أعلاه  نورد التالي :

اولا :  يا معالي الوزير ، حبذا لو  تقرأ  بتدبر  كل كلمة نوردها في هذا المقال، عسى تعتذر  لنفسك ثم لوطنك قبل الاخرين.

ثانيا:  بالنسبة للبدو  ، اقرأ دراسات علمية كثيرة عن تاريخ و صفات و مزايا البدو ، لترى العجيب من الخير  و الغنى الأخلاقي و الأدبي  و ذلك من  مئات السنين، و حتى قبل الإسلام، ف النبي محمد صلى الله عليه وسلم  الذي بشر  بظهوره سيدنا عيسى، قال : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق،  هذا الكلام  يعني الكثير على صفات  البدو ،  و من أبرزها: الشجاعة ، الحكمة ،الحياء  الكرم ، الصدق ،  الشهامة  ،الهزع و  الوفاء .

ثالثا :  اسال المؤرخين  و رجال السياسة  و تحديدا  البيوت السياسية  ، هنا  في لبنان  عن  مواقف  و السمو الأخلاقي لأبناء العشائر، و المتميزة و المتجسدة  بالأقدام  و الانفتاح و حب الوطن  ، و في هذا السياق نذكر لكم  أمرين:  الأول هو  ان الأمير  فخرالدين المعني في القرن السادس عشر  كان لديه جيش بتكون من  ستين الف عنصر ، و من هؤلاء  عشرة آلاف من البدو...... اما الثاني هو  ان هناك معلومة موثقة  عن تاريخ العائلات اللبنانية و خصوصا البيوت السياسية منها ، تفيد بأن أصولها  يعود إلى البداوة و هي من  العشائر العريقة التي اتت إلى لبنان  منذ  قرون و  ذلك من مختلف الطوائف اللبنانية،؛و هي التي زرعت البذور الأولى للكيان اللبناني. 

رابعا :  اتدري يا معالي الوزير  انك  أبرزت انه هناك مرض سيكولوجي لدى المسؤولين اللبنانيين و ظواهر هذا المرض هو  الاستعلاء  و التكبر الأجوف و الغرور الفارغ و العنصرية المقيتة  تجاه الآخر....و هذه مسألة  مؤذية  و تضر في التعامل و التفاعل مع الآخر.    و خصوصا  أننا نعيش كلنا  في كنف العولمة ... التي إحدى  مزاياها أن تجيد فن اللباقة مع الآخر  بكل احترام.

خامسا:  اتدري  يا معالي الوزير  أن هؤلاء " البدو "  و  في خلال  عقود بسيطة من الزمان  استخدموا الموارد  و الطاقات  و أداروا الوقت ....و اشادوا الانسان و البنيان و  وصلوا  إلى مراتب رفيعة بين الدول و المجتمعات و الدول المتقدمة  و خلصوا  و حرصوا  على تأمين حياة كريمة للمواطنين  في بلادهم....عكس  عندنا في بلدنا المخطوف  و " المريض "   كما سميته  انت شخصيا  في المقابلة ... حيث الطبقة السياسية دمرت و  سحقت و أجهزت على عمران و سمعة و إنجازات  مادية و معنوية خلال أقل من عشر سنوات.

سادسا:  معالي الوزير، بأمانة و  موضوعية  المقابلة مع الحرة  كانت مرة  لنا  و لك،  لنا  لأنها زادت من منسوب  النكبات الأخلاقية التي  يسببها  أداء  المسؤولين.......و لكم  لانها  كشفت عن   مدى القوقعة العنصرية  التي ما زالت  معشعشة  في نفوس بعض  السياسيين  و التيارات السياسية  في لبنان ، و هذا أيضا يجلب الويلات  على الوطن داخلبا  و خارجيا، و لهذا أصاب  مبكافبلي بقوله : " ان الطريقة  الأولى لتقييم حكمة الحاكم هي النظر إلى الرجال المحيطين به " .

الرحمة  ل الأساتذة الكبار: فؤاد بطرس،  جان عبيد و شارل  مالك . 


(*) إعلامي و متخصص بشؤون العشائر

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 أيار 2021 21:17