كتب على الشاهين(*):
بعد الاستماع إلى مقابلة وزير الخارجية شربل وهبة مع قناة الحرة....و تناول فيها جوانب سياسية عديدة ، و من منطلق المراقبة الحيادية حول بعض العبارات و المواقف التي اعتمدها ، و نخص بالذكر عبارة " البدو" في إحدى اجاباته و بأسلوب و لهجة لا تليق ابدا بالمركز الذي يحتله كوزير خارجية....و انتمائه لبلد كلبنان ، حيث المركز ( وزير خارجية ) يلزمه بأقصى درجات الحيطة و الحذر و اللباقة و اللياقة في اختيار عباراته ، اما انه وزير لبنان ، حيث جوهر لبنان هو التعددية و قد سماه البابا يوحنا لبنان_ الرسالة ،
للاسف هنا في الأمرين لم يوهب الوزير وهبة و لم يكتسب أيضا بالمعرفة الدبلوماسية و المهارة المعرفية لما تعني أبعاد و عبارتي التعددية و دور وزير الخارجية ، فسقط مدويا من على منصة قناة الحرة.
و تأسيسا على ما جاء أعلاه نورد التالي :
اولا : يا معالي الوزير ، حبذا لو تقرأ بتدبر كل كلمة نوردها في هذا المقال، عسى تعتذر لنفسك ثم لوطنك قبل الاخرين.
ثانيا: بالنسبة للبدو ، اقرأ دراسات علمية كثيرة عن تاريخ و صفات و مزايا البدو ، لترى العجيب من الخير و الغنى الأخلاقي و الأدبي و ذلك من مئات السنين، و حتى قبل الإسلام، ف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر بظهوره سيدنا عيسى، قال : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، هذا الكلام يعني الكثير على صفات البدو ، و من أبرزها: الشجاعة ، الحكمة ،الحياء الكرم ، الصدق ، الشهامة ،الهزع و الوفاء .
ثالثا : اسال المؤرخين و رجال السياسة و تحديدا البيوت السياسية ، هنا في لبنان عن مواقف و السمو الأخلاقي لأبناء العشائر، و المتميزة و المتجسدة بالأقدام و الانفتاح و حب الوطن ، و في هذا السياق نذكر لكم أمرين: الأول هو ان الأمير فخرالدين المعني في القرن السادس عشر كان لديه جيش بتكون من ستين الف عنصر ، و من هؤلاء عشرة آلاف من البدو...... اما الثاني هو ان هناك معلومة موثقة عن تاريخ العائلات اللبنانية و خصوصا البيوت السياسية منها ، تفيد بأن أصولها يعود إلى البداوة و هي من العشائر العريقة التي اتت إلى لبنان منذ قرون و ذلك من مختلف الطوائف اللبنانية،؛و هي التي زرعت البذور الأولى للكيان اللبناني.
رابعا : اتدري يا معالي الوزير انك أبرزت انه هناك مرض سيكولوجي لدى المسؤولين اللبنانيين و ظواهر هذا المرض هو الاستعلاء و التكبر الأجوف و الغرور الفارغ و العنصرية المقيتة تجاه الآخر....و هذه مسألة مؤذية و تضر في التعامل و التفاعل مع الآخر. و خصوصا أننا نعيش كلنا في كنف العولمة ... التي إحدى مزاياها أن تجيد فن اللباقة مع الآخر بكل احترام.
خامسا: اتدري يا معالي الوزير أن هؤلاء " البدو " و في خلال عقود بسيطة من الزمان استخدموا الموارد و الطاقات و أداروا الوقت ....و اشادوا الانسان و البنيان و وصلوا إلى مراتب رفيعة بين الدول و المجتمعات و الدول المتقدمة و خلصوا و حرصوا على تأمين حياة كريمة للمواطنين في بلادهم....عكس عندنا في بلدنا المخطوف و " المريض " كما سميته انت شخصيا في المقابلة ... حيث الطبقة السياسية دمرت و سحقت و أجهزت على عمران و سمعة و إنجازات مادية و معنوية خلال أقل من عشر سنوات.
سادسا: معالي الوزير، بأمانة و موضوعية المقابلة مع الحرة كانت مرة لنا و لك، لنا لأنها زادت من منسوب النكبات الأخلاقية التي يسببها أداء المسؤولين.......و لكم لانها كشفت عن مدى القوقعة العنصرية التي ما زالت معشعشة في نفوس بعض السياسيين و التيارات السياسية في لبنان ، و هذا أيضا يجلب الويلات على الوطن داخلبا و خارجيا، و لهذا أصاب مبكافبلي بقوله : " ان الطريقة الأولى لتقييم حكمة الحاكم هي النظر إلى الرجال المحيطين به " .
الرحمة ل الأساتذة الكبار: فؤاد بطرس، جان عبيد و شارل مالك .
(*) إعلامي و متخصص بشؤون العشائر
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.