21 أيار 2021 | 23:19

تكنولوجيا

‏"عملاق أحمر".. اكتشاف نجم نادر على أطراف مجرّتنا

اكتشف علماء فلك نجما قديما جدا يقع على حافة مجرتنا، ويبدو أنه تشكل بعد بضعة ملايين ‏سنين فقط من الانفجار العظيم، لكنه يقدم معلومات قد تؤثر في فهم البشرية لنشأة الكون.‏

وذكرت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي، في "رسائل مجلة الفيزياء الفلكية"، أن الباحثين وجدوا ‏النجم خلال مسح للسماء بتقنية تسمى "قياس الضوء ضيق النطاق"، والتي تقيس سطوع النجوم ‏البعيدة بأطوال موجية مختلفة، ويمكن أن تكشف عن النجوم التي تحتوي على مستويات منخفضة ‏من العناصر الثقيلة.‏

ودرس الباحثون النجم المعروف برقم المسح الخاص به، وهو " ‏SPLUS J2104−0049‎‏" ‏باستخدام التحليل الطيفي عالي الدقة، لتحديد تركيبته الكيميائية.‏

ووجد القائمون على الدراسة أن النجم النادر شديد الفقر بالمعادن، مما يدل على أنه من أقدم ‏النجوم المكتشفة على الإطلاق.‏

وقال عالم الفلك "فينيسيوس بلاكو"، المؤلف الرئيسي للدراسة، في مؤسسة العلوم الوطنية في ‏توسون بولاية أريزونا، إن النجم "نادر جدا، ولا نعرف من هذا النوع سوى 35 نجما، بعد بحث ‏استمر على مدى عقود".‏

أضاف أن النجم "عملاق أحمر"، كتلته تقارب 80 بالمئة من كتلة الشمس، ويبلغ من العمر 10 ‏مليارات سنة على الأقل، وربما يكون أصغر من الكون نفسه ببضعة ملايين من السنين، ويقدر ‏علماء الفلك عمر الكون بـ 13.8 مليار سنة .‏

واستخدم الباحثون بيانات من مسح فلكي أجراه تلسكوب في "سيرو تولولو" شمالي تشيلي، كشفت ‏عن وجود النجم ضمن هالة مجرتنا "درب التبانة"، لكنه بعيد عن قرصها الرئيسي، ويقع على ‏مسافة 16 ألف سنة ضوئية من الأرض.‏

ولفت بلاكو إلى أن المسح الأولي غطى حوالي 20 مليون نجم، اختار منها حوالي 200 ليجري ‏فحصها باستخدام التحليل الطيفي متوسط الدقة، بواسطة "تلسكوب الجوزاء الجنوبي" لمختبر ‏‏"نويرلاب"، في جبال الأنديز التشيلية.‏

وأثار النجم اهتمام الباحثين، فأجروا عليه مزيدا من التحقيقات باستخدام التحليل الطيفي عالي ‏الدقة، بواسطة "تلسكوبات ماجلان"، التي تديرها الولايات المتحدة في صحراء أتاكاما في تشيلي.‏

وتظهر ملاحظات الباحثين أن "‏SPLUS J2104−0049‎‏" فقير للغاية بالعناصر الثقيلة وأنه ‏يحتوي على أحد أدنى مستويات الكربون المسجلة.‏

ويشير ذلك إلى أنه من نجوم "الجيل الثاني" المبكرة جدا، التي تشكلت من بقايا نجوم "الجيل ‏الأول" المكونة فقط من الهيدروجين والهيليوم، ونشأت بعد بضعة ملايين من السنين فقط من ‏بداية نشأة الكون.‏

ومعظم النجوم التي نعرفها، مثل الشمس، هي من "الجيل الثالث" وتحتوي على عناصر ثقيلة ‏نسبيا، مثل الحديد والنيكل والكربون والأوكسجين، وهي عناصر نشأت عن طريق الاندماج داخل ‏نجوم "الجيل الثاني" التي انفجرت وتناثرت على شكل سحب كونية.‏

ويقدّر عمر الشمس، التي تشكل العناصر الثقيلة حوالي 2 بالمئة من كتلتها، بنحو 4.6 مليار سنة، ‏ويعتقد علماء الفلك أن أمامها 5 مليارات سنة أخرى قبل أن تتضخم إلى نجم عملاق أحمر سيبتلع ‏الأرض ثم يتحول إلى نجم قزم أبيض.‏

وأوضح بلاكو أن الظروف التي تشكل النجم في ظلها، تشير إلى أنه اندمج من سحابة نجمية بعد ‏انفجار أحد نجوم "الجيل الأول"، الذي تبلغ كتلته حوالي 30 ضعف كتلة شمسنا، وتشكل بعملية ‏اندماج مختلفة عما كان متوقعا، ما قد يؤدي إلى فهم أفضل لنشأة النجوم في وقت مبكر من عمر ‏الكون.‏

ولفت العالم الفلكي إلى أن الاكتشاف يُظهر قيمة المسوحات الضوئية ضيقة النطاق، لتحديد ‏النجوم شديدة الفقر بالمعادن، مما يشير إلى إمكانية العثور على المزيد منها.‏




سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 أيار 2021 23:19