28 أيار 2021 | 21:34

هايد بارك

مبادرة الاسبوعين... هل من مستمع؟ - وسيم وليد دلي

 كتب وسيم وليد دلي (*):


تتوالى الإشارات الداخلية والخارجية لضرورة تشكيل الحكومة بمعايير إصلاحية كما وضعها الرئيس المكلّف الذي لم ولن يتراجع عن ما كلّفه به دستورياً المجلس النيابي وجدّد له ذلك مؤخراً متسلحاً بالخيارات الوطنية والدعم الدولي والأهم مطالبة الشعب أجمع بتشكيل هذه الحكومة التي ستكون مختصّة بمعالجة الوضع والحد من الهدر ووضعنا على السكّة من جديد الى حين إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري . 

إن رسالة بعبدا مؤخراً كانت أن تودي بالتفاؤل الحكومي الضئيل لولا تلقّفها من قِبل الكتل النيابية التي كلّفت الرئيس الحريري ، والتي وُجّهت باستخدام الدستور لجهة توصيل رسائل جبرانية لا طعم لها ولا لون بل ولا حجّة دستورية تقتضي ذلك ولكنها كانت جيدة بالنسبة للرئيس المكلّف الذي لبّاها شارحاً بالمنطق والتفصيل الممل أين كانت مكامن العقد التي حالت وتحول الى الآن دون تشكيل الحكومة وهو عرّى بذلك نيّة الرسالة السلبية الموجّهة، وردها لأصحابها معالي المستشارين الذين يورّطون رئيس الجمهورية يوماً بعد يوم بمتاهات البلد بغنى عنها والأولى لهم أن يقنعوه باصدار مراسيم التشكيل وإنهاء عهده المتبقّي بحفظ ماء الوجه على الأقل في آخر سنة للعهد ، لكن للأسف كل همّهم كيفية إعادة تعويم جبران سياسياً بعد كل الهزائم التي مُنى بها سياسياً ، إعلامياً ، دولياً ، وشعبياً . محاولة التعويم تتم اذاً بفشل ذريع وتخبّط يغرق العهد وفريقه أكثر وأكثر أمام الرأي العام الذي بات يعلم تماماً من هو المعرقل ومن يجهد ويشتاق دائماً لجملة ' وعمرو ما تتألف حكومة كرمال عيون السهر ' . 

الأولى والأهم أن تتعزز الإيجابية والجهد المتواصل من عدة أطراف لتشكيل الحكومة التي ممكن ان تبصر النور خلال اسبوعين من الآن لأن بات واضحاً أن الأزمة داخلية بامتياز والخارج غير مهتم حالياً بالملف اللبناني لانشغاله بالتسويات الإقليمية التي تستوي لكن على نار هادئة لا يمكننا انتظار انعكاساتها علينا ، فيجب تغليب المصلحة العليا على المصلحة الفئوية الضيقة التي لطالما دعينا لها ونحثّ اليوم الفريق المعطّل الى ان يرأف بالناس كي لا ينزلّوا اكثر واكثر بحياتهم اليومية فقط بسبب تشبّث البعض بحسابات انتخابية وسياسية لن تنفعهُ إن زاد الانهيار .

اذاً الساعات والأيام القادمة كفيلة بتبيان النيّة الحقيقية للبعض إن قرر تحسين أدائه والتسهيل في التشكيل والكف عن المهاترات التي لا جدوى منها ، بل وأكثر فمن لم يسمي الرئيس المكلف وقال لن نشارك بالحكومة بتاتاً لا يحق له أن يتدخل او يفرض شروطه عبر رئاسة الجمهورية التي مكلّفة دستورياً بالاسراع بالتشكيل وليس مراعاة شعور الأشخاص على مصلحة البلد ولو كانت هذه الحجّة لكانت الرئاسة الأولى رفضت تشكيل حكومة دياب بغياب الميثاقية السنية تماماً حينها، لكن حدّث ولا حرج فيما يخص الكيديات السياسية الواضحة. 


(*) منسق قطاع الشباب في البقاع الأوسط في "تيار المستقبل" 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 أيار 2021 21:34