3 حزيران 2021 | 11:35

عرب وعالم

حرائق انفجارات وقتلى في ظروف غامضة.. ماذا يحدث في إيران؟

خلال أقل من 48 ساعة، وقع حريق ضخم مصفاة نفطية جنوبي طهران، وسبقه حريق بأكبر ‏سفينة حربية إيرانية غرقت على إثره، وقبل ذلك بساعات، قتل طياران بسبب خلل فني في ‏طائرة إيرانية مقاتلة.‏

والأسباب مازالت "غامضة" ولم تعرف حتى الآن رغم التحقيقات، وهذا ليس كل شيء، منذ ‏يوليو من العام الماضي وإيران تشهد حرائق وانفجارات غامضة، بعضها في أكثر المواقع ‏والمنشآت حساسية، مثل منشآة نطنز النووية.‏

تمثل هذه اللائحة الطويلة التالية من الحرائق والانفجارات والحوادث الغامضة، علامات استفهام ‏كبيرة في إيران، وتربك الحكومة الإيرانية أمام شعبها، وتضعها أمام مأزق داخلي غير مسبوق.‏

كما تؤكد أيضا على هشاشة البنية الأمنية الإيرانية، وإمكانية اختراق أكثر المرافق الإيرانية ‏حساسية وشن هجوم عليها.‏

حريق مصفاة نفط

بداية، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أمس الأربعاء أن حريقا ضخما اندلع في مصفاة نفطية جنوب ‏العاصمة طهران.‏

وقال مسؤول للتلفزيون الإيراني الرسمي إن الحريق بدأ في خط الغاز الطبيعي المسال بمصفاة ‏‏"تند كويان" في طهران، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات جراء الحادث حتى الآن.‏

‏ "خرج".. حريق غامض وغرق

ووقع الحريق في المصفاة بعد بضع ساعات من اندلاع حريق في أكبر سفينة تابعة للبحرية ‏الإيرانية وغرقها في خليج عمان.‏

فقد غرقت، الأربعاء، أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية، في خليج عمان بعد أن اشتعلت النيران ‏فيها الثلاثاء في ظروف غامضة، حسبما ذكرت وكالات الأنباء شبه الرسمية.‏

وقالت وكالتا أنباء فارس وتسنيم الإيرانيتين شبه الرسميتين إن الجهود فشلت في إنقاذ سفينة ‏الدعم اللوجستي العملاقة "خرج".‏

وكانت السفينة "خرج"، وهي سفينة بريطانية الصنع تم تدشينها عام 1977، قد انضمت إلى ‏البحرية الإيرانية عام 1984 بعد مفاوضات مطولة عقب الثورة في إيران عام 1979.‏

ووفقا لقناة العالم التلفزيونية الإيرانية، فإن "خرج" تهد أكبر سفينة دعم لوجستي تابعة للجيش ‏الإيراني، وتزن 33 ألف طن، وقد تم استبدال المراجل وأنظمة الدفع بصورة كاملة في هذه ‏السفينة كما ان منظومات ومعدات أخرى جرى تطويرها.‏

كما يبلغ طولها 207 أمتار وعرضها 26.5 مترا وسرعتها نحو 39.8 كيلومترا في الساعة. ‏وتضم السفينة منصة لهبوط المروحيات كما تحمل على متنها 4 مدافع و4 رشاشات من عيار ‏‏12.7 ملمترا، بحسب قناة العالم.‏

‏ مقتل طيارين

والثلاثاء أيضا، لقي طياران حربيان إيرانيان مصرعهم بسبب "مشكلة فنية" تعرضت لها ‏طائرتهما القاتلة، بحسب ما ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي.‏

وأوضح التلفزيون الإيراني، أن الطائرة المقاتلة، وهي من طراز "إف–5" تعرضت لمشكلة فنية ‏في قاعدة دزفول الجوية، الثلاثاء، وتسبب بمقتل الطيارين.‏

وكشفت وكالة أنباء فارس أن الخلل الفني الطارئ الذي تعرضت له المقاتلة الإيرانية من طراز ‏‏"إف-5" سببها "التشغيل المفاجئ للمقعد المقذوف للطيار أثناء تحضيرها قبل طلعة جوية.‏

وقالت الوكالة إن خبراء فنيين فتحوا تحقيقا في سبب الحادث الذي تسبب بمقتل الطيارين، وهما ‏العقيد كيانوش بساطي والنقيب حسين نامني.‏

مصنع طائرات مسيرة

لم تقدم إيران أي معلومات حول سبب الانفجار في أيار الماضي في مصنع بمجمع سكني إيراني ‏في أصفهان كان قد أدى إلى إصابة عدد من العمال.‏

أفادت وسائل إعلام إيرانية إن 9 أشخاص على الأقل أصيبوا من جراء انفجار، تبعه حريق، في ‏‏"مصنع للكيماويات والألعاب النارية" في إقليم أصفهان بوسط البلاد.‏

ونقلت وكالة "مهر" الرسمية للأنباء عن عباس عبدي، المتحدث باسم الطوارئ الطبية في ‏أصفهان قوله إن "سبب الانفجار بمصنع سيباهان نارغوستار للكيماويات لا يزال قيد التحقيق.. ‏نقل 9 مصابين إلى المستشفى".‏

غير أن صحيفة الغارديان البريطانية، كشفت في خبر لها إن انفجارا كبيرا وقع في مجمع يضم ‏مصنعا لتصنيع الطائرات بدون طيار الإيرانية.‏

أضافت الصحيفة أن الشركة الإيرانية لصناعة الطائرات "هيسا" (‏Hesa‏)، التي تنتج مجموعة ‏متنوعة من الطائرات والطائرات بدون طيار للقوات الإيرانية والموالية لإيران، توجد في المجمع ‏الذي تملكه شركة "سبهان نارغوستار" للصناعات الكيماوية.‏

‏ هجوم "إرهابي" على "نطنز"‏

وفي نيسان الماضي أيضا، اتهمت إيران، إسرائيل بالوقوف خلف هجوم استهدف مصنعاً ‏لتخصيب اليورانيوم في نطنز، ملمحة إلى أنه ألحق أضراراً بأجهزة الطرد المركزي وتعهّدت ‏بـ"الانتقام.. في الوقت والمكان" المناسبين.‏

وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وقتها أن منشأة نطنز النووية تعرّض لـ"حادث"، وُصف ‏بأنه "إرهابي" أدى إلى "انقطاع التيار الكهربائي" ولم يسفر عن "وفيات أو إصابات أو تلوث".‏

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وقتها، نقلا عن مصادر استخباراتية، إن الهجوم على ‏منشأة نطنز الإيرانية نجم عن انفجار دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي الذي يزود أجهزة ‏الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.‏

ولطالما كانت منشأة نطنز النووية هدفا للهجمات الإلكترونية، ففي تموز 2020، تعرضت ‏المنشأة لحريق كبير، خلف أضرارا جسيمة ودمر بحسب تقارير مختبرا فوق الأرض يتم ‏استخدامه لإعداد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.‏

وأكدت منظمة تكنولوجيا المعلومات التابعة للحكومة الإيرانية بعدها بأيام، تعرض عدد من ‏المؤسسات الحكومية الإيرانية لهجمات إلكترونية كبيرة، وأبرزها البنية التحتية الإلكترونية ‏للموانئ في البلاد.‏

وفي العام 2020 أيضا، شهدت إيران سلسلة انفجارات وحرائق "غامضة" في محيط منشآت ‏حساسة منها مرافق عسكرية ونووية وصناعية إيرانية.‏

ففي 26 حزيران من العام الماضي، وقع انفجار شرقي طهران بالقرب من قاعدة بارشين ‏العسكرية، وقالت السلطات إن سبب الانفجار تسرب من منشأة للغاز في منطقة خارج القاعدة.‏

وبعد هذه الحادثة سجلت طهران انفجارا بمنشأة طبية في شمالي العاصمة طهران، أسفر عن ‏مقتل 13 شخصا وإصابة 6 آخرين.‏

وفي أوائل تموز، أكدت السلطات الإيرانية أن "حادثا" تسبب في تدمير مبنى قيد الإنشاء بالقرب ‏من محطة نطنز للطاقة النووية، وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن الحادث، الذي لم يعلن عن ‏طبيعته أو سببه، لم يصب مفاعلها بضرر.‏

ومع اقتراب نهاية الأسبوع الأول من تموز، وقع انفجار في منطقة باقر شهر جنوبي طهران، ‏مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثلاثة بجروح، بالإضافة إلى خسائر مالية داخل ‏المصنع، وبالمباني المجاورة.‏

وتطورت الانفجارات لتصل للمباني السكنية، حيث هز انفجار جديد بسبب تسرب الغاز في أحد ‏المباني في العاصمة الإيرانية طهران، وتسبب بإصابة شخص.‏

ومع نهاية الأسبوع الثاني من تموز، أعلنت إيران عن وقوع انفجار في أحد المصانع المنتجة ‏للمكثفات الغازية في منطقة كاويان الصناعية التابعة لمدينة فريمان، على بعد 75 كيلومترا من ‏مدينة مشهد شمالي شرق البلاد.‏

وفي 12 تموز، التهم حريق منشأة للمواد البتروكيماوية جنوبي غرب البلاد، كما أكد شهود ‏عيان، في 11 تموز، سماع انفجارات مدوية في مدينتي قرمداره وقدس غربي طهران، تسبب ‏أحدها في انقطاع للتيار الكهربائي، الأمر الذي نفته السلطات في إيران.‏

وفي 19 هذا الشهر، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن حريقا كبيرا اندلع في ميناء بوشهر، مشيرة ‏إلى احتراق 7 سفن على الأقل في مصنع عائم جنوبي الميناء، من دون وقوع ضحايا.‏




سكاي نيوز عربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 حزيران 2021 11:35