6 حزيران 2021 | 13:15

أخبار لبنان

عوده مستذكراً غسان تويني: أين سياسيّونا من جرأته وإخلاصه لوطنه؟

عوده مستذكراً غسان تويني: أين سياسيّونا من جرأته وإخلاصه لوطنه؟

استذكر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الأحد، "إنــســـانـــاً اســتــثــنـــائــيـــاً، رجــلاً كــبــيــراً مـــن لــبــنـــان، هـــامــةً ديــمــقـــراطــيــةً أصـيـــلـــةً غـــادَرَنـــا مــنـــذ ســنـــواتٍ لــكــنّ أفــكـــارَه وأقـــوالَـــه مـــا زالـــت تَــتردَّدُ فــي أُذُنِ كـــلِّ إنــســـانٍ عَـــرَفَـــه وشـــارَكَـــه حـــبَّ الـــوطـــنِ والإخــلاصَ لــه والـــدفـــاعَ عــنـــه بــكـــلِّ جـــوارحِـــه".

وصلّى عوده لراحـــةِ نــفـــسِ تـــويــنـــي، وقال: "نــفــتــقـــدُه فـــي هـــذه الأيـــامِ الــعــصــيــبـــة، ونــفــتــقــدُ قــلــمَـــه الــجـــريءَ الــصـــريـــحَ الـــذي كـــانَ يــشــيـــرُ بـــوضـــوحٍ إلـــى مــكـــامـــنِ الــخــطـــأ، ويُــعـــرّي مـــن تَــجِـــبُ تَــعـــريــتُــهـــم مـــن الــخــطـــأةِ بــحـــقِ الـــوطـــن. لـــم يــعـــرفْ الــنــفـــاقَ والــتــلـــوّنَ أو الإســتـــزلامَ والــتَــبَــعــيّـــةَ بـــل كـــان صـــادقـــاً، خــلـــوقـــاً، حـــرًّا، يــبــحـــثُ دومـــاً عـــن الــحــقــيــقـــةِ ويــشــهـــدُ لــلــحـــقِّ مــهــمـــا غـــلا الــثــمـــن"، مضيفاً أنّ "عـــزيــزُنــا غسان لم يـــكُــنْ كــمـا كــان، لو لم يــكُـنْ قــلــبُـه مسكناً لــربِّـه وصــبــرُه ثــمــرةَ إيــمـانِــه. غــســـان مـــا كـــان لِــيَــسْــكُـــتَ عــمـــا نــعــيــشُـــه الــيـــومَ مـــن حــقـــدٍ وتـضـارُبِ مـصـالـح وتَـــدَنٍّ فـــي الأخـــلاقِ والــعـــمـــلِ الــســيـــاســـي، ومـــن فــســـادٍ وظــلـــمٍ وتــخــلُّـــفٍ، وهـــو الــمــتــمـــرّدُ الـــدائـــمُ عــلـــى الإنــحــطــاطِ الأخـــلاقـــي والــفــســـادِ الــســيـــاســـي، وحـــامـــلُ لـــواءِ الــحـــريـــةِ والـــديــمــقـــراطــيـــةِ والــحـــوارِ والــمــحــبـــة. غــســـان الـــذي ذاقَ كـــلَّ أنـــواعِ الآلام، صَــقَــلَـــتْ الآلامُ نــفــسَـــه، أمـــا هـــو فــقـــد صَــقَـــلَ شــخــصــيــتَـــه بـــالإيــمـــانِ والــمــحــبـــةِ والــتـــواضـــعِ والــعــطـــاءِ والــتــضــحــيـــة، وداسَ عــلـــى قــلــبِـــه مـــن أجـــل وطــنِـــه، وبــدلَ أن يــغــلِّـــبَ الــحــقـــدَ والإنــتــقـــامَ بعد إغــتــيــالِ فَـــلِـــذَةِ كَـــبِــده. طـــالـــبَ بـــدفـــنِ الــحــقـــدِ واعــتــمـــادِ الــمــســـامــحـــةِ والــمــحــبـــة. هـــل مـــن يــســمـــعُ فـــي أيـــامِــنـــا ويــتــعـــظ؟".

وتابع في عظته: "غــســـان مـــا كـــان لِــيَــقْــبَـــلَ أن يــتــعـــذّبَ إنــســانٌ كـــائــنـــاً مَـــنْ كـــانَ، أو أن يُـــذَلَّ مـــواطـــنٌ، أو أن يــتـــألّـــمَ طــفـــلٌ. كان من الـشـعــب، حــاملاً هــمــومَــهُ وصارخــاً باسمِهِ، رافــضاً كــلَّ ظُــلـمٍ أو غــدرٍ أو إجــحــاف، هــذا الشعــب الــذي، مــن كــثــرةِ الـمـصـائــبِ الــنـازلَــةِ عــليه، أصبحَ يــتــأقــلــمُ مـع كـــلِّ ظــرفٍ ويسكُــتُ عن كلِّ غُـبْــنٍ وكأنَّـهُ رُوِّضَ واسـتــكــان. غــســـان مـــا كـــان لِــيَـــرضـــى أن يــصـــلَ وطــنُـــه إلـــى الإنــهــيـــارِ ولا يــحـــرّكُ ســـاكــنـــاً، أو يــقـــومُ بــمــبـــادرةٍ أو يُــطــلـــقُ صـــرخـــةً مُــدَوّيـــةً تـــوقـــظُ الــضــمـــائـــرُ وتَــهُـــزّ أركـــانَ الـــدولـــة. حـــبُّ لــبــنـــانَ فـــي قــلـــبِ غــســـان طــغـــى عــلـــى كـــلِّ حـــب، وإخـــلاصُـــه لــلــبــنـــان دفــعَـــه إلـــى حَــمْـــلِ لـــوائِـــه إلـــى أقــصـــى الأرض، ولـــم يــكـــنْ لــبــنـــانُ قـــد وصـــلَ إلـــى مـــا هـــو عــلــيـــه الــيـــومَ مـــن انــهــيـــار".

وسأل عوده: "أيـــنَ ســيـــاســيّـــونـــا مـــن غــســان وجـــرأتِــه وإيــمـــانِـــه بـــوطــنِـــه وإخـــلاصِـــه لـــه؟ أيـــن الـــزعــمـــاءُ الــيــومَ مـــن صِـــدقِ غــســـان ووطــنــيــتِـــه وتــجـــرُّدِه وصــفـــاءِ انــتــمـــائِـــه إلـــى لــبــنـــان؟ أيـــن هـــم وقـــد تــفــكــكـــتْ دولــتُــنـــا، وتــحــلّــلـــتْ مــؤســســاتُــنـــا، ودُمِّــرَتْ عاصمَـتَــنــا، وسُرِقَــتْ مُـــدَّخَـــراتُــنـــا، وذُلَّ مـــواطــنـــونـــا، وأظــلــمـــتْ أيـــامُــنـــا ولــيـــالــيــنـــا؟ ألا يــســتــحـــقُ لــبــنـــانُ وقــفـــةً شــجـــاعـــةً ومـــوقــــفـــاً جـــريــئـــاً وقـــراراً ســريــعـــاً بـــالإنــقـــاذِ، عــلـــى حــســـابِ كـــلِّ الــمــصـــالـــحِ والــمـــراكـــزِ والــمُــكــتَــسَــبـــاتِ الــشــخــصــيـــةِ والــطــمـــوحـــات؟"، وقال: "عـــودوا واقـــرأوا مـــا كــتــبَـــه غــســـان تـــويــنـــي ومـــا فــعــلَـــه مـــن أجـــل لــبــنـــان وتـــذكّــروا مـــواقــفَــه الــجــريــئــةَ عـــلَّ الـــذِكـــرى تــنــفـــع".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 حزيران 2021 13:15