22 حزيران 2021 | 09:26

أخبار لبنان

أيّ معارك خاسرة يفتعل باسيل؟‎ ‎

أيّ معارك خاسرة يفتعل باسيل؟‎ ‎

كتب غسان حجار في "النهار"‏




بالامس اطل علينا باسيل مقدما نفسه حامي المسيحيين في مواجهة "اهل السنّة" الذين يمثلهم ‏الرئيس المكلف سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقون، وفي مواجهة "الوسيط" النبيه غير ‏النزيه الرئيس الشيعي نبيه بري الذي تقوم معه خصومة سياسية تمتد من العمّ الى الصهر. ‏والعلاقة مع الزعيم الدرزي ليست افضل حالا. ما يعني خصومة مع كل مكونات البلد الاسلامية. ‏يمكن لباسيل وغيره ادعاء حماية المسيحيين، وتمثيل المسيحيين، وكل ما يتعلق بتلك الجماعة ‏العالقة بين طموحات الموارنة وصراعاتهم على الرئاسة. لكن ما حصل مع باسيل انه، وإن كان ‏يقلّد العماد عون سابقا، إلا أنه لم يحدد وجهة معاركه، بل مضى في الاتجاه غير الصحيح، اذ ‏بدل ان يقدم نفسه حامي الحمى، وجّه سهامه الى الفئات الوازنة والاكثر تمثيلا لدى المسيحيين، ‏فصوّب على بكركي، وعلى رجال الدين غامزا من قناة البطريرك بشارة بطرس الراعي ‏والمطران الياس عوده، ثم اطلق مدفعيته على حزب "القوات اللبنانية" مستثيرا جمهور الاخير ‏الذي حرك حملة الكترونية، كان تجنّبها افضل بكثير، لانه بذلك اضعف ادعاءه حماية المسيحيين ‏والعمل على استرجاع حقوقهم، اذ لا يمكن لمن يهاجم بكركي ورجال الدين المسيحيين، ويختلف ‏مع "القوات اللبنانية"، وحزب الكتائب، و"تيار المردة"، وحزب الوطنيين الاحرار، و"لقاء سيدة ‏الجبل"، والنواب المسيحيين المستقلين، ان يمثل المسيحيين او ان يدعي ذلك، لان الخلاف مع ‏مجموع هؤلاء يسقط تلك الحجة، بل يجعلها واهية، ويضرب صدقيته. ‏

قد يكون باسيل نجح، بقانون الانتخاب المعتمد حاليا، في تحسين التمثيل المسيحي لناحية تفعيل ‏دور الناخبين المسيحيين في اختيار ممثليهم، لكن هذا الانجاز لم يصمد كثيرا، اذ وجب تحصينه ‏بمصالحات وتحالفات، او على الاقل بالمحافظة على النواب الذين شكلوا جزءا من تكتله ‏‏"القوي"، قبل ان يبدأ هؤلاء الانسحاب‎ ‎تباعا، ليصّب قانون الانتخاب في غير المنحى الذي أريد ‏له. ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 حزيران 2021 09:26