30 حزيران 2021 | 00:10

تكنولوجيا

حدثان نادران.. رصد تصادمات بين ثقوب سوداء ونجوم نيترونية

تمكّن علماء الفلك بشكل قاطع من رصد حدثين نادرين لتصادم ثقب أسود بنجم ‏نيتروني، الأمر الذي ينتج عنه تموجات في الزمكان تسمى موجات الجاذبية التي ‏قطعت أكثر من 900 مليون سنة ضوئية للوصول إلى أجهزة الكشف على الأرض.‏

والزمكان هو مفهوم فيزيائي يدمج بُعدي (الزمان والمكان) ويمكن تعريفه على أنه ‏الفضاء بأبعاده الأربعة (الأبعاد المكانية الثلاثة وهي الطول والعرض والارتفاع ‏بالإضافة إلى الزمان).‏

أمَّا النجوم النيوترونية هي أحد النهايات المحتملة لنجم، وتنتج هذه النجوم عن نجوم ‏فائقة الكتلة -تقع كتلتها في المجال بين 4 و8 ضعف كتلة شمسنا. فبعد أن يحترق ‏كامل الوقود النووي على النجم.‏

يُعاني هذا النجم من انفجار المُسْتَعِرُ الأعظم (سوبرنوفا)، وهو حدث فلكي يحدث ‏خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم ، ويقوم هذا الانفجار بقذف ‏الطبقات الخارجية للنجم على شكل بقايا سوبرنوفا جميلة.‏

تصادمان نادران

تم اكتشاف أول التصادمين في 5 يناير 2020 بواسطة مرصد برج العذراء في ‏إيطاليا، وواحد من جهازين يشكلان مرصد موجات الجاذبية بالليزر (ليغو) في ‏الولايات المتحدة، إذ كان كاشف ليغو الثاني غير متصل مؤقتًا.‏

وفي هذا التصادم كانت كتلة الثقب الأسود أكبر بنحو 8.9 مرة من شمسنا، بينما ‏النجم النيوتروني يساوي حوالي 1.9 مرة كتلة الشمس.‏

أمَّا الحدث الثاني، تم رصده في 15 يناير 2020 من قبل جميع أجهزة الكشف ‏الثلاثة، وكان عبارة عن ثقب أسود تبلغ كتلته حوالي 5.7 أضعاف كتلة الشمس، ‏بينما ابتلع نجمًا نيوترونيًا يزيد عن 1.5 مرة كتلة الشمس.‏

في الوقت ذاته اكتشف مرصد ليغو أحداثًا أخرى يمكن أن تكون تصادمات بين ‏الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، لكن هذين الاكتشافين كانا الأكثر وضوحًا ‏ودقة.‏

نظرًا لأن الحدثين كانا بعيدين جدًا، لم يتمكن علماء الفلك من رصد أي ضوء في ‏السماء من جراء الاصطدامات. وفي حالة كانا قريبين، فمن الممكن عدم وجود ‏ضوء مرئي ناتج على التصادم لأن الثقوب السوداء كانت أكبر بكثير من النجوم ‏النيوترونية.‏

تقول أستريد لامبيرتس عضو فريق ليغو في مرصد كوت دازور (‏OCA‏) في ‏فرنسا: "تشير عمليات المحاكاة إلى أن النجم النيوتروني سيتم ابتلاعه بالكامل، ‏وليس تمزيقه". "قد تختفي هذه النجوم في الثقب الأسود."‏

وتضيف: "يمكن أن تساعدنا ملاحظات كهذه في معرفة كيف يتشكل مثل هؤلاء ‏الشركاء الغريبين الذين لا مثيل لهم، إذ يمكن أن يولد ثقب أسود ونجم نيوتروني ‏كزوج، من النجوم التي تدور بالفعل حول بعضها البعض.‏

‏"أو يمكن أن يلتقي الزوجان خلال حياتهما. هناك مؤشرات أولية على أن التكهن ‏الأخير قد يكون صحيحًا بالنسبة للتصادم الثاني، ولكن لا يوجد شيء ملموس بما ‏يكفي حتى نقوله بيقين".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 حزيران 2021 00:10