2 تموز 2021 | 07:58

أخبار لبنان

لقاء الفاتيكان يسعى لوضع الملف اللبناني على سكة الإهتمام الدولي ‏

لقاء الفاتيكان يسعى لوضع الملف اللبناني على سكة الإهتمام الدولي ‏

 ‎كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: من أجل راحة نفس لبنان وعلى رجاء قيامته ‏وخلاص شعبه من سعير سلطته "الجهنمية"، خصّ البابا فرنسيس يومه أمس للتأمل ‏والصلاة تضرعاً من أجل "هذا البلد الصغير العظيم"، الذي وصفه بـ"الكنز" لما ‏يجسّده من "رسالة عالمية للسلام والأخوة تنبثق من الشرق الأوسط"، داعياً ‏اللبنانيين إلى ألا يصابوا بالإحباط، متوجهاً إليهم بالقول: "لا تيأسوا بل ابحثوا في ‏جذور تاريخكم عن الرجاء لتزهروا من جديد‎".‎

وإثر صلاة تأمل نهارية "من أجل عطية السلام في لبنان" بمشاركة رؤساء الكنائس ‏اللبنانية، في كنيسة القديس بطرس، اختتم البابا النهار الفاتيكاني - اللبناني بصلاة ‏مسكونية ألقى في ختامها كلمة ضمّنها رسائل بالغة الأهمية والدلالات داخلياً ‏وخارجياً، ولم يتردد في تأنيب حكام لبنان ومسؤوليه لتغليب مصلحتهم الخاصة ‏على مصلحة بلدهم، مشدداً من هذا المنطلق على وجوب عدم ترك هذا البلد ‏‏"لمصيره تحت رحمة هؤلاء الذين يسعون بدون ضمير إلى مصالحهم الشخصية"، ‏ومعبّراً عن قلقه الشديد "لرؤية لبنان الذي أحمله في قلبي ولدي الرغبة في زيارته، ‏يتجه بسرعة الى أزمة خطرة‎".‎

كما وضع البابا الإصبع على مسألة استنزاف لبنان لحساب أجندات خارجية، فشدد ‏على وجوب وقف "التدخل التعسفي" في الشؤون اللبنانية، قائلاً: "يجب الكف عن ‏استخدام لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب أجنبية"، وتوجّه في المقابل إلى ‏أعضاء الأسرة الدولية لرعاية "جهد مشترك حتى لا ينهار لبنان ولكي يسلك طريق ‏النهوض‎".‎

وكان البابا قد استهل نهاره باستقبال رؤساء الكنائس اللبنانية في مقر إقامته في ‏دارة القديسة مارتا في الفاتيكان وتوجه معهم سيراً على الأقدام إلى كنيسة القديس ‏بطرس، فأقاموا "وقفة صلاة وتأمل" من أجل لبنان، ثم انتقلوا بعدها إلى القصر ‏الرسولي حيث عقدت ثلاث جلسات مغلقة بإدارة السفير البابوي في لبنان ‏المونسنيور جوزف سبيتري. في حين أوضح وزير خارجية الكرسي الرسولي ‏الأسقف بول ريتشارد كالاغر أنّ زيارة البابا إلى لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة ‏اللبنانية ومن "الممكن" أن تتم في نهاية 2021 أو مطلع 2022‏‎.‎

وفي إطار مواكبة "نداء الوطن" يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان في الفاتيكان، ‏بدا واضحاً أنّ البابا فرنسيس أراد من خلاله إيصال رسالة إلى العالم أجمع تقول ‏إن الكرسي الرسولي مهتم بالوضع اللبناني وبالوجود المسيحي فيه، وهو لن يدخر ‏جهداً في سبيل تحريك المجتمع الدولي تجاه لبنان لإيجاد حل لأزمته ولمساعدة ‏الشعب اللبناني على الصمود‎.‎

ورفع البابا مع آباء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنجيلية الصلوات على نية ‏لبنان وخلاصه من أزماته، وقد شاركهم جمع كثير من اللبنانيين على مدى امتداد ‏العالم، معتبرين أن يد الله هي وحدها الكفيلة بإنقاذ لبنان، وهذا ما قاله الكاردينال ‏ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية. ونقل مشاركون في اللقاءات المغلقة التي ‏انعقدت تحت رعاية البابا فرنسيس ومشاركة أمين سر الدولة الكاردينال بارولين ‏والمونسنيور كلاغر وزير الخارجية، أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس ‏الراعي الذي هو رئيس مجلس البطاركة الكاثوليك كانت له مذكرة دامت تلاوتها ‏نحو ربع ساعة، وجدد خلالها طرح المؤتمر الدولي وحياد لبنان وهو أمر مؤيَّد من ‏قبل الفاتيكان‎.‎

ثم كانت مداخلة من قبل بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام كيشيشيان باسم الكنائس ‏الأرثوذكسية، وتلتها مداخلات لمختلف المشاركين ونقاشات، وخلصت في النهاية ‏الى تأكيد الأمور التالية‎:‎

أولاً: تعزيز وأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنائس على صعيد الخدمات ‏الاجتماعية والمعيشية، ويندرج هذا الأمر تحت عنوان الوجود المسيحي والحد من ‏الهجرة ومدى ارتباطه بالوضع السياسي أيضاً‎.‎

ثانياً: تأكيد الفاتيكان مواصلة الاتصالات الدولية من أجل لبنان وتأمين المساعدات ‏له والعمل على إيجاد السبل للخروج من أزمته‎.‎

ثالثاً: العمل على استكمال تطبيق اتفاق الطائف، ومن هذا المنطلق شهد اللقاء حديثاً ‏عن اللامركزية في لبنان وأهمية ترجمتها على أرض الواقع‎.‎



نداء الوطن

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 تموز 2021 07:58