5 تموز 2021 | 16:15

أخبار لبنان

أوهام "القوات" في الانتخابات المبكرة والتصويب على الحريري

أوهام

خاص- مستقبل ويب



تدأب "القوات اللبنانية" منذ فترة على اعتماد خط بياني ثابت مثلث الأضلاع: انتخابات نيابية مبكرة، التصويب على الرئيس المكلف سعد الحريري، والحفاظ على "شعرة معاوية" مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

هذه الأضلاع اعاد التأكيد عليها نائب رئيس "القوات" جورج عدوان في مقابلته التلفزيونية أمس عبر محطة "الجديد". لم يجد كما كل أعضاء تكتل "الجمهورية القوية" سوى حل وحيد للخروج من حال الانهيار: الانتخابات المبكرة، ليؤكد المؤكد أن همّ "القوات" ينحصر بحصول هذا الاستحقاق علّ الانهيار يوفر لها فرصة الوصول الى كتلة برلمانية أكبر من تكتل "لبنان القوي" يتيح لرئيسها الوصول الى قصر بعبدا.

ذلك أن "القوات" تعرف أكثر من غيرها بوصفها أحد مكونات الأكثرية النيابية السابقة بعد دورتي 2005 و2009، أن هذه الاكثرية لا تقدم ولا تؤخّر لا في موضوع الاصلاح ولا في إعادة بناء الدولة وقد واجها مقاومة سياسية و"ميثاقية" وعسكرية أجهضت كل هذه الرهانات ، فما الذي تغير اليوم لتتمكن أية أكثرية جديدة من تحقيق مرادها؟ وما الذي يضمن الوصول إلى أكثرية جديدة، في ظل الصورة السائدة والتي لا تشير الى تعديلات ممكنة في الخارطة السياسية العتيدة إلا في الساحة المسيحية، التي لا تشي هي الأخرى الا بتعديلات محدودة.

أكثرية 14 آذار النيابية والوزارية وفّرت عصبًا سياسيًا غير مسبوق ودعمًا عربيًا ودوليًا قل نظيره، وعجزت عن تحقيق ما تطالب به "القوات" اليوم، فكيف تنجح أكثرية أخرى، إذا أبصرت النور، في ترجمة ذلك؟

أما عن التصويب على الرئيس الحريري، بين فينة وأخرى، فحدّث ولا حرج. لا يترك نائب أو قيادي "قواتي" فرصة إلا ويصوب نيرانه على الرئيس المكلف، كما فعل عدوان أمس، محمّلاً الحريري ورئيس الجمهورية المسؤولية نفسها في ملف تشكيل الحكومة، متجاهلاً التناقض الصارخ بين مواقف الاثنين: الأول يريد حكومة اختصاصيين تنفذ إصلاحات المبادرة الفرنسية التي أيدتها "القوات"، خالية من ثلث معطل أو اي نوع من الأثلاث (ثمانات أو ستّات أو غيرها)، والثاني يريد (بالوثائق) ثلثًا معطلاً ومحاصصة صريحة يندى لها الجبين، فكيف يوفق عدوان بين اعتراضات "القوات" على الحريري عندما كان متفاهمًا مع رئيس الجمهورية كما قال، وبين اعتراضها على الرئيس المكلف رغم تمسكه بالدستور وبرفض أي ثلث معطل أو محاصصة؟ وهل جفّ حبر التراشق السياسي بين "القوات" والتيار "الوطني الحر" على حصص كل منهما في حكومتي الحريري الأخيرتين قبل المطالبة، وبإصرار، بوقف سياسات المحاصصة؟

يبدو واضحًا من خلال هذه الوقائع أن "القوات" مثلها مثل "الوطني الحر" لا تريد الحريري رئيسًا للحكومة، وهي لم تسمّه تأكيدًا على ذلك، انطلاقًا من مبدأ أن ما يحق لها لا يحق لغيرها، تمامًا كموقف "الوطني الحر". فبعد أن كانت في طليعة مؤيدي القانون "الأرثوذكسي" تمهيدًا للوصول الى "الرئيس القوي" ومن ثم الى "تفاهم معراب" الذي كرس هذه النتيجة، ترفض اليوم أن يعود الى السراي "الرئيس القوي" في طائفته سعد الحريري، باعتراف عدوان نفسه في إطلالة أمس، مفضلة السفير مصطفى أديب لتولّي سدة رئاسة الحكومة (رغم اعتراضها السابق على أديب وذهاب عدوان وآخرين الى اعتبار أنه لا يعكس تغييرًا في النهج ولا يلبي مطالب "الثورة").

كما لم يتورّع عدوان عن التصويب على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، مدّعياً أن الحكومة وفرت تمويل المحكنة على حساب أدوية اللبنانيين ، رغم أن وسائل الإعلام كافة كشفت أن اتحاد العائلات البيروتية هو الذي وفّر هذا التمويل .

وفوق كل ذلك لم يتردّد نائب رئيس " القوات" في نسب "المنظومة الحاكمة" الى مرحلة 1993 ليغمز من قناة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، متجاهلاً إعادة إعمار لبنان أثناء توليه سدة المسؤولية واستعادة استقلال لبنان مع استشهاده .

وربما للأسباب المذكورة تحافظ "القوات" على "شعرة معاوية" مع الرئيس عون ورئيس تياره النائب جبران باسيل، مع وضوح تقاطعات في المواقف كعين الشمس من "التدقيق الجنائي" الى الموقف من الرئيس المكلف ، من أجل استكمال المعركة ضد الأخير أو ضد أي رئيس مكلف لا يناسبهما، وصولاً الى تعطيل انتخاب اي رئيس جمهورية "غير مطابق" لمواصفاتهما . وهذا بيت القصيد في "شعرة معاوية" المستمرة بين الجانبين. ذلك أن كلا من "الوطني الحر" و"القوات" يدرك تمامًا أن العودة الى مسرحية "تفاهم معراب" لم تعُدّ تنجب رئيسًا، كما حصل في 2016، لكن كليهما يراهن على أن إحياء هذا التفاهم يمكن أن يعطل انتخاب رئيس .

نٍعمَ الإصلاح.. والتغيير.. والجمهورية القوية!!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تموز 2021 16:15