16 تموز 2021 | 20:12

أخبار لبنان

سليمان: كنت أراهن أن عون سوف يحسمها مع "حزب الله"‏

سليمان: كنت أراهن أن عون سوف يحسمها مع

يطالع الرئيس ميشال سليمان كل ما هو جديد على الساحات المحلية ‏والعربية والدولية من تطورات وإنعكاسها على بلده الأم حيث يبدو ‏متوجسا للغاية مما يجري في لبنان، لكنه يستبعد نشؤ حرب أهلية إنما ‏فلتان إجتماعي على وقع الازمة الاقتصادية ، داعيا الرئيس عون الى ‏المبادرة نحو حزب الله وهو كان قد سلّفه الكثير من المواقف والقول له : ‏البلد على وشك الانتهاء ويجب العمل سريعا على تحييد هذا البلد من ‏درب العاصفة التي بدأت تهدّ مدامك وجوده‎ ‎‏.‏

هل من أسئلة معينة فخامة الرئيس تريد أن نطرحها عليك؟ يجيب شو ‏هالحكي !! هاتوا كل ما يخطر على بالكم، وكان هذا اللقاء المليء ‏بالمفاجاّت السياسية ومنها ما هو غير منشور حتى الساعة ويتعلق بالحياد ‏وطرح دايفيد هيل حول التمديد له والوضع الامني والاقتصادي‎.‎

يبدأ الرئيس سليمان حديثه بالقول: نحن في الاساس في مرحلة الانهيار ‏ويجب تصحيح المسار السياسي للدولة اللبنانية أضاف : نحن ذاهبون الى ‏أبشع مما يحصل الاّن وأعمق من هذه ” الجورة ” أي نحو إنهيار كامل ‏ناتج عن تراكم بحيث كل من إدخر القليل من الاموال والمواد الغذائية ‏أصبحت في حكم الانتهاء ، وقال الرئيس سليمان : وهنا سيحدث الانهاك ‏والخراب الاقتصادي وأول مفاعيله هجرة الشباب والادمغة من لبنان ‏وهذا ما يحصل بالفعل حاليا ما يؤدي الى إفراغ لبنان من الطاقات ‏والادمغة، ولقد طرحت منذ بداية جائحة كورونا إنشاء صندو لدعم ‏الاطباء والممرضين نظرا لرواتبهم الزهيدة وهؤلاء يجدون رواتب عالية ‏في الخارج ، وهم الاّن يغدرون بالمئات‎ .‎

وردا عل سؤال حول الوضع الامني قال الرئيس سليمان : أمنيا التخوف ‏عندي ليس كبيرا ، متسائلا من يريد أن يفتعل المشكل في لبنان ؟ وأعني ‏حربا أهلية لست متخوف من حدوثها ، لكن التعديات على الاملاك ‏والسرقة تتكاثر وسوف تتعاظم والقوى الامنية في وضع مأساوي أيضا ‏ولا تستطيع القيام بالعجائب ، وكل عسكري لديه هموم عائلته واولاده ‏وراتبه لا يفي بمتطلبات العيش ومعظم العسكريين يعملون خارج ‏الدوام، من هنا يمكن أن تنخفض الجهوزية الامنية ،وأشار سليمان الى ‏إمكانية دخول عناصر غريبة ومحاولة العودة الى تحقيق حلم الامارة ‏الاسلامية بعد أن قضى الجيش على المحاولتين السابقتين في الضنية ‏ونهر البارد عام 2000 وهنا كانت التهيئة لإطلاق الدولة الاسلامية من ‏لبنان وقد قضي على هذا التنظيم كليا ، لكن هذا الحلم أعيدت محاولة ‏تحقيقه اّواخر العام 2013 بين العراق وسوريا تحت مسمى “داعش ” ‏وفي الثاني من شهر اّب 2014، وبعد إنتهاء ولايتي الرئاسية التي إنتهت ‏في ايار من ذلك العام دخلت فصائل من داعش الى عرسال وخطفت ‏عسكريين ، وفي الرابع من اّب 2014 بعد يومين من الاختراق الامني ‏كنت في منزلي في اليرزة مجتمعا بالوزير ناجي البستاني عندما وردني ‏إتصال من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عزيز اّل سعود يريد ‏إستيضاح الامر ومعرفة ما الذي حصل عندنا ، وكيف يستطيع المساعدة ‏؟ قلت له : جلالة الملك أنا الاّن لست رئيسا للجمهورية فقال أعرف ذلك ‏وما دامت سدة الرئاسة فارغة يعني أنت الرئيس -المسؤول وكان الجواب ‏من قبلي كالتالي : جلالة الملك ،الجيش اللبناني ينوي القيام بعملية ‏لتحرير العسكريين والقبض على المسلحين والقضاء عليهم وهذا ما ‏سينتج خسائر كبيرة بالارواح وأضرار جسيمة في الممتلكات لذلك ينبغي ‏الحكومة والجيش لإبقاء الساحة السنية هادئة ، أجاب جلالته : إعتبر هذا ‏الامر منتهيا ،والامر الثاني الذي طلبته هو الذخيرة ( وهنا كانت ‏المملكة قد خصصت هبة غير مسبوقة قيمتها ثلاث مليارات من الدولار ‏قبل نهاية ولايتي وبناء على طلبي ، ثمن معدات، وأسلحة للجيش بموجب ‏عقود بين المملكة وفرنسا) ولكن إستيراد أسلحة وذخائر جديدة تتطلب ‏وقتا ولا نريد أن تصلنا من الدول المصدرة ذخائرة قديمة ،وبالفعل ‏تجاوب الملك وفي مساء ذلك اليوم وضع مليار دولار بتصرف الرئيس ‏سعد الحريري لتلببية حاجات الجيش الملحة والقوى الامنية الاخرى ، ‏وعندما توقفت الهبة الاولى ( ثلاث مليارات ) لاحقا لأسباب سياسية كان ‏قد تم صرف حوالي أربعماية مليون دولارمن مبلغ المليار الرابع‎ .‎

وحذر الرئيس سليمان من إعادة “تفريخ” الامارة الاسلامية بواسطة ‏مسلحين أجانب مستغلين حالة الفقر المتعاظمة ولكني مطمئن لأن ثقتي ‏قوية بوطنية أهالي الشمال وشجاعتهم وولاءهم للدولة وجيشها والذين ‏دفعوا في الحرب على الامارة في حرب البارد أكثرمن 150 شهيدا ، لكن ‏ضيق الحال والعوز يمكن أن يدفع بعض الشباب من المنطقة الى ‏الانخراط في أعمال عسكرية ، وفي الحقيقة متخوف من الاحلام بقيام ‏إمارة في الشمال ، نافيا أن يكون الاتراك وراء هكذا تحرك ، أضاف : ‏يجب أن يعلم الحميع أن هذه التنظيمات أصبح لديها إرتباطات مباشرة ‏بالارهاب كالقاعدة وداعش وأصبح لديها صناديق مال خاصة بها وهذا ما ‏لاحظناه خلال عملية الضنية حيث كان رئيس المجموعة على معرفة ‏شخصية وعلاقة ببن لادن‎ .‎

وعن إمكانية حصول عمليات إغتيال كبيرة يمكن أن تؤدي الى الخروج ‏من الازمة وتأسيس مرحلة جديدة ،أجاب الرئيس سليمان : لا يشكل أي ‏عمل أمني مخرجا من الازمة بل يعمل على تعقيد الامور بشكل كبير ‏مع إمكانية حصول عمليات كبيرة للتخريب دون أن تؤدي الى حرب ‏أهلية‎ .‎

وقال : سياسيا الامور “بتفتح” إذا رئيس الجمهورية قال لحزب الله : بلدي ‏ينهار، وطني يموت ، وشعبي ينازع ، تعالوا لنقوم بأي شيء للخروج ‏من هذه المأساة وتعالوا لنعود الى تحييد لبنان ومعالجة السلاح الغير ‏الشرعي ولا يوجد أي حل سوى بهذا الامر ، وهذا ما قلناه في أكثر من ‏مناسبة بالإضافة الى إعلان بعبدا وهذا ما يتوافق مع الذي أطلقه غبطة ‏البطريرك الراعي حول الحياد ، وهناك من يقول إن اعلان بعبدا هو ‏للنأي بالنفس لكن هذه العبارة”إخترعتها” الحكومة من خلال بيان وزاري ‏للهروب من إعلان بعبدا وهناك فرق كبير حيث إعلان بعبدا يقول : نحن ‏نتفق على تحييد أي الحياد ، أما النأي بالنفس فهو عدم التصويت بنعم أم ‏لا على قرار يتناول دولة معينة على صراع مع دولة اخرى أو مع ‏المجتع الدولي وهو موقف متبع في مجلس الامن الدولي والمنتديات ‏الاخرى‎ .‎

س : لماذا لا يكون هناك تجمع لرؤساء الجمهوريات كما حصل مع ‏رؤساء الحكومات ؟

ج_ لأن هكذا تجمع هو طائفي ، لكن إجتمعنا في أول لقاء خمسة رؤساء ‏أنا والرئيس أمين الجميل وثلاثة رؤساء سابقين للحكومة وكنا نحاول ‏مأسسة هذا اللقاء ونعمل على تطويره ،وعقدنا خمسة إجتماعات وبعدها ‏خفّت حماسة رؤساء الحكومات السابقين وأصبحوا يجتمعون لدعم رئيس ‏الحكومة في تطبيق الدستور وهذا حق وأنا لا أقول أن لا يجتمعوا لكن لو ‏بقينا نحن الخمسة وإنضم الينا شيعة ودروز وأرثودوكس كان للامر تأثير ‏أكبر‎ .‎

س- هل يمكن للحكومة أن تبصر النور ( الحديث مع سليمان حصل قبل ‏إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري بيومين )؟

ج- الأمل ضعيف للغاية ، لكن حتى لو ولدت الحكومة ” ما رح تعمل ‏شي ” ، فكيف سيكتب لها النجاح ورئيسي الجمهوية والحكومة مختلفان ‏للغاية …. معقولة يعني ؟ كيف ستجتمع وكيف سيقررون ؟ نحن نعلم أن ‏رئيس الجمهورية لديه الحق بحضور كافة إجتماعات مجلس الوزراء ، ‏كيف سيتفقون بل العكس سيحصل وسيتضاعف الاحباط ! وإذا لم يضعوا ‏برنامج عمل عنوانه تحييد لبنان ووضع برنامج زمني للتخلي عن سلاح ‏حزب الله لا شيء سينفع على الاطلاق ونحن لم نتحدث عن كلمة “نزع ” ‏لأننا لا نستطيع أن نقولها عن جهات كان لها دور في مقاومة الاحتلال ، ‏لكن يجب التخلي عن السلاح لصالح الدولة ، وفي حيثيات إعلان بعبدا ‏كان الحزب موافقا لكن بعد إشتداد الحرب في سوريا يبدو أن القرار ‏بدحول مقاتلين منه الى سوريا كان قرارا إيرانيا فإنقلبوا على الاتفاق دون ‏أن يقدموا أي تبرير للشعب اللبناني ،ولاحقا سكتت الحكومات عن الامر ‏وفقدت ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين‎.‎

س- تحدثت عن ضرورة تحرك رئيس الجمهورية بإتجاه حزب الله لماذا ‏لم تقومون بالامر نفسه ؟

ج- أنا طرحت إعلان بعبدا والاستراتيجية الدفاعية ونوقشت في العديدمن ‏جلسات الحوار الوطني وفي جلسات ثنائية مع ممثلين من حزب الله في ‏الحكومات والمجلس النيابي .ولاحقا حذرت وقلت وألقيت خطابات ‏وتصاريح عدة في هذا الامر معرضا أمني للخطر ، لم أسكت وبقيت ‏إزرع الامل لدى الخارج والداخل أننا نريد تحييد لبنان ، ورئيس ‏الجمهورية بالرغم من الصلاحيات التي اقتطعت يبقى هو قبطان السفينة ‏، وأشار الرئيس سليمان الى تأسيس مجموعة الدعم الدولية للبنان ، وفي ‏أول بند لها يتضمن سياسة تحييد لبنان كما نصّ عليه إعلان بعبدا وتأييد ‏العملية السياسية بقيادة الرئيس سليمان ، ومن هنا ان رئيس الجمهورية ‏لديه حضور سياسي دولي قوي جدا ، وأنا كنت أراهن أن الرئيس ميشال ‏عون سوف “يعملها ” خصوصا أن لديه الكثير على حزب الله وهناك ‏تفاهم معه، وهل من الممكن أن يترك الرئيس عون سدة الرئاسة والبلد ‏منهار والشعب جائع وهو القائل أنه سيسلم البلد أحسن مما كان ؟

أضاف : لم يكن لدي عندما كنت رئيسا للجمهورية أي مطلب شخصي ، ‏وقبل أكثر من سنتين رفضت التمديد وكانوا يقولون : الجميع يتحدث ‏هكذا ، وبالنهاية يقبلون بالتمديد ولكن ما حصل يعرفه الجميع وسوف ‏أذكر أمرا للمرة الاولى مع أن أفرقاء دوليين وخارجيين طلبوا مني أن ‏أقبل بالتمديد ولكني رفضت ، أضاف : طلب دايفيد هيل موعدا عاجلا ‏يوم الجمعة قبل ثمانية أيام من إنتهاء ولايتي ، وكان موعد إنتهاء فترة ‏الرئاسة يوم السبت اللاحق أي بعد أسبوع فإستقبلته يوم الاثنين وقال ‏بالحرف الواحد : جئت اليك بمهمة وقال لي السفير ناجي أبي عاصي : ‏‏“صعبة يقبل الرئيس سليمان بها وأردف هيل حرفيا: الادارة الاميركية ‏قامت بعملية‎ shift ‎أي نقل في سياستها تجاه لبنان وكانوا ضد التمديد مئة ‏بالمئة ليس عن ولايتك فقط إنما عن كل الرؤساء ، وأن إدارتي قالت لي ‏‏(إلى هيل ) إعمل بقوة على التمديد وأنا هنا لأطرح معك هذا الموضوع ‏لمصلحة البلد ، وقد كانت هذه اّخر محاولة بعد محاولات متعددة قبل ‏عدة أشهر قام الرئيس الفرنسي ورؤساء دول عربية وفعاليات داخلية ‏مؤثرة أتحفظ عن تعدادها‎.‎




جواب الرئيس سليمان لدايفيد هيل في الجزء الثاني ( أسرة موقع ‏الجريدة نيوز‎ ‎‏)‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 تموز 2021 20:12