كتب جورج بكاسيني

29 تموز 2021 | 15:12

كتب جورج بكاسيني

لو تدلّنا " القوات " على موقف لا يثبّت الفراغ !




كتب جورج بكاسيني





مرة جديدة تتنصّل " القوات اللبنانية" من المسؤولية لترميها على الآخرين . آخر العيّنات ما صدر بعد ظهر اليوم عن دائرتها الإعلامية رداً على اتهام الرئيس سعد الحريري لها ولرئيس الجمهورية ميشال عون ب" تثبيت الفراغ". أما الحجة فجاءت على شكل سؤال : " هل يستطيع الحريري أن يدلّنا على واقعة واحدة تؤشّر الى أن القوات تريد تثبيت الفراغ ".

وواقع الحال أن السؤال يفترض أن يوَجّه بشكل معكوس : هل يمكن أن تدلّنا " القوات" على موقف لها لا يثبّت الفراغ ؟

ذلك أن ردّ الدائرة المشار إليه نفسه يُثبت ذلك مع اعتراف "القوات" بأنها لم تسمّ أحداً لرئاسة الحكومة منذ سنة ونصف السنة ( أي منذ بدء الانهيار ) بانتظار " الانتخابات النيابية المبكرة " غير الممكنة ، بعلم " القوات" وغيرها من القوى السياسية ، منذ اجتماع قصر الصنوبر برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي لم يتوصل الى توافق على تبكير موعد هذا الاستحقاق .

فما هو الإسم الذي يمكن إطلاقه على هذا الموقف غير " تثبيت الفراغ" ، الذي يعني "تثبيت "مآسي اللبنانيين ومعاناتهم بانتظار استحقاق معروف سلفاً أنه غير ممكن إلا في موعده أي بعد عشرة شهور ؟

ثانياً : كيف يمكن الانكفاء عن المشاركة في العملية السياسية الكفيلة وحدها بمعالجة شؤون البلاد والعباد، والرهان على فرضية تغيير " التركيبة الحاكمة" التي قد تنجح وقد لا تنجح .. مع التذكير بأن قوى ١٤ آذار فازت بأكثريتين نيابيتين في ٢٠٠٥ و ٢٠٠٩ ولم تتمكّن من الإصلاح المنشود .

ثالثاً : لو تدلّنا " القوات" على موقف واحد لا يتطابق مع مواقف " تيار الفراغ" ، كما كانت تسمّيه " القوات" ،أي التيار " الوطني الحرّ" ، وآخرها رفض الطرفين تسمية رئيس للحكومة .

وكيف يمكن تفسير التطابق في المواقف بين الجانبين حول ملف الحصانات بشأن جريمة المرفأ ، بعد أن جاء موقف رئيس " الوطني الحر" جبران باسيل مساء أمس نسخة طبق الأصل عن موقف رئيس " القوات" بعد الظهر ، بقصد التفاف الرجلين على اقتراح الحريري المتقدم على اقتراحاتهما المتطابقة ، والرامية الى الاكتفاء برفع الحصانات عن النواب والوزراء من دون الاقتراب من رئيس الجمهورية وكذلك المتهمين بإحضار النيترات الى المرفأ . أليس هذا " تثبيتاً للفراغ" القائم في قضية هي الأخطر في تاريخ الجمهورية ؟

إن تهمة " تعميق روح التشرذم والتفتّت " يفترض أن تُوجّه الى من تمسّك بنظرية " الرئيس القوي" لطائفته ورفض تبنّيها مع الآخرين ، وليس لمن تجاوز اعتباراته السياسية والشعبية من أجل توفير توافق وإنهاء مسلسل " تثبيت الفراغ ".

وأخيراً وليس آخراً إن إخراج اللبنانيين من هذا " الوضع الأليم " يكون عن طريق المشاركة في إيجاد حلول ، رغم كل العقبات ، وليس بالرهان على فرضيات لا تسمن من جوع ، ولا تقود سوى الى زيادة نائب أو إثنين لهذه الكتلة أو تلك من أجل ولادة " رئيس قوي" جديد سئم اللبنانيون ، وفي مقدمهم المسيحيون ، من سماع إسمه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

كتب جورج بكاسيني

29 تموز 2021 15:12