4 آب 2021 | 13:30

أخبار لبنان

المطارنة الموارنة في ذكرى تفجير المرفأ: لرفع الحصانات والكفّ عن ‏تمييع القضيّة

المطارنة الموارنة في ذكرى تفجير المرفأ: لرفع الحصانات والكفّ عن ‏تمييع القضيّة

عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في ‏بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ‏ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ‏ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان الآتي‎:‎

‎1- ‎تُصادِف اليوم الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت، الذي أدى ‏إلى سقوطِ أكثر من مئتي ضحية وشهيد وستة آلاف وخمس ماية جريح، ‏وتدمير آلاف المساكن والمتاجر والمؤسسات الإقتصادية والتربوية ‏والإستشفائية والكنائس والمساجد والمطرانيّات وسيحتفل صاحب الغبطة ‏هذا المساء بالذبيحة الإلهية لراحة أنفس الضحايا وشفاء الجرحى. إن ‏الآباء إذ يشتركون في هذه الصلاة، ويُجدِّدون عزاءهم لأهل الضحايا ‏الكرام ووقوفهم إلى جانبهم وجانب جميع الذين أُصيبوا في هذا التفجير ‏المجرم، يدعون بإصرارٍ إلى تسهيل عمل القضاء اللبناني من خلال رفع ‏الحصانات عمَّنْ يستدعيهم للتحقيق من نوابٍ ووزراء سابقين وضباط ‏وكبار موظفين، والكف عن تمييع هذه القضية الإنسانية والوطنية الكبرى ‏في متاهات السياسات الصغيرة. فمعرفة الحقيقة حق للمواطنين، والكنيسة ‏هي السند لكلِّ مطالبٍ به‎.‎

‎2- ‎في هذا السياق يطالب الآباء السلطة السياسيّة بحماية إستقلال القضاء ‏من خلال إصدار القوانين الضامنة لفصل القضاء عن السياسة، وبالكفّ ‏عن التدخّل في عمل القضاء، حمايةً لسلامته. فلا معنى للعدالة، ولا ‏استقامة لها، ما لم يكن جميع الناس تحت خيامها. فما من أحد أكبر من ‏القانون، وما من مبدأ أسمى من مبدأ المساواة‎. ‎

‎3- ‎أبدى الآباء ارتياحهم إلى التكليف وبدء مشاورات تأليف الحكومة. ‏لكن ارتياحهم هذا يظلّ مُرتبِطًا إلى حدٍّ كبير بوجوب احترام المبادئ ‏ومنها المختصّة بالمداورة بموجب المادّة 95 من الدستور، وتلك المُتَّفَق ‏عليها لتكوين الطاقم الحكومي، والقائمة على الإختصاص والكفاءة ‏والنزاهة ومفهوم فريق العمل القادر على السير بالإصلاحات المطلوبة. ‏كما يظلّ مُرتبِطًا بسرعة تحقيق كلّ ذلك. فكفى البلاد والمواطنين تأخيرًا ‏تسويفيًا لقيامِ حكومةٍ جديدة مُكتمِلة الأوصاف، تُبادِر إلى الإنقاذ الذي ‏يترقّب المجتمع العربي والدولي بدايته من أجل مد يد العون للبنان‎.‎

‎4- ‎توقّف الآباء أمام الضائقة المعيشية والمالية والاقتصادية المُتعاظِمة، ‏والتي تطال العائلات والعمال وأرباب العمل في قطاعات الإنتاج كلّها، ‏كما الإدارة والمؤسسات والمرافق العامة، التي باتت تفتقر إلى أبسط ‏مُقوِّمات البقاء والصمود. ويُهيبون بالسياسيين والمسؤولين الرسميين ‏الإنصراف الجدّي إلى معالجة هذه الضائقة للحدّ من نزف الهجرة التي ‏تجتذب إلى الخارج شبابنا وخيرة قوانا الحيّة وعائلاتنا من كلّ المناطق ‏والطوائف والمذاهب. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى مدى فشل السياسات ‏المُتَّبَعة في تأمين الأمن والاستقرار وفرص العمل، و أبسط وسائل العيش ‏الكريم للمواطنين. وفي المناسبة يحيّي الآباء المؤتمر الدولي الثالث ‏لمساعدة اللبنانيين، ويشكرون كلّ الدول المتضامنة والجهات المانحة‎. ‎

‎5- ‎ومن واجب الدولة وضع يدها على مرافقها العامة، وتحسين خدماتها، ‏وتوفير البيئة القانونية والصحية اللازمة لتشجيع الاستثمار. إن هذا ‏الواجب يقضي بأن يتقدّم لبنان على طريق التطوير والتحديث أكثر ‏فأكثر، أو يخسر دوره الريادي في المنطقة لصالح سواه. وهو ما سوف ‏ينعكس سلبًا على مستقبله المُستقِرّ والمُزدهِر، كما على رسالته في ‏المشرق‎.‎

‎6- ‎تحتفل الكنيسة تباعا خلال هذا الشهر بأعياد تجلي الرب، وانتقال ‏العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد، وبأعياد بعض القديسين الكبار، ‏فيدعو الآباء أبناءهم المؤمنين الى المشاركة في هذه الأعياد يإيمان ‏وتقوى، والإعداد لها بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، سائلين الله أن يرفع ‏الضربات عن شعبه، ويضع حدا لما يعيشه لبنان والعالم من أوبئة ‏وكوارث طبيعية وحروب واضطهادات، وأن ينير عقول المسؤولين في ‏الدول والمجتمعات كي يعملوا على نشر الأمن والسلام في كل الأقطار‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 آب 2021 13:30