23 آب 2021 | 19:03

أخبار لبنان

الذكرى الثامنة على فاجعة التفجيرين.. إمام مسجد السلام لـ "مستقبل ويب": القضاء أصدر أحكاماً بحق المجرمين ..وننتظر تنفيذ العدالة

عبد الله بارودي

تستعيد الفيحاء وسكانها ذكرى دموية حصلت في مثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات ،خلال تأدية آلاف المؤمنين صلاة الجمعة في مساجد مدينة طرابلس حيث دوّى صوت انفجارين هائلين في أجواء المدينة، بعد حوالي ١٠ دقائق على خطبة الجمعة ، ما أثار الرعب والخوف في قلوب الطرابلسيين ، إن داخل منازلهم ،أو بين المارّة في الشوارع.

دقائق قليلة بيّنت ما خلّفته عملية ارهابية استهدفت مسجديّ "السلام والتقوى"، وأسفرت سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى ،كبّدت الإقتصاد الطرابلسي خسائر مادية فادحة، قُدّرت حينها بعشرات الملايين من الدولارات.

لا يزال الطرابلسيون في كل عام، ومع حلول الذكرى السنوية للمجزرة الدموية، يستذكرون بمرارة وأسى صور جثث الشهداء المتفحمة ،وأصوات أنين وصراخ الجرحى، ومشاهد الدمار والخراب التي لحقت بالأبنية والمتاجر والسيارات.

بصبر وألم، يترقّبون تحقيق العدالة على الأرض ، بعد ان تمّ كشف ملابسات الجريمة وتفاصيلها ووقائعها،كما اسماء المجرمين القتلة الذين نفذوها، لينالوا الحكم الرادع والعقاب المستحق ،الذي يشفي غليلهم ويطفئ ويخفف حرقة ولوعة ذوي الشهداء.

وفي هذا الإطار، يلفت امام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي لـ "مستقبل ويب" إلى أنه "بعد ثماني سنوات على حصول هذه الفاجعة، تمرّالذكرى الثامنة لتفجير مسجديّ التقوى والسلام ،مصحوبة بذكرى تفجير مرفأ بيروت واشتعال صهاريج الموت في بلدة تليل في عكار،ما يدلّ على ان المجرم لا يزال يسرح ويمرح، ولا رقيب ولا محاسبة ولا ملاحقة له".



وقال:" في هذه الذكرى الأليمة التي لم يلتئم جرحنا بعد فيها، نوجه رسالة الى السلطة الحاكمة التي لا تعتبرنا لغاية اليوم مواطنين، فالقضاء أنصفنا وسمى الأمور بمسمياتها ووجّه اتهامات حقيقية لكل المرتكبين وأصدر أحكاماً بحق اعضاء هذه الخليّة المجرمة المرتبطة بالنظام السوري ،ولكننا لا نزال ننتظر تحقيق وتنفيذ العدالة".

أضاف:" السلطة لم تقم بأي عمل اجرائي نحو الدولة السورية فلم تستدعِ سفيرها، او توجه حتى رسالة تتضمن أسماء المطلوبين ، وقد يستغرب البعض بأننا لم نوفّق في الحصول على موعد مع وزير العدل منذ تولي الوزير سليم جريصاتي هذه الحقيبة ولغاية اليوم".

وتابع بارودي :"تحوّلت طرابلس بعد تفجيري التقوى والسلام الى مدينة العيش الواحد بعد ان تضامن معها كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والمناطقية. لذلك فإن هذا الجرم الكبير ما زادنا الا شجاعة وثبات، ولن يثنينا عن الإستمرار بالمطالبة في حقنا. ونتمنى ان تأخذ الدولة دورها وتعتبرنا مواطنين نعيش في كنفها وتحت حمايتها وترفع لواء قضيتنا المحقة حتى يرتدع المجرم لان المجرم اذا أمِن العقاب كرّر فعلته. ونسأل الله تعالى ان يشفي ما تبقى من الجرحى الذين أصيبوا بعاهات مزمنة وان يشفي جرحى تفجير مرفأ بيروت وقرية "تليل" في عكار، وان لا نسمع عن جرائم أخرى في هذا العهد المشؤوم!".

هي رائحة الموت اتتنقل من منطقة الى أخرى في لبنان، ولعنة الإجرام التي يقع ضحيتها كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم المناطقية والحزبية،من جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما قبلها ،مروراً بإغتيال رجالات ثورة الأرز، ومجزرة التقوى والسلام، وصولاً الى انفجاري مرفأ بيروت ، والمُستهدَف واحد لبنان وسلمه الأهلي ووحدة اللبنانيين، والمُستهدِف واحد محور الشرّ والإجرام الجاسم على صدور جميع اللبنانيين، ولكن ومع كل المآسي والصعاب والتحديات التي يواجهها اللبنانيون باللحم الحيّ والصدور العارية، وكما ختم الرئيس سعد الحريري تغريدته اليوم مستذكراً ضحايا جريمة التقوى والسلام " العقاب آتٍ مهما طال الزمن".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 آب 2021 19:03