17 أيلول 2021 | 13:52

منوعات

١٦ أيلول ١٩٨٢.. بيروت مهد إنطلاقة المقاومة و "أسطورة" الصمود!

في مثل هذا اليوم من العام ١٩٨٢، وبعد صمود ملحمي أسطوري مجيد لسيدة العواصم العربية بيروت، على مدى ما يزيد عن ثلاثة أشهر، رغم القصف الجوي والبري والبحري بمختلف أنواع قنابل وصوايخ الحقد والموت والإجرام القاتلة والحارقة والمدمرة، ورغم كل المحاولات الفاشلة بدخول بيروت، تكسرت وأحبطت كلها على بواباتها وثغورها ومعابرها، حيث ظلّت شامخة رغم جراحها، شاهقة رغم أن الدم غطى جدرانها وأرصفتها، باسقة رغم مرفوعة الرأس رغم النيران التي إلتهمت كل شيء، زاهية رغم الحرائق، عصية متمردة ما عرفت الخنوع رغم ذلك التخلي والإعراض عنها... تمكنت في ذلك اليوم، وبعد الخديعة الكبرى، حينما خرجت القوات المتعددة الجنسيات، عقب إتفاق مشؤوم ومزعوم للسلام المذل، وبعد إزالة كل الدشم والمتاريس والعوائق والألغام من شتى المحاور، شعرت المدينة أنها تعرت، وأن ظهرها بات مكشوفاً، و أنها تقترب لأن تتحول إلى ساحات للموت والفجيعة والجازر، عندما تمكنت جحافل العدو الصهيوني من دخول بيروت لأيام محدودة، وسط عراء هذا العالم المتواطئ، لا بل المتآمر على وجهها وتاريخها وهويتها!!!

فخرج شباب بيروت وشيبها بسواعدهم وأظافرهم وصدورهم العارية، وهرعوا من مناطقهم وحاراتهم ومنازلهم في كل إتجاهات مدينتهم المفجوعة، هذه المرة كانت متاريسهم هي أجسادهم، وخنادقهم أرصفة المدينة وزوايا الجدران، وراحوا يلاحقون الغزاة ويطاردونهم حيثما كان، وبدمائهم الزكية يمحون العار والخزي والإزدراء الذي لحق بها، وأبوا إلا أن تكون بيروتهم إلا مدينة للعزة والكرامة والإباء...

فكانت إنطلاقة المقاومة الوطنية "الجامعة"، ومهدها، التي فرضت على العدو الغاشم الفرار منكسراً، مهزوماً، مذعوراً، مطأطئاً رأسه، وجارراً أذيال الخيبة، منادياً بمكبرات الصوت: "يا أبناء وأهالي بيروت لا تطلقوا النار، فنحن منسحبون(!)...

فعمت وتعاظمت ظاهرة المقاومة بنبلها وبسطواها وببعدها الوطني التحرري كل المناطق اللبنانية، لتتحول إلى مشرع نضالي شامل لتحرير الوطن كل الوطن...

في ذكرى أنبل وأشرف حركة تحرر في العصر الحديث، تحية إجلال وإكبار الى كل الشهداء الأبرار، وإلى كل المناضلين الوطنيين الذين أطلقوا شرارة ووهم المقاومة، ومنهم: الشهيد "أبو أنيس" جورج حاوي، والمرحوم "أبو خالد" محسن إبراهيم، و"أبو شاكر" إبراهيم قليلات، وعمر حرب ومنير الصياد والحاج مصطفى الترك...




زياد س. عيتاني

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيلول 2021 13:52