24 أيلول 2021 | 07:46

أخبار لبنان

ماكرون وميقاتي اليوم: إحياء الخريطة الإصلاحية

ماكرون وميقاتي اليوم: إحياء الخريطة الإصلاحية

كتبت صحيفة "النهار" تقول: ظهر اليوم سيكون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ‏اللقاء الخارجي الأول بعد نيل حكومته الثقة، في غداء عمل مع الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، عكس تحديد موعده بهذه السرعة تمسك فرنسا ‏بمبادرتها الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية في لبنان على نحو تكاد تتفرد معه ‏برعاية الوضع الدراماتيكي الكارثي الذي يجتازه لبنان. ومع ان الظروف ‏الموضوعية التي تحوط المحطة الخارجية الأولى لميقاتي لا تسمح بتضخيم ‏الطموحات والتقديرات حيال ما يمكن فرنسا أن تقدمه من وجوه إضافية من ‏المساعدات والدعم للبنان، فان الثابت في التوقعات ان اللقاء الذي سيصدر عنه بيان ‏مشترك للجانبين الفرنسي واللبناني سيتطرق إلى بنود بارزة ومهمة في إعادة احياء ‏رسم خريطة الطريق لخطة التعافي الحكومية التي تلحظ اتجاهات تعول عليها ‏فرنسا الكثير مثل إصلاحات الطاقة والكهرباء والاتصالات، فضلا عن المفاوضات ‏مع صندوق النقد الدولي. وهذه البنود ستكون الممر الالزامي لحصول لبنان على ‏الحد الأدنى من دعم لن يتجاوز في مراحله الأولى سقف الجرعات الأساسية لمنع ‏مزيد من الانهيارات او الحد منها بما يستبعد معه في المرحلة الحالية احياء ‏مقررات "سيدر" قبل ان يعاين الفرنسيون ومعهم المجتمع الدولي جدية وصدقية ‏الحكومة اللبنانية الجديدة في التزام تعهداتها في الشفافية والإصلاحات‎.‎

وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان اللقاء الاول بين الرئيس الفرنسي ‏وميقاتي سيكون لمزيد من التعارف واستكشاف ما يمكن ان تقوم به باريس في ‏المرحلة المقبلة لمساعدة لبنان، ومع ان هذه الحكومة هي حكومة انتقالية سيطالب ‏الرئيس ماكرون من جهة اخرى بحث خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة ‏الاعلان عنها بمعزل عن البيان الوزاري الذي رسم سياسة الحكومة اقتصاديا ‏وماليا وسياسيا للأشهر المقبلة. وعكس اختيار الرئيس ميقاتي ان تكون وجهته ‏الاولى باريس دلالات مهمة اذ يبرز استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان. فتخصيص ‏الرئيس ماكرون غداء عمل لرئيس الحكومة فور حصوله على ثقة المجلس رغم ‏المشاكل التي يواجهها داخليا وخارجيا دليل على اهمية الملف اللبناني بالنسبة ‏للرئاسة الفرنسية التي تطمح بعد أكثر من عام على قيام مبادرتها إلى تسجيل نتائج ‏ايجابية في هذا الملف على عتبة فتح معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد ‏استرجعت بعض الخسائر المعنوية التي منيت بها بعد ان ضاعت الآمال بتنفيذ ‏مبادرتها وتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين. ويعتبر الرئيس ماكرون ان تشكيل ‏الحكومة كان خطوة ايجابية لا غنى عنها ودعا السياسيين في ترحيبه بتشكيلها إلى ‏الامتثال للالتزامات التي قطعوها لتنفيذ الاصلاحات اللازمة التي ستمكن المجتمع ‏الدولي من تقديم المساعدات من خلال مؤتمر دولي او من خلال اعادة احياء مؤتمر ‏‏"سيدر" بعد اجراء الاصلاحات التي تضمنتها خارطة الطريق التي وضعها اصدقاء ‏لبنان خلال اجتماعهم في 11 كانون الاول 2019 في باريس بعد الانتفاضة الشعبية ‏في 17 تشرين الاول 2019. وسيحدد الاجتماع الاول بين ماكرون وميقاتي ما ‏تنوي باريس القيام به على صعيد دعم لبنان‎.‎

على الصعيد الخارجي أيضا، يلقي رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ظهر اليوم ‏الجمعة عبر تقنية "الفيديو" كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في ‏نيويورك، ويتناول فيها "موقف لبنان من التطورات المحلية والإقليمية، إضافة إلى ‏الثوابت اللبنانية حيال القضايا المطروحة". وسيتناول ملف الثروة النفطية البحرية ‏والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا. ورأس ‏رئيس الجمهورية أمس اجتماعا للوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم ‏الحدود البحرية الجنوبية وتسلم منه تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ ‏انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة‎.‎

تفاعلات التهديد

في غضون ذلك طغت على المشهد الداخلي قضية تهديد المحقق العدلي في جريمة ‏مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار فيما استمر الصمت الرسمي وحتى القضائي ‏عن هذا التهديد رغم كل التحركات التي حصلت على المستوى القضائي في اليومين ‏الأخيرين. ووسط هذا الصمت سجلت تفاعلات سياسية لهذه القضية كان أبرزها ‏توجيه أعضاء "تكتل الجمهورية القوية" النواب جورج عقيص، عماد واكيم، فادي ‏سعد، شوقي الدكاش، سؤال إلى الحكومة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ‏تهديد بيطار، عارضين المسار القضائي للقضية منذ تعيين القاضي فادي صوان ‏وصولاً إلى بيطار‎.‎

كما كان للرئيس فؤاد السنيورة موقف من التهديد قائلا "هالني، كما هال الكثرة ‏الكاثرة من الشعب اللبناني، درجة العدائية العلنية والسافرة، التي يتصرف بها ‏حزب الله تجاه القضاة والتحقيقات القضائية، والمتعلقة بجريمة تفجير مرفأ بيروت، ‏لدرجة انه لم يتورع عن إرسال تهديدات مباشرة للمحقق العدلي عبر أحد مسؤوليه ‏الأمنيين" وطالب "بالعودة إلى المطالبة بلجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة ‏والتمسك بالموقف الذي عبر عنه الرؤساء السابقون للحكومة لجهة المطالبة برفع ‏كل الحصانات والابتعاد عن اتباع العدالة الانتقائية، أو العدالة المجتزأة والمنقوصة ‏من خلال إصدار قانون جديد في المجلس النيابي " وتمنى على رئيس مجلس ‏الوزراء نجيب ميقاتي "ان يضع هذا التصرف الخطير في صلب اهتمامه، لكي ‏تتولى الأجهزة الحكومية الرسمية المعنية متابعته، والفصل به حسب القوانين ‏المرعية حفاظا على هيبة القضاء، واحتراما للدولة اللبنانية في إداراتها ومؤسساتها ‏وأجهزتها العسكرية والأمنية‎".‎

وفي سياق أخر غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر "تويتر" ‏قائلا: "السؤال المطروح بكل صراحة: هل يمكن التوفيق بين مشروع المقاومة ‏واستفراده بالقرارات وهيبة الدولة في الحفاظ على الحد الادنى من السيادة على ‏بعض من مقدراتها، بعد غزوة المازوت وتبعاته. وهل هذه الحكومة لتطرح رؤية ‏إقتصادية جديدة بدل‎ Cedre ‎واسطوانة البنى التحتية‎".‎

يشار إلى انه في السياق القانوني أيضا وبعد اشهر على اعلان الاضراب، قرّر ‏مجلس نقابة المحامين في بيروت رفع الإضراب امس، وذلك عقب اجتماع مشترك ‏عقد بين رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وعضوَي المجلس ‏الحكميّين النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش ‏القضائي القاضي بركان سعد، ونقيب المحامين في بيروت ملحم خلف ونقيب ‏المحامين في طرابلس محمد المراد، في مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى وتوافق ‏المجتمعون على تشكيل لجنة تضمّ أربعة قضاة من جهة، ومحاميين من نقابة ‏بيروت ومحاميين من نقابة طرابلس من جهة أخرى، تجتمع دوريّاً لمتابعة الأمور ‏ذات الاهتمام المشترك، وإيجاد الاقتراحات المناسبة لأي مســألة طارئة، ومن ‏ضمنها المادة 111 من قانون أصول المحاكمات الجزائية‎ .‎

العتمة الشاملة

إلى ذلك وفيما يستمر التخبط الفوضوي في ازمة المحروقات من دون أي تحسن ‏فعلي برز تطور لافت امس عبر التحذير من العتمة الشاملة في اواخر أيلول . فقد ‏أفادت مؤسسة كهرباء لبنان "أن خزينها المتبقي من المحروقات لا سيما لمادتي ‏الفيول أويل قد تدنى بشكل حاد جدا، بحيث أنه قد نفذ بالكامل في كل من معمل ‏الجية الحراري والباخرتين المنتجتين للطاقة "فاطمة غول" و "أورهان باي"، مما ‏أدى إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة، وقد شارف على النفاد من جهة أخرى في ‏كل من معمل الذوق الحراري وكليا في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية ‏إلا لمحرك واحد في كل منهما، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى توقفهم قسريا عن ‏إنتاج الطاقة، وإنه اذا ما استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من ‏الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي بعد نفاد كامل خزين ‏المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية‎".‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيلول 2021 07:46