24 أيلول 2021 | 07:51

أخبار لبنان

المازوت الإيراني دعاية حزبية.. حمولة كل باخرة تؤمّن 5 أيام من حاجة السوق

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: على خلاف الدعاية التي قام ويقوم بها ‏‏"حزب الله" لتسويق عملية استيراد المازوت الإيراني التي بدأت الأسبوع الماضي، ‏لا توحي النتائج على الأرض بأن هذه الخطوة من شأنها أن تنعكس انفراجاً في ‏أزمة المحروقات المتزايدة في لبنان؛ حيث إنها لا تكاد تسدّ إلا ثغرة بسيطة، فيما ‏يبدو واضحاً أن هدفها شعبوي انتخابي، وفق ما تراها جهات لبنانية، لا سيما أن ‏الحزب يحاول من خلالها الدخول إلى مناطق خصومه السياسيين؛ مما أدى إلى ‏امتعاض واستنكار في أوساطها‎.‎

وفي الأرقام؛ يقول عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، ‏لـ"الشرق الأوسط" إن "حاجة لبنان من المازوت؛ وفق ما استهلكه عام 2020، ‏تقدر بـ7 ملايين ونصف المليون ليتر يومياً، فيما تحمل كل باخرة من المازوت ‏الإيراني التي ستصل إلى لبنان نحو 40 مليون ليتر، وبالتالي؛ وفق المعلومات ‏المتداولة، يوزع (حزب الله) نحو 3 ملايين ليتر يومياً، وبالتالي هي كمية تسد ثغرة ‏صغيرة جداً في السوق اللبنانية المتعطشة للمحروقات؛ لكنها لا تغيّر في المعادلة ‏شيئاً، ولا تنهي الأزمة المتفاقمة‎".‎

وانطلاقاً من هذه الأرقام، يظهر أن كل باخرة إيرانية تكفي لنحو 5 أيام من حاجة ‏السوق اللبنانية، فيما يعمد "حزب الله" حتى الآن، ووفق ما يعلن الإعلام التابع له، ‏إلى توزيعها على قطاعات وجهات محددة من قبله؛ بعضها مجاناً والبعض الآخر ‏مقابل مبالغ مالية بسعر أدنى من المحدد رسمياً بنحو 20 في المائة، وذلك عبر ‏شركة "الأمانة" التابعة للحزب‎.‎

ووفق بيان صادر عن الشركة، فقد حدد سعر صفيحة المازوت بـ140 ألف ليرة، ‏فيما السعر الرسمي محدد بنحو 187 ألف ليرة، ويجري الإعلان تباعاً عن توزيع ‏مادة المازوت لقطاعات محددة؛ منها الصحية والمولدات التابعة للبلديات... ‏وغيرها،

واللافت أنها لا تقتصر فقط على مناطقه؛ إنما أيضاً في مناطق خصومه، كما حدث ‏في مناطق بقاعية وأدى إلى انقسام بين أبنائها بين مرحب ورافض للمازوت ‏الإيراني‎.‎

وكان نصر الله أعلن أن الباخرتين الأولى والثانية تحملان مادة المازوت، فيما ‏ستخصص الثالثة لمادة البنزين. وقال إن الهدف هو المساعدة في تخفيف معاناة ‏الناس، معلناً أنه سيزود بها مرافق ومؤسسات عدة؛ بينها المستشفيات الحكومية ‏ودور رعاية العجزة والأيتام والصليب الأحمر "كهبة مجانية"، في حال رغبت في ‏ذلك، كذلك سيقوم ببيع عدد من المؤسسات الخاصة؛ بينها المستشفيات والأفران ‏وأصحاب مولدات الكهرباء، المازوت بأقل من سعر التكلفة وبالليرة اللبنانية‎.‎

وعن المازوت الإيراني، يقول المحلل السياسي المعارض لـ"حزب الله"، علي ‏الأمين، لـ"الشرق الأوسط": "من الواضح أن الكمية التي يقوم باستيرادها (حزب ‏الله) لا تساهم في التخفيف من الأزمة بالمعنى الفعلي، على خلاف الدعاية التي يقوم ‏بها محاولاً إيهام جمهوره بها، علماً بأن هذا الجمهور نفسه بدأ يلمس هذا الأمر ‏ويكتشف حقيقته، وذلك على غرار كل الحملات التي يقوم بها ويستخدمها لأهداف ‏شعبوية - انتخابية سياسية للتغطية على خيباته المتكررة؛ لا سيما في بيئته‎".‎

ويتوقف الأمين عند ما يحدث في بعض المناطق البعيدة عن بيئته، كما حدث في ‏بلدة الفرزل (منطقة البقاع)، قائلاً: "هذا ما يريده الحزب؛ أن يخلق جدلاً في لبنان ‏والقول: نحن نأتي بالمازوت وأنتم لا تريدونه، محاولاً تقديم نفسه على أنه يملأ ‏فراغ الدولة التي يقوم هو بإضعافها ويستفيد من غيابها، كما يحدث مع (السلاح) ‏و(بطاقات التموين) ومواجهة وباء (كورونا)... وغيرها، محاولاً الاستثمار في ‏الأزمات؛ وهو الأمر الذي بات مكشوفاً وواضحاً أمام جمهوره قبل خصومه". ‏ويضيف: "(حزب الله) لم يتمكن حتى من الحفاظ على ماء وجه الحكومة المحسوبة ‏عليه في أول أيامها، وأتى بصهاريج المازوت التي شكلت الصفعة لها وللدولة التي ‏يدرك أن قوتها تهدد وجوده‎".‎

وكان توزيع المازوت في مناطق خارجة عن بيئة الحزب؛ وتحديداً المسيحية منها، ‏كالفرزل ومنطقة جبولة البقاعيتين، أدى إلى سجالات في المناطق وعلى وسائل ‏التواصل الاجتماعي؛ إذ انتشر فيديو لراهبة في منطقة جبولة البقاعية تشكر فيه ‏نصر الله على المازوت الإيراني "الذي سيساهم في تدفئة الأطفال الأيتام في أحد ‏الأديرة"، والأمر نفسه بالنسبة إلى رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان الذي ظهر في ‏فيدو يشكر أمين عام "حزب الله" ويصفه بـ"الرجل الصادق". وهذا ما استدعى ‏هجوما عليهما ومطالبات باعتذارهما. وصدر بيان عن "حزب القوات اللبنانية" في ‏زحلة، رفض فيه ما صدر عن رئيس البلدية، عادّاً أنه "تبجيل مبالغ فيه بالحزب ‏وأمينه العام"، وأن كلامه لا يعبر "عن تاريخ وتوجهات أغلبية أهالي البلدة ‏المعروفين بنضالهم وحرصهم على كرامتهم، التي لم يلوثها أي إغراء ولم تنل منها ‏أي حاجة أو ظرف‎".‎

ولفت البيان إلى أن "أهالي الفرزل مؤمنون ببناء دولة المؤسسات، ولن يكونوا إلى ‏جانب فريق يعمل على تقويض المؤسسات وتدمير أركان الدولة". وطالب البيان ‏رئيس البلدية "بسحب كلامه الذمي والاعتذار من أهالي بلدته المشبعين بالعنفوان"، ‏مذكراً "بواجبات البلدية في تأمين ما يحتاجه أبناء البلدة من محروقات وسلع، لا ‏سيما أن البلدية تجبي ما يكفي من المال وليست بحاجة للتسول"، خاتماً: "أهالي ‏الفرزل لا ينتظرون منّة من أحد‎".‎




الشرق الاوسط

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيلول 2021 07:51