27 أيلول 2021 | 08:43

أخبار لبنان

النهار: أي اقلاعة للحكومة وسط التوظيف "الممانع"؟

النهار: أي اقلاعة للحكومة وسط التوظيف

‏ كتبت صحيفة "النهار" تقول: تقلع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هذا الأسبوع في خطواتها ‏العملية الأولى وسط ظروف بالغة التعقيد والصعوبة سواء على صعيد "شبكة" واسعة من ‏الازمات الحياتية والخدماتية والاجتماعية التي تطبق على الدورة اليومية للبنانيين او على مستوى ‏الواقع السياسي الداخلي اذ بدو لافتا ان توقيت ولادة الحكومة وما اثارته أحيته من رهانات ‏متجددة على مرحلة مهادنة او استقرار سياسي لم يؤد الى تحقيق هذا الهدف. ذلك أن إقلاعة ‏الحكومة يفترض ان تكون ببرمجة عملها في الاتجاهات الأكثر الحاحا من خلال الانكباب أولا ‏على معالجة أزمات المحروقات وإزالة ظاهرة الطوابير واستدراك خطر التعتيم الشامل الذي ‏حذرت من بلوغه مؤسسة كهرباء لبنان في أواخر أيلول الحالي.‏

أما الموسم الدراسي فبدا انه سبق انطلاقة الحكومة اذ أصدر وزير التربية والتعليم العالي عباس ‏الحلبي قرارًا يتعلق بتعديل القرار رقم 385/م/2021 لجهة تأجيل بدء التدريس العام الدراسي ‏‏2021/2022 في المدارس والثانويات الرسمية لغاية 11/10/2021، وذلك "إفساحا في المجال ‏لمتابعة الحوار البناء مع ممثلي المعلمين".‏

وسيواكب هذه الأولويات التي لا تحتمل أي ارجاء بدء الاعداد لانطلاق مفاوضات لبنان مع ‏صندوق النقد الدولي حول الخطة الإصلاحية للحكومة وخطة التعافي الاقتصادي. واذا كانت ‏الايحاءات الإيجابية التي تركتها زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس ولقائه الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون ومواقف الأخير من تجديد دعمه المتواصل للبنان ساهمت في تعبيد ‏الطريق لانطلاقة "منشطة" بجرعة الدعم الفرنسية لميقاتي وحكومته فان ذلك لم يحجب تكاثف ‏الغيوم في فضاء هذه الانطلاقة خصوصا في ظل معطيين لافتين من ركني التحالف السلطوي ‏العهد العوني و"حزب الله " . فالعهد الذي يبدو على أهبة تنفيذ اجندته الخاصة في السنة الأخيرة ‏من ولايته يتوزع الأدوار مع تياره الحزبي في وضع أولويات سيحاولان فرضها على الحكومة ‏وبدأ "التيار الوطني الحر" يركز عليها كأولويات للحكومة. أما "حزب الله" فبدا لافتا اعتماده ‏خطابا تصعيديا يواكب خطوته المتدحرجة في توزيع المحروقات الإيرانية وتوظيفها علنا في ‏اهداف سياسية لمصلحة محوره "الممانع" بحيث لم يعد الحزب يتوانى عن الإفصاح عنها. ولعل ‏أكثر ما بدا لافتا في الساعات الأخيرة اقحام الحزب لاستحقاق الانتخابات النيابية في هجماته على ‏‏"الأعداء " اللبنانيين والخليجيين بذريعة كلاسيكية هي التخوين وكأنه يحاول اقحام استحقاقات ‏الحكومة في التسخين السياسي والانتخابي من الآن. ولذا ستكون الحكومة من اليوم امام بدء ‏الاختبارات الصعبة وربما الشاقة في إطار دائري واسع وستكون الأنظار مشدودة الى مدى ‏قدرتها على الاستجابة السريعة للمطالب الدولية الملحة لترجمة التزاماتها في بيانها الوزاري التي ‏كررها ميقاتي في لقائه مع الرئيس الفرنسي.‏

ويعوّل المقرّبون من الرئاسة الثالثة على دور أساسيّ لفرنسا في المرحلة المقبلة على صعيد ‏مواكبة سير الإجراءات الاصلاحية. وتعبّر مصادر الرئيس ميقاتي عن عناوين عريضة سيتمّ ‏العمل عليها بعد الزيارة الفرنسية، التي بدت ناجحة في الشكل من حيث حفاوة الاستقبال وما ‏ذكره الرئيس ماكرون عن مساعدة لبنان ومواكبته اقتصاديّاً من خلال مؤتمرات داعمة للبلاد ‏وتسريع عملية منحه السيولة من أجل ضخّها في الشرايين الاقتصادية. وتعتبر الاصلاحات ممرّ ‏دعم إلزامي لأي صيغة للبنان في وقت يبقى الهامش ضيّقاً ولا بدّ من معرفة كيفية صرف ‏الأموال التي ستحصل عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، بعدما توقّف التفاوض في ظلّ ‏حكومة تصريف الأعمال وتأليف حكومة جديدة تتمتّع بكامل الصلاحيات. ويطلب صندوق النقد ‏مجموعة إصلاحات على مستوى آلية العمل المصرفي والمفاوضات ومعرفة من سيتمتّع بالقدرة ‏لوضع كلّ الأمور في المسار الصحيح.‏

أما الواقع السياسي الداخلي فبدا مشوبا بكثير من الغموض مع تصاعد تفاعلات تصعيد "حزب ‏الله" لعراضات توظيف إدخاله النفط الإيراني الى لبنان التي يراد لها توسيع نفوذ إيران وذراعها ‏على حساب الانتقاص المتعمد من السيادة اللبنانية واستغلال حالة الاستسلام التي تطبع موقف ‏العهد ومعظم القوى السياسية من هذا الاتجاه.‏

‏"حزب الله"‏

وفي هذا الإطار أعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنّه "في حال لم تتحرّك الشركات ‏ومصرف لبنان لتأمين حاجات البلاد من المحروقات سنستمر بإدخال المواد النفطية"، واكد أنّ ‏‏"حزب الله على استعداد لإدخال المازوت عبر المعابر الحدودية المعروفة ولكنّ البعض في البلد ‏يخاف من أميركا وعقوباتها". وأشار إلى أنّ موازين القوى هي التي أتت بالمازوت الإيراني إلى ‏لبنان، وأي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيقابله ردّ من حزب الله حتى لو جرّ إلى حرب.‏

ولم يقف الامر عند حدود كلام قاسم عن انتصار موازين قوى بل ان رئيس كتلك الحزب النيابية ‏محمد رعد فتح مبكرا ملف الانتخابات النيابية من باب اعتبارها معركة حاسمة مع "تسلط الأعداء ‏واعتقادهم وتوهمهم أن الفرصة سانحة للانقضاض على بيئة المقاومة من أجل الفصل بينها وبين ‏المقاومين" . كما اعتبر "ان هؤلاء زحطوا جميعا بالمازوت وانكشفت المؤامرة وبانت قدرة ‏المقاومة على التحدي والمواجهة والصمود، أكبر بكثير مما يظن المتآمرون ومفتعلو الأزمة".‏

وأضاف: "عادوا للتمسكن وشكلوا حكومة نواكبها من الداخل والخارج، ويهيئون الآن الفرصة ‏من أجل خوض الانتخابات النيابية التي هناك شبه إجماع بين الكتل النيابية على موعد الانتخابات ‏في 27 آذار المقبل، بسبب تزامن نيسان مع شهر رمضان المبارك". وسأل "ماذا يريدون من ‏هذه الانتخابات؟ يريدون الحصول على الأكثرية النيابية ويحضرون كل العتاد والعدة وسنشهد ‏ضغوطا كبيرة على المرشحين من الذين يؤيدون نهج المقاومة، وسيمنعون إذا استطاعوا أن تكون ‏هناك تحالفات وسيضغطون على سحب عدد من المرشحين الذين يمكن أن ينجحوا ويكونوا في ‏صف المقاومة. سيضغطون عليهم إما بالتهديد بمصالحهم خارج البلاد وإما بتهديدهم بعقوبات ‏ستفرض عليهم، وبخاصة إذا كانوا يعملون ولهم مصالح خارج البلاد، وسيحاولون شراء الذمم ‏ودفع أموال باهظة من أجل ان يعدلوا موازين القوى ويسيطروا على الاكثرية المقبلة في المجلس ‏النيابي. كل ذلك توهم منهم بأنهم يستطيعون أن يغيروا المسار السياسي في هذا البلد ويأخذوه الى ‏حيث أخذوا بعض دول الخليج لمصالحة العدو الاسرائيلي وتطبيع العلاقات معه."‏

جعجع

وفي المقابل أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع ان مسألة المازوت الإيراني تحوّلت ‏إلى عمليّة تدخّل مباشرة وسافرة في السياسة اللبنانيّة الداخليّة من قبل إيران مطالبا الحكومة ‏الجديدة بإيجاد الحلول لهذا الأمر. واعتبر ان المطلوب من الحكومة الجديدة سهل جداً، فهي تريد ‏المساعدات من السعوديّة ودول الخليج وفي الوقت ذاته المكوّن الأساسي وراء هذه الحكومة هو ‏حزب الله وحلفائه. وتابع: مهما قلت سأكون مقصراً، انه عهد الخراب والوبال".‏

ولفت الى إن "شيطنة القوات ليست أمرًا جديدًا إنما بدأت منذ الثمانينات مع صعود الرئيس بشير ‏الجميل، وبدأتها وقتها القوى الوطنية والتقدمية ثم تبنّت هذه السياسة أجهزة الاستخبارات السورية ‏وكأنهم كانوا يجلسون في غرفة واحدة مع غوبلز وعلّمهم إياها، ثم أخذها الجنرال عون والتيار ‏الوطني الحر عن الاستخبارات السورية وغوبلز وما زالوا يكملون بها حتى اليوم". واعتبر أن ‏‏"جزءًا كبيرًا من أزمة رئيس الجمهورية أنه يريد أن يضع الجميع عند جبران باسيل وكل ما ‏يحصل اليوم هو أن رئيس الجمهورية يحاول أن يؤمّن الولاية من بعده لجبران باسيل وهذا لن ‏يحصل". ورأى أن "إيران أعطت المحروقات لحزب الله ليس ليحل المشكلة إنما لتحقيق مكاسب ‏حزبية". وأضاف: "كل قصة المازوت الإيراني أصبحت عملية تدخّل إيراني مباشر بالسياسة ‏اللبنانية الداخلية".‏

قضية البيطار

الى ذلك ينتظر ان تشهد الساعات المقبلة تطورا حاسما في المواجهة بين المحقق العدلي في ملف ‏انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار والمسؤولين السابقين الذين ادعى عليهم اذ تترقب الأوساط ‏المعنية مصير التحقيق اذا تبلغ البيطار اليوم طلب النائب نهاد المشنوق رد المحقق البيطار عن ‏التحقيق بما يوجب تعليق مهمته. وفي هذا السياق لفت موقف للوزير السابق أشرف ريفي اذ وجه ‏تحيّة إلى القاضي طارق البيطار محذرا من ان "المجرم يحاول إلغاء التحقيق والسلطة منبطحة ‏عند "حزب الله" ونخشى قيام هذا الحزب بمحاولات لعرقلة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ ‏بيروت". وقال: "لا مسؤولية لحسان دياب في استيراد نيترات الأمونيوم وتخزينها وعليه المثول ‏أمام القضاء للكشف عمّن طلب منه إلغاء زيارته إلى المرفأ وهروبه هو بقرار من "حزب الله". ‏وعبّر ريفي عن استغرابه لـ"تحويل دار الإفتاء إلى منبر لعرقلة العدالة والمسؤول الأول عن ‏انفجار المرفأ هو رئيس الجمهورية ميشال عون بخلفيّته العسكريّة".‏



النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 أيلول 2021 08:43