23 تشرين الأول 2021 | 21:36

أخبار لبنان

رفيق الحريري و"أبناؤه الأربعون ألفاً".. في الأرجنتين

رفيق الحريري و

ميرنا منيمنة

حلّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري ضيفاً مميزاً على الكتّاب والقرّاء الأرجنتينيين من أصل لبناني والجالية اللبنانية في الأرجنتين، حيث تعرفوا على صانع الأمل الذي غيّر مجرى حياة أكثر من أربعين ألف شاب وشابة من مختلف المناطق اللبنانية من دون أي تمييز طائفي أو مذهبي أو مناطقي ، ومنحهم فرصة استكمال مسيرتهم العلمية في جامعات لبنان وأوروبا وأميركا وكندا وغيرها.

ما رواه الكاتب الفرنسي كريستيان بيكيه في كتابه الأخير عن رفيق الحريري جعله يحلّ ضيفاً على المؤتمر الدولي السادس للكتّاب والقرّاء من أجل لبنان الذي ينظّمه المركز الأرجنتيني لأبحاث الهجرة اللبنانية ، والذي يُقام في الارجنتين بحضور السفير اللبناني جوني ابراهيم و رئيس المركز Walter Muller Moujir.

ويتميز المركز الأرجنتيني (CAIIL) بإقتنائه أرشيف رقمي للصور والوثائق المكتوبة التي تشيرالى الوجود اللبناني في الأرجنتين . بالإضافة إلى ذلك ، فإنه يحتوي على معلومات تنبثق من التعدادات الوطنية للأعوام 1869 و 1895 و 1914 ، وحول وصول المهاجرين. وهو أول مركز أبحاث مخصص للهجرة اللبنانية خارج لبنان.

ودُعيَ بيكي ليتحدث خلال المؤتمر عن كتابه UNE ETONNANTE DIASPORA LIBANAISE… LES « enfants » DE LA FONDATION HARIRI الذي يروي فيه تفاصيل تأسيس "مؤسسة الحريري" والتي هدفت الى مساعدة الطلاب الذين يواجهون عوائق إقتصادية في استكمال تحصيلهم العلمي . وقال بيكي خلال عرضه للكتاب : " لتنفيذ المهمة و إنجاح عمل المؤسسة ، رأى الحريري أنه من الضروري إجراء مسح لجميع المؤسسات التعليمية المتضررة جزئياً أو كلياً بسبب الحرب في لبنان عام 1975.

لذلك أجرت المؤسسة تقييماً لجميع المدارس الرسمية والخاصة في جميع المناطق من أجل تحديد الأضرار في الأبنية والمعدّات.

كما عملت على تدريب المعلمين ، والسعي لتحسين المستوى العلمي للطلاب في المراحل الإبتدائية والتكميلية والثانوية ، لأن لبنان كان يعاني من تأخّر فظيع ومقلق في المجال التعليمي . كذلك ركّزت المؤسسة على التعليم المهني والتقني وأولته أهمية من أجل التكيُّف مع حاجات البلد في مرحلة النهوض . بالنسبة لرفيق الحريري ، العلم والتكنولوجيا كانا المفتاح الأساسي لتلبية حاجات لبنان . وبنتيجة سنوات الحرب انخفض المستوى في اللغات الأجنبية وفي التعليم العالي وتراجع مستوى معيشة الأُسر اللبنانية بسبب الأزمة وانهيار الليرة.

ما قام به رفيق الحريري بعد سنوات من الحرب العنيفة ولّد عند الكثير من اللبنانيين شعورا بـ "الإطمئنان الوطني". وفي عرضه يشرح بيكي أن الرئيس الشهيد أول من ساوى بين الرجل والمرأة وأعطى للشابة نفس الفرصة التي أعطاها للشاب . ويذكر الكاتب أنه أكثر ما أثار دهشته هو أنه كان بين طلاب المؤسسة شابات خرجن لأول مرّة من قراهن للذهاب الى المطار ومنه الى دول العالم للإنضمام الى جامعاتها.

"لا يظنّن أحد أن الكتاب هو من باب المجاملة أو المديح أو تقديم الدعم لرفيق الحريري بل هو عن اقتناع شخصي مني بعدما استمعت لشهادات الكثير من هؤلاء الطلاب . الكتاب هو إعتراف بالعمل الجبار الذي قام به هذا الرجل لتلبية الحاجات الملحّة لبلده ولإعادة إعماره وتأمبن مستقبل لأبنائه . رفيق الحريري قام بعملبة "إنقاذ فكري " . بالنسبة لي إنه رجل "صاحب رؤية عظيمة " أو ليست هذه الصفة الأساسبة التي يجب أن يتمتع بها أي رجل دولة ؟

لبنان يمرّ اليوم بظروف قاسية وأقترح مراجعة ما قام به رفيق الحريري عبرالمؤسسة واستنساخه من أجل إنقاذ الأجيال وذلك نظراً لما حققته هذه المبادرة من تضامن وانصهار وطني .

لم أكن حراً في اختيار عنوان الكتاب بل أُجبرتُ على ذلك من قبل الطلاب الذين التقيتهم والذين رددوا نفس العبارة "رفيق الحريري هو والدنا الروحي". وأنا على يقين أن هذه القصة الجميلة التي ألّفها رفيق الحريري لا تزال تلهم الكثيرين من أقرباء هؤلاء الطلاب وأنسباءهم وجيرانهم ومحيطهم ."

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 تشرين الأول 2021 21:36