24 تشرين الأول 2021 | 23:10

منوعات

‏"خطأ شائع".. هل يوجد "تلقيح تام" ضد كورونا؟ ‏

‏

تراهن دول العالم، في الوقت الراهن، على تلقيح أكبر عدد من سكانها ضد فيروس كورونا ‏المستجد، في مسعى إلى تطويق الوباء الذي أحدث شللا اقتصاديا غير مسبوق في العالم‎.‎

وفي خضمّ هذا التحرّك العالمي الواسع، أضحى الشخص الذي أخذ جرعتي التطعيم يُوصف ‏بالمُلقح "لقاحا كاملا"، بينما يقول خبراء إن الحديث عن تلقيح تام ضد العدوى قد يكون مضللا ‏وغير دقيق، وربما يجعل الأفراد يستهينون بالإصابة‎.‎

وفي وقت سابق من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، توفي وزير الخارجية الأميركي الأسبق، كولن ‏باول، من جراء مضاعفات مرض "كوفيد 19"، رغم كونه ملقحا بجرعتين من التطعيم المضاد ‏لكورونا‎.‎

لكن السياسي والعسكري الأميركي السابق، كان يعاني مما يعرف بالورم النخاعي، وهو نوع من ‏السرطان يؤدي إلى تلف كبير في الجهاز المناعي لدى الإنسان، حتى أنه يصبح قادرا على إنتاج ‏نوع واحد فقط من الأجسام المضادة‎.‎

وأوضح جيمس هامبلن، وهو خبير في الطب الوقائي وأستاذ محاضر في الطب بجامعة يال في ‏ولاية كونيتيكيت الأميركية، أن نسبة كبيرة ممن يعانون هذا الاضطراب الصحي لا يحصلون ‏على مناعة كافية ضد عدوى كورونا عندما يأخذون اللقاح‎.‎

وأشار إلى دراسة صدرت في يوليو الماضي ونبهت إلى أن 45 في المئة فقط ممن يعانون الورم ‏النخاعي واستفادوا من اللقاح، طوروا استجابة مناعية تكفي للحماية ضد كورونا‎.‎

ويوصي الأطباء، الأشخاص الذين يعانون سرطان الدم بأخذ جرعة معززة، لكن زيادة الجرعات ‏لن يؤدي إلى تحول جذري في نظام مناعي لم يعد قادرا في الأصل على المكافحة‎.‎

وتبعا لذلك، فإن مرض كولن بأول الشديد بمضاعفات كورونا لم يشكل مفاجأة بالنسبة للأطباء، ‏لأنه كانوا يعرفون أنه من بين الأكثر هشاشة أمام المرض، رغم أخذ التطعيم‎.‎

وقال الخبراء إن هذه الوفاة لا تنال من نجاعة اللقاحات، كما يزعم بعض المهووسين بنظرية ‏المؤامرة، لأن من يصنعون اللقاحات، لم يزعموا يوما أن التطعيم يحمي بنسبة 100 في المئة‎.

وتساعد اللقاحات على جعل أعراض مرض "كوفيد 19" أخف بكثير، وهو ما يعني تراجع عدد ‏من يضطرون لدخول المستشفى، وخفض الوفيات التي تنجم عن الإصابة بالعدوى‎.‎

ورأى الخبير الصحي الأميركي، جيمس هامبلن، أن عبارة ملقح "لقاحا تاما" يجري استخدامها ‏على نحو غير ملائم، في كثير من الأحيان، مشددا على أن توخي الدقة أمر ضروري من أجل ‏توعية الناس، بشكل علمي وأمين، وبالتالي إنجاح حملات التلقيح‎.‎

أما النقاش الذي يدور بشكل محموم في الولايات المتحدة، خلال الوقت الحالي، فينصب حول ‏جدوى الجرعة الثالثة، ومن ينبغي أن يستفيد منها، في ظل تقارير عن تراجع الأجسام المضادة ‏بشكل ملحوظ في الجسم بعد ستة أشهر من أخذ الجرعة الثانية‎.‎

وتحدث الباحث عن تغير مستمر في تعرف اللقاح التام، ففيما قبل كانت معايير المراكز ‏الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، تقول إن الشخص يكون ملقحا لقاحا تاما عندما يمر ‏أسبوعان على أخذه جرعة اللقاح الثانية، أما اليوم فصارت هناك جرعة معززة بعد أشهر، وربما ‏تتغير الإرشادات خلال الفترة المقبلة‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 تشرين الأول 2021 23:10