28 تشرين الأول 2021 | 14:29

إقتصاد

شقير محذراّ: الكيان على شفير السقوط.. ولبنان مهدّد بالتفكّك

شقير محذراّ: الكيان على شفير السقوط.. ولبنان مهدّد بالتفكّك

تحدّث رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير في "لقاء قوى الإنتاج" الذي انعقد اليوم ‏في مقر الاتحاد العمالي العام، وقال‎:‎‏ "مرة جديدة، نلتقي هنا في مقر الإتحاد العمالي العام لنعبر ‏عن حالة التضامن الكاملة تجاه ما يمر فيه البلد من مآس، وتداعياتها الكارثية على شركاء ‏الانتاج، أصحاب عمل وعمال. فعلى الرغم من الإختلاف حول بعض الأفكار بيننا وبين الإتحاد ‏العمالي، إلا أننا رسخنا ثقافة التواصل والحوار لحل القضايا العالقة. وهذا ما نفعله في هذه ‏اللحظة المفصلية، تعبيرا عن مسؤولية وطنية خالصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه‎.‎

نعم، هذا الطريق القويم، كنا نتمنى أن يسبقنا اليه من هم في السلطة لإنقاذ لبنان وحمايته من ‏السقوط‎.‎

لكن ماذا نرى؟ . بكل تأكيد لا شيء سوى عدم المسؤولية ونقص في الوطنية، والإستمرار في ‏تصفية الحسابات السياسية حتى آخر نفس، التي أوصلتنا الى هذا الحضيض، وعلى سبيل المثال‎:‎

كنا نتأمل كثيرا بؤتمر سيدر لإنقاذ لبنان، وفجأة حضر تعطيل حكومة الرئيس سعد الحريري ‏واستنزِف البلد‎.‎

كنا نتأمل بخطة إنقاذ اقتصادية ومالية مع حكومة الرئيس حسان دياب، وفجأة تغير المسار وتم ‏إتخاذ قرار الإمتناع عن دفع سندات اليوروبوند ووقع لبنان في المحظور.. وبعدها إنفجار مرفأ ‏بيروت المأسوي، ثم أكثر من سنة فراغ حكومي وتعطيل‎.‎

الآن،المشهد يتكرر مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. تعطيل ومناكفات وتصفية حسابات، أي ‏ضرب وتعطيل أي جهد إنقاذي‎.‎

ما أريد أن أقوله، وكما هو واضح، أن أهل السلطة آخر همهم تكسير البلد والإقتصاد وتفقير ‏الناس وتجويعهم ووضع جميع اللبنانيين من دون إستثناء في جهنم، المهم لديهم الكرسي‎.‎

لذلك، يبقى الرهان على قوى الإنتاج، القوى الحية المدافعة الحقيقية عن وجود لبنان، والقادرة ‏على إنقاذ البلد وأخذه الى شاطئ الأمان‎.‎

لذلك أقول: إن تكرار هذه الصورة الجامعة لقوى الإنتاج في الإتحاد العمالي العام، هي مدعاة ‏فخر، ويجب ان تكون مثالا يحتذى به لمن هم في السلطة، لتغليب العقل والمنطق والتواصل ‏والحوار في القضايا الوطنية خصوصا في مثل أزماتنا الوجودية"‏‎.‎

أضاف شقير: " بكل تأكيد نحن أم الصبي.. فالعمال عمالنا، هم أبناؤنا وماضينا وحاضرنا ‏ومستقبلنا.. فلا مؤسسات من دون عمال، ولا عمال من دون مؤسسات‎.‎‏ حقيقةً إن الهيئات ‏الاقتصادية في كل إجتماعاتها، كانت تواجه هَمَّين أساسيين.. الأول الحفاظ على ما تبقى من ‏مؤسسات بعد إخراج الآلاف منها من السوق بفعل الإقفال والهجرة.. والهم الثاني، تحسين الوضع ‏المعيشي للعمال والموظفين لتمكينهم من تدبير أمورهم الحياتية والمعيشية‎.‎‏ فعلا، إننا نتحرك ‏ونزين الأمور بميزان الذهب، فلا يمكن ترك العمال من دون تحسين أوضاعهم المعيشية، وكذلك ‏لا يمكن أن تكون هذه العطاءات غير مدروسة وشعبوية، لأنها ستؤدي الى إقفال آلاف المؤسسات ‏وتشريد عشرات آلاف العمال. مما لا شك فيه، ان كل ما نقوم به يعتبر تدابير مرحلية لتمرير ‏هذه الفترة الصعبة الى حين الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي من شأنه وضع البلد على سكة ‏التعافي ولجم سعر صرف الدولار وفتح المجال لبناء سياسات إقتصادية وإجتماعية مستدامة"‏‎.‎

وتابع شقير: "ما حك جلدك مثل ظفرك، وعلى هذا الأساس، فإن الهيئات الاقتصادية تتواصل ‏منذ أشهر مع قيادة الاتحاد العمالي.. وكما إتخذنا في السابق مبادرات وطنية وإقتصادية ‏وإجتماعية، اليوم كذلك، سنأخذ المبادرة تحسسا بالوضع الإجتماعي المزري والمعاناة المعيشية ‏لشريحة كبيرة من العمال والموظفين نتيجة تآكل القدرة الشرائية لرواتبهم جراء إنهيار العملة ‏الوطنية‎.‎‏ لذلك أغتنم المناسبة اليوم، لأعلن أمام الرأي العام اللبناني أننا إقتربنا كثيرا من الإتفاق ‏على مبادرة لتدعيم القدرة الشرائية للعاملين في القطاع الخاص، عبر زيادة بدل النقل وزيادة ‏المنح التعليمية وإعطاء مساعدات إجتماعية‎.‎‏ أيضا نعمل بقوة للحفاظ على قيمة تعويضات نهاية ‏الخدمة للمضمونين عبر تأمين التمويل لسد الفجوة المالية الناتجة عن إنهيار العملة الوطنية، وقد ‏إستجاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمطلبنا بوضع هذا الموضوع كبند أساسي في جدول ‏مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، لتكون إحدى المؤسستين ضامنة لهذه ‏التعويضات‎.‎‏ يبقى أن أقول للقوى السياسية، إرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء"‏‎.‎

وختم شقير: "البلد لا يمكن أن يكمل على هذا الشكل. الكيان على شفير السقوط، لبنان مهدد ‏بالتفكك، ما تبقى من مؤسسات لن يصمد.. وما أنجزناه اليوم سيصبح من سابع المستحيلات في ‏الغد القريب‎.‎‏. اللهم إني بلغت‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 تشرين الأول 2021 14:29