29 تشرين الأول 2021 | 09:01

مجتمع

تراجع معدلات الزواج والولادات يهدّد الحياة الاجتماعية في لبنان

أسباب عديدة تقف عائقاَ أمام الشباب اللبناني قبل الإقدام على الزواج والإنجاب خوفا من أن ‏خطوة غير محسوبة من شأنها أن تزيد من صعوبات الحياة اليومية؛ فلم يعد إنجاب الأطفال سهلاً ‏في أكثر الأسر اللبنانية بسبب الأعباء المالية المرتفعة جراء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد ‏منذ عامين‎.‎

وبحسب دراسة أعدتها "الدولية للمعلومات" (نشرة إحصائية محلية) نشرت في فبراير 2021 ‏أفادت أن "الأزمة الاقتصادية وتفشي وباء كورونا تركا انعكاساتهما على الأوضاع في لبنان، ‏فأغلقت آلاف المؤسسات وصرف آلاف العمال وانكمشت الحركة التجارية بنسبة 45% ‏وتراجعت القدرة الشرائية بفعل ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة مقابل العملات ‏الأجنبية‎.‎

أضافت الدراسة حينها أن من "التداعيات الاجتماعية تراجع معدلات الزواج والولادات في عام ‏‏2020 مقارنة بعام 2019 ومقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة الأخيرة (2015-2019)، في ‏حين ارتفعت معدلات الوفيات‎."‎

تراجع حيوية الشعب اللبناني

في هذا السياق قالت مصادر لدى المرجعيات الدينية في معظم الطوائف في لبنان لموقع " سكاي ‏نيوز عربية " أن معاملات الزواج توقفت جزئياً لأنّ الناس فعليًا لا يضمنون المستقبل بسبب ‏الظروف الراهنة، ولكن هذا يختلف بحسب الطوائف والمناطق‎."‎

وقال أحد "مخاتير" العاصمة بيروت: "لا يمكننا القول إن معاملات الزواج وعقود القران قد ‏توقفت بشكل كامل، لكننا نجزم بأن عدد هذه المعاملات قد تراجع بشكل خطير وملحوظ‎."‎

وعلق زياد وهو مهندس في بداية حياته المهنية قائلاً لسكاي نيوز عربية: "طبيعي أن يفكر الشاب ‏كثيراً قبل الإقدام على الزواج في البداية، وعلى الإنجاب في وقت لاحق، هذا يعود إلى المسؤولية ‏المجتمعية والاقتصادية بدءاً من تأمين المسكن اللائق في أسوأ أزمة اقتصادية يمر فيها لبنان في ‏تاريخه، وصولاً إلى الإنجاب وتربية الأطفال وتأمين المستلزمات والغذاء للمواليد الجدد من ‏حليب وحفاظات وعناية طبية تكاد تكون مفقودة من الصيدليات، وإذا وجدت تكون أسعارها ‏مرتفعة‎".‎

وقالت الشابة ليلى إبراهيم: "الحمل والولادة والأمومة من حيث المبدأ أمر جميل ولكنها تقتضي ‏مني ترك عملي الذي احتاجه مع زوجي لدفع الأقساط المترتبة علينا ولذلك لا نفكر حالياً في ‏الإنجاب حتى نرى كيف سنكمل حياتنا.. وأين؟‎ "‎

انكماش طبي وإغلاق لأقسام الولادات

وقال الطبيب المتخصص في الولادة والأمراض النسائية بيار النخل في حديث خاص لموقع ‏سكاي نيوز عربية: "ما يجري في لبنان من تراجع في نسبة الولادات ناجم عن إحجام الشباب ‏والفتيات عن الزواج وتشكيل عائلة بسبب الوضع الاقتصادي‎".‎

أضاف: "من الناحية الطبية ينعكس تراجع مستوى الولادات على مدى جهوزية الطواقم الطبية، ‏ما دفع العديد من المستشفيات إلى إغلاق أقسام الولادة فيها‎ ".‎

وتابع النخل: "من هنا لا بد من الانتباه، إذا طالت الأزمة في لبنان يخشى من تغييرات ‏ديموغرافية تشهدها المدن بشكل خاص وبعض المجتمعات المحددة حيث تقل نسبة الولادات فيها ‏كما ستتراجع أيضا في المجتمعات الريفية ولكن بمستوى أقل‎."‎

اللبنانيون نحو العقم الطوعي‎!‎

وتابع الطبيب: "الكلام عن تحويل البلاد إلى "العقم الطوعي" كما أشيع منذ فترة هو مصطلح غير ‏دقيق وليست هناك إحصاءات دقيقة عن تراجع نسبة الولادات حتى حينه، إنما هناك ما نسميه ‏‏"التخطيط للإنجاب"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التراجع في نسبة الولادات ظاهرة عالمية، ومنها ‏ما هو متوقع وما هو غير متوقع، والأخير خاضع للتغييرات الاجتماعية والعامل الاقتصادي ‏حالياً له الأولوية، وهو المسؤول عن تأخير سن الزواج عند الجنسين بسب الأعباء الاقتصادية ‏الملقاة على عاتق أي شخصين مقبلين على الزواج خصوصا في لبنان‎".‎

وأشار الى أن "الأمر مهم لجهة المرأة التي تغير موقعها الاجتماعي حالياً إذ ارتفع مستواها ‏التعليمي، ما يؤخر سن الزواج أكثر، ويقلل من نسبة الولادات ويزيد من حالات العقم نتيجة ‏الإصابة ببعض الأمراض مع تقدم العمر لدى الجنسين وبالتالي تؤثر على الخصوبة"‏‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 تشرين الأول 2021 09:01