كتب كمال دمج في موقع "لبنان الكبير":
برد فعلٍ مُحقّ على الحقد والشراسة التي ينتهجها حزب إيران، المستولي بالقوة والبلطجة على القرار والسيادة اللبنانية، تجاه الأخوة العرب، وضعت المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي حداً للعلاقات الخليجية اللبنانية بـ "نقطة ديبلوماسية على السطر"، بعدما جاء تصريح الوزير قرداحي ليقطع الصبر تجاه الساعين ليلَ نهارَ لضرب أمنها واستقرارها تنفيذاً للسياسة الإيرانية البغيضة في المنطقة.
إنّ تدهور العلاقات اللبنانية الخليجية إلى هذا الحد لم يكن وليد لحظة أو بسبب حماقة كما يُصوَّر الأمر، بل نتيجة التغلغل الإيراني في الكيان اللبناني شعباً ونهجاً وأرضاً ومؤسّسات، فصادر القرار وأنشأ منصات هجومٍ قَذِرٍ ومنظّم على الكيانات والمصالح العربية الحيوية، إن عبر الشتائم وتجييش الناس ضدّها أو عبر غزو مجتمعاتها بكميات ضخمة من المخدرات المهرّبة عبر الحدود المسيطر عليها (على اعتبار أنّ هذه الأعمال جزء من الجهاد) أو عبر تدريب المقاتلين (حوثيين ولبنانيين) وتصديرهم تحت عنوان "فخر الصناعة اللبنانية"، واضعاً مصلحة لبنان رهينة سياسات إيران العقائدية التوسّعية.
ففي نظرة واقعية لسياسة المملكة تجاه لبنان في ما مضى، يتبيّن أنها الراعي الأول للسلام والاستقرار والإنماء بهدف الحفاظ على وجه لبنان الحضاري عبر العيش المشترك بين أبنائه، فكانت المضيفة لإنجاز اتفاق الطائف الذي بات دستوراً أنهى الحرب الأهلية اللبنانية. لقد كانت دول الخليج السند الأول للشعب اللبناني في جميع الشدائد وعملت على بناء المؤسسات ودعم الاقتصاد وتطوير الخدمات بلا أهداف دفينة ولا مصالح سياسية، بل فقط من باب الأخوّة والعروبة. وحتّى الآن، وعلى الرغم من الشرخ الحاصل، شدَّدت على احتضانها التام للجاليات اللبنانية ومنعت أي تعرض لها، لأنها جزء من النسيج المجتمعي فيها، وعصب أساس في العديد من المجالات.
إنّ قطع العلاقات الديبلوماسية بين دول الخليج ولبنان ليس إلاّ نتيجة للسكوت الحكومي على الإرادة الإيرانية في لبنان، لا بل إنها نتيجة رضوخ شعب ثار على الفساد من غير جرأة على المساس بحامي الفساد بالسلاح غير الشرعي. نعم إنها نتيجة التخاذل وحب الأحادية وضرب كل سعي إلى تكوين جبهة وطنية موحّدة تستفيد من زلات الماضي لمواجهة الاحتلال.
فواقعياً، يشكِّل لبنان نواة الصراع، إذ تستغله الأطراف للسيطرة عليه، ومنه للسيطرة على الوسط دون التفات لمصالح شعب خُلقَ مقهوراً وما زال يتخبط بين أيدي الطغاة.
لذلك، إننا "شباب لبنان الكبير"، ومن منطلق الحلم ببناء وطن واحد لجميع أبنائه ينعم بالاستقرار ويحقق نوعاً من الازدهار ويشكل علامة فارقة في مختلف المجالات، نرى أنه بطبيعة بلادنا لا مجال فيها لتطبيق الحياد عن الصراعات، بل الحل بحسن التأقلم وإدارة الأزمات وفقاً لما تقتضيه مصالح البلاد. وإن كان من أمل أو منطلق للحياد، فبالطبع ليس عن القضايا العربية المحقة ولا عن الأشقاء العرب.
لن يكون لبنان ولاية إيرانية... عرباً كنا وعرباً سنبقى.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.