20 تشرين الثاني 2021 | 09:06

أخبار لبنان

ما هو السيناريو المخرج المطروح "لفكّ أسر" الحكومة؟

كتبت "النهار" تقول: بدا أمس ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بلغ ذروة رهانه ‏على إعادة ضخ الحياة قريبا في مجلس الوزراء المعطّل، ولكن من دون ضمان ‏موافقة “الثنائي الشيعي” على ذلك ربطاً بمطالبته بتنحية المحقق العدلي في ملف ‏انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. ‏

واذ تعمّد ميقاتي إشاعة أجواء علنية متفائلة بانعقاد مجلس الوزراء في وقت قريب، ‏بدا واضحاً ان مناسبة احياء عيد الاستقلال الاثنين، ولو باحتفال مختصر ومحدود ‏في قيادة الجيش في اليرزة وعدم اجراء الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا للسنة ‏الثانية على التوالي، ستشكل الفرصة المتاحة لمحاولة ميقاتي الدفع بقوة نحو تجاوز ‏شروط الثنائي الشيعي المتصلة بتنحية البيطار في مقابل ما يتم تداوله من معطيات ‏عن امكان تنفيذ خطوة تلو خطوة ان في ما يتعلق بالمحقق العدلي، وان في ما ‏يتصل بموضوع اقالة او استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، باعتبار ان الأمرين ‏صارا متلازمين في السعي لاقناع الثنائي “امل” و”حزب الله” بالإفراج عن مجلس ‏الوزراء الرهينة لهذه المعادلة. ومع ان تصريحات ميقاتي عقب زيارته امس مقر ‏الاتحاد العمالي العام، بعدما كان التقى صباحاً رئيس الجمهورية ميشال عون، ‏تركت انطباعات متفائلة وإيجابية لكونه جزم بأنه سيدعو قريباً الى انعقاد مجلس ‏الوزراء، فإن ثمة معطيات لم تحسم بعد بأن الثنائي الشيعي قرر القبول بعودة ‏وزرائه الى مجلس الوزراء، ولو ان هذا الثنائي يبرر للرئيس ميقاتي اندفاعه ‏وتبشيره بعودة مجلس الوزراء، ولكن يبدو ان الامر لم ينضج بعد من جهة انجاز ‏اشتراطات الثنائي او التوصل الى تسوية ما يقبلها، اقله وفق ما تسرب عن أوساطه ‏حتى ساعات مساء امس. ولم يعرف بعد ما اذا كان ميقاتي توصل الى سيناريو ‏تسوية وعرضه على الثنائي ام ان ثمة معطيات أخرى لم تكشف بعد دفعته الى ‏تعميم الأجواء والانطباعات الإيجابية.‏

وتحدثت معلومات عن ان سيناريو المخرج لفك اسر الحكومة، ينطلق من لقاء ‏ثلاثي يجمع الرؤساء عون ونبيه بري وميقاتي عقب العرض العسكري الرمزي ‏الذي سيقام الاثنين بذكرى الاستقلال في اليرزة في حضور الرؤساء الثلاثة يتم ‏خلاله التفاهم في شأن الملف الحكومي الذي يقوم على دعوة يوجهها ميقاتي لمجلس ‏الوزراء الى الاجتماع الاسبوع المقبل وقبل ان يغادر بيروت الى روما منتصف ‏الأسبوع علما انه سيقوم بزيارة للفاتيكان ويلتقي البابا فرنسيس يوم الخميس المقبل، ‏على ان يسافر الرئيس عون نهاية الشهر الى قطر، ما يجعل انعقاد مجلس الوزراء ‏مؤجلاً الى حين. وتشير هذه المعلومات الى مساع مستمرة لجعل جلسة مجلس ‏الوزراء تشهد استقالة الوزير قرداحي بما يفتحُ كوة صغيرة في جدار الازمة مع ‏الدول الخليجية.‏

وكان ميقاتي أعلن انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، وأنه أبلغ رئيس ‏الجمهورية ميشال عون بذلك خلال لقاء جمعهما صباح امس. وقال: “بات هناك ‏اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد ‏جلسة قريباً لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة ‏العامة وإحالتها على مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار ‏الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”. وأوضح أن “لا ‏خيار لنا إلا التوجّه الى صندوق النقد الدولي، وقد تستغرق المفاوضات معه وقتاً ‏اضافياً يتعدّى نهاية العام الحالي، ولكن من خلال صندوق النقد يحظى لبنان بما ‏أسمّيه اشارة معينة لكل الدول بأن لبنان قابل للتعافي ويجب دعمه”. ‏

موعد الانتخابات ؟

وفي غضون ذلك بدا واضحا ان العهد قرر تجاوز مرحلة انتظار ما سيقرره ‏المجلس الدستوري في مراجعة الطعن المقدمة امامه من “تكتل لبنان القوي” في ‏تعديلات قانون الانتخاب وتوجيه رسالة مباشرة وصريحة للجميع بانه لن يسمح ‏بتمرير موعد الانتخابات في 27 آذار المقبل وفق رغبة الاكثرية النيابية. اذ لوحظ ‏ان الحديث الذي ادلى به عون الى جريدة “الاخبار” امس جاء بعد اقل من 48 ‏ساعة من تقديم نواب تياره وتكتله الطعن لدى المجلس الدستوري لتثبيت موقفه ‏المؤيد للطعن علناً ولإعطائه دفعاً سياسياً، كما لإفهام جميع القوى وبما فيها القوى ‏الحليفة له انه لن يتراجع عن رفضه تحديد موعد للانتخابات في 27 آذار تاركا ‏الخيار بين 8 و 15 أيار لاجراء الانتخابات كما حددهما بنفسه.‏

وجاء الرد والتعليق الأول على موقف عون هذا من رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال “على رئيس الجمهورية اتباع الأصول واحترام ‏الدستور ويجب ان تكون الانتخابات في موعدها ولا يمكن الاستمرار في المسيرة ‏التي ترفض اتباع الدستور”. وخلال زيارة قام بها لعائلة القيادي الاشتراكي الراحل ‏شريف فياض رأى جنبلاط “اننا نتجه الى المجهول والازمة ستزيد، انتظرنا سنة ‏لتشكيل الوزارة حين ظهر لنا الثلث المعطل ، واليوم وبدل ان يكونوا ثلثا هناك ‏واحد معطل لكن النتيجة نفسها”.‏

‏ الجميل والمخطط

وفي المواقف السياسية أيضا برزت كلمة القاها الرئيس امين الجميل امس في ‏افتتاح “حديقة بيار” قرب البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي في الذكرى الـ ‏‏15 لاغتيال النائب والوزير السابق الشهيد بيار الجميل وحذر فيها مما يحاك ‏للبنان. وقال في هذا السياق “سقط لبنان النظام المصرفي والنظام المالي، سقطت ‏الليرة. سقط لبنان الاستشفاء، مستشفى العرب. سقط لبنان الثقافة، جامعة العرب. ‏سقط لبنان الديبلوماسي، العلاقات العربية والغربية. سقطت القيم، وكاد أن يسقط ‏القضاء!!! أمّا ما أصاب المؤسسات الدستوريّة والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. ‏إن هذا السقوط لا شك مسندٌ الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت ‏جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة.” ورأى انها ‏‏” بالتأكيد ليست مجردَ صدفة، بل هذا الكمُّ من الأحداث يتوالى وفق مخططٍ جهنمي ‏محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان، هي احداثٌ تسقط على البلد دفعةً واحدة.” ‏ولفت الى ان “هذا الانحدار السريع في لبنان يتزامن مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ ‏تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ ‏لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتَها. خاصةً بغياب المحاور اللبناني ‏الشرعي القادر أن يقولَ لا باسم دولته وشعبه، وأن يجسدَ حلمَ أبنائه بدولة القانون ‏والحرية”. ‏

‏“اللجوء اللبناني”!‏

وسط هذه الأجواء اثار خبر محاولة مجموعة من اللبنانيين اللجوء الى إسبانيا وقعا ‏واسعا اذ اظهر فداحة تداعيات الازمة اللبنانية لجهة تفاقم الهجرة ومن ثم موجات ‏اللجوء. وكان نقل عن السلطات الإسبانية أن مجموعة من 39 لبنانيا كانوا ‏مسافرين بين مصر وأميركا اللاتينية، استغلوا هبوط طائرتهم في برشلونة لطلب ‏اللجوء في إسبانيا. وفور نزولهم من الطائرة بدأوا إجراءات طلب اللجوء واستقروا ‏في منطقة مخصصة لتقديم الخدمات الأساسية في المطار. وحصل ذلك الإثنين 15 ‏تشرين الثاني الحالي. كما ان حدثا مماثلا حصل في مطار بالما دي مايوركا في ‏الخامس من تشرين الثاني الجاري حيث اوقفت شرطة الجزيرة 16 شخصا فروا ‏من طائرة هبطت اضطراريا في مطار المدينة، وكان البحث عن 8 آخرين. ولم ‏يعرف مصير الـ39 شخصا في مطار برشلونة ولا مصير الأشخاص الذين تم ‏توقيفهم في مطار بالما دي مايوركا أو الفارين منهم. وصرحت سفيرة لبنان في ‏إسبانيا هالا كيروز بان السلطات الإسبانية رفضت تزويد السفارة معلومات عنهم ‏باعتبارهم هاربين من بلدهم .‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تشرين الثاني 2021 09:06