20 تشرين الثاني 2021 | 09:51

عرب وعالم

بايدن في مأزق... ويواجه مشكلتين كبيرتين

بايدن في مأزق... ويواجه مشكلتين كبيرتين

يبلغ الرئيس الأميركي، السبت، عامه الـ79، وقبل يوم من عيد ميلاده خضع لأول ‏عملية جراحية في سدة الرئاسة، وما كاد يخرج من المستشفى حتى واجه مشكلتين ‏كبيرتين، إحداهما تخص شعبيته والأخرى تثير انقسامات في المجتمع الأميركي.‏

وكان بايدن خضع، الجمعة، لعملية جراحية قصيرة لتنظير الأمعاء، تطلبت ‏إخضاعه للتخدير الكامل.‏

وفي أثناء تلك العملية التي استمرت نحو 85 دقيقة، نقل بايدن مهامه إلى نائبته ‏كامالا هاريس، التي أصبحت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى سلطات ‏الرئيس.‏

وفور خروجه من مستشفى وولتر ريد قرب واشنطن، أدلى الرئيس الأميركي ‏بتصريحات للصحفيين قال فيها إن نتيجة الفحص الذي أخضع له جيدة جدا، معلنا ‏أنه استأنف مهامه الرئاسية.‏

قضية القاتل

وبدأت المهام بالفعل عندما سئل الرئيس الأميركي عن تبرئة مراهق قتل شخصين ‏في مظاهرة ضد العنصرية، وقال بايدن: "لقد سمعت بالأمر للتو، وأنا لم أشاهد ‏المحكمة"، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.‏

وأضاف بايدن أنه يلتزم بقرار المحكمة تبرئة كايل ريتنهاوس من كل التهم الموجهة ‏إليه، مشددا على أنه يجب احترام قرارات القضاء في الولايات المتحدة.‏

وكانت محكمة أميركية قضت، الجمعة، بتبرئة ريتنهاوس من تهمة قتل شخصين ‏وإصابة ثالث بالرصاص خلال مظاهرة معارضة للعنصرية في مدينة كينوشا ‏بولاية ويسكونسن في أغسطس 2020، واعتبرت هيئة المحلفين أن المراهق كان ‏يدافع عن نفسه.‏

وأصبحت قضية ريتنهاوس (18 عاما) قضية رأي عام أثارت انقسام الأميركيين، ‏بين مطالبين بإدانته عما ارتكبه وآخرين يدافعون عنه.‏

وفي وقت لاحق، أصدر بايدن بيانا قال فيه إن قرار المحكمة "سيجعل الكثير من ‏الأميركيين يشعرون بالغضب والقلق، بمن فيهم هو شخصيا".‏

وجدد بايدن التزامه بالسعي لتوحيد الأميركيين، لأنه يعتقدأن ما يجمع الأميركيين ‏أكثر هو أكثر مما يفرقهما.‏

وقال: "أعلم أننا لن نعالج جروح بلدنا بين عشية وضحاها، لكن التزامي مستمر ‏ببذل كل ما في وسعي لضمان علاج كل أميركي وعلى قدم المساواة".‏

واستباقا لسيناريو الاحتجاجات والمواجهات، دعا الرئيس الأميركي المتظاهرين ‏إلى التظاهر بشكل سلمي والابتعاد عن العنف وتدمير الممتلكات.‏

وفجّر حكم البراءة تظاهرات صاخبة في الولايات المتحدة، وخرج محتجون في ‏ولايتي ويسكونسن ونيويورك، وألقت الشرطة القبض على عدد منهم، وسط ‏ترجيحات بتجدد هذه التظاهرات.‏

وأصبح ريتنهاوس أيقونة لدى قوى اليمين المتشدد في الولايات المتحدة، وتبنت ‏جهات في هذا الاتجاه قضيته.‏

وأظهر استطلاع جديد في الولايات المتحدة أن 76 بالمئة من الديمقراطيين يعتقدون ‏أنه كان ينبغي إدانة ريتنهاوس بارتكاب جرائم قتل، بينما لا يرى ذلك 65 بالمئة ‏من الجمهوريين.‏

وقال ناشط يميني يدعى تشارلي كيرك لموقع "بوليتيكو": "من الواضح أن كايل ‏بريء".‏

وأضاف: "لكن هذه المحاكمة تدور حول أكثر من مجرد كايل (ريتنهاوس). إن ‏الأمر يتعلق بسيادة القانون، إنه يتعلق بالدستور، والتعديل الثاني (حق حيازة ‏الأسلحة)، والحق في الدفاع عن نفسك عندما تهاجمك عصابة عنيفة (يقصد ‏المتظاهرين)".‏

انهيار شعبية بايدن

وبعيدا عن العنصرية والانقسامات المجتمعية، يواجه الرئيس جو بايدن مشكلة ‏كبيرة تتمثل في تهاوي شعبيته.‏

وقالت مجلة "ذا أتلانتك" إن اللغز الأكبر وربما الأكثر أهمية في السياسة الأميركية ‏حاليا هو سبب انهيار شعبية بايدن.‏

وأضافت أن شعبية بايدن كانت معتدلة نسبيا في بداية رئاسته، إذ كان يحصل على ‏تأييد 53 بالمئة من الأميركيين مقابل معارضة 36 بالمئة.‏

وبعد مضي 10 أشهر فقط على رئاسته، تراجعت شعبيته بشكل كبير، إذ أظهر ‏استطلاع أجرته أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وقناة "إيه.بي.سي.نيوز" قبل أيام ‏أن 53 بالمئة من الأميركيين غير راضين عن أداء بايدن.‏

في السياق ذاته، أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية، صدر الجمعة، ‏أن 36 بالمئة من الأميركيين فقط راضون عن أداء رئيسهم.‏

وفي المقابل، يقول 53 بالمئة من الأميركيين إنهم غير راضين عن أداء بايدن.‏

وقالت "ذا أتلانتك" إنه هذه النتائج تنطوي على تداعيات واسعة النطاق، فبايدن ‏يريد تمرير برنامج الإنفاق الاجتماعي الضخم.‏

ولكي يمر القانون في الكونغرس، فهو يحتاج إلى دعم الديمقراطيين جميعهم، لكن ‏البعض ربما لا يصوت مع تمرير البرنامج.‏

وذكرت المجلة: "إذا كان بايدن يحظى بهذه الشعبية المنخفضة في غضون عام، ‏فإن الديمقراطيين في الكونغرس قد يخسرون انتخابات التجديد النصفي (العام ‏المقبل)".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تشرين الثاني 2021 09:51