أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
كلّ دول المنطقة تمضي في أدوارها، وتوضّح حصّصها، وتسير في دروب النّهوض والتنمية، إلا لبنان الذي يقف وحيداً وخائباً في النّظر الى كلّ ما حوله، بعدما فقد كلّ أدواره.
فدورنا المهمّ على مستوى موقعنا الاستراتيجي على البحر المتوسّط فقدناه، منذ ما قبل انفجار مرفأ بيروت، وذلك بفعل الفوضى و"المشبوهات" التي تحكّمت وتتحكّم بلبنان، والتي جعلت منه ممرّاً و"مُستَقَرّاً" لـ "ممنوعات" إقليمية، وسط فساد كبير، وسرقات، وتزوير، وسيطرة حزبية غير شرعيّة
أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار الى أن "الدور الذي كان للبنان في الستينيات وبداية السبعينيات لم يَعُد موجوداً، إن كان على المستوى التربوي أو الصحي ، أو كان ذلك من الناحية الإقتصادية على مستوى دور المرافىء اللبنانية في استقبال الصادرات الى الدول العربية، أو في كل ما يتعلّق بالقطاع المصرفي، كملاذ للكثير من المال العربي".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عَدَم سلوك الطريق المناسب لصيانة ورشة الإعمار والإنماء، التي أطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد انتهاء الحرب الأهلية، عبر عدم تطبيق القوانين والإصلاحات التي كان وراء إقرار قوانينها،مما ساهم بمزيد من فقدان لبنان لأدواره".
وشدّد الحجار على أن "التعثّر اللبناني أكمل أكثر مع "حزب الله" الذي أصرّ هو ورعاته، على الاحتفاظ بسلاحه، بعد تحرير الجنوب في عام 2000، وعلى تحويله من سلاح تحرير الى سلاح يخدم أوامر وتوجيهات المشروع الإيراني في المنطقة العربية، رغم علم الجميع بأن هذا المشروع يريد إحداث الخلافات وإثارة الفِتَن داخل الدول العربية، وتوسيع نفوذه على حساب المصلحة الوطنية والقومية. وهذا ما أدّى الى حالة من الخصومة، أوصلت لبنان الى القطيعة كالتي يعيشها لبنان الرسمي اليوم مع دول الخليج العربي".
وأكد الحجار أن "هذه العوامل مُجتمِعَة أوصلتنا الى ما وصلنا إليه. والمطلوب اليوم البدء بالحدّ الأدنى، أي قيام الحكومة بإعداد خطّتها الإصلاحية، أي خطّة التعافي الإقتصادي، والتفاوُض بشأنها مع "صندوق النّقد الدولي" لنيل موافقته عليها، وبعدها البَدْء بتطبيق الإصلاحات المطلوبها وأولها في قطاع الكهرباء ليتمكّن البلد من الوقوف مجدّداً".
وأضاف: "عودة لبنان الى أدواره السابقة لن نراها في أيامنا. فهي تحتاج الى وقت طويل، وربما يكون من الضروري إيجاد دور جديد للبنان، بعدما تطوّرت كل الدول المحيطة بنا بشكل مُتسارِع وكبير".
وختم: "ما كنّا نبيعه في السابق، ما عاد بإمكاننا بيعه اليوم، لا على الصّعيد الجامعي، ولا الطبّي. فما عاد لبنان جامعة العرب، ولا مستشفى العرب، ولا قُبلَة سياحية لهم. فضلاً عن أن استعادة الثقة بلبنان ليست سهلة بلا خطة التعافي الضرورية، وقبول "حزب الله" بالإجماع اللبناني الذي يطالبه أن يوقف تدخله في الخارج وأن يضع سلاحه بتصرُّف الدولة اللبنانية وتسليمه بأن يكون لها وحدها قرار الحرب والسلم، تمهيداً لوضع أُسُس الخروج من أزمتنا".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.