25 تشرين الثاني 2021 | 07:40

أخبار لبنان

قفزات الدولار: انعدام الضوابط ينذر بالتفلّت

كتبت صحيفة "النهار" تقول: برقم قياسي جديد تجاوز سقف الـ 24 ألف ليرة منذراً ‏بتصاعد الإنعكاسات الكارثية على المواطنين، لم يترك تحليق سعر الدولار ‏الأميركي في السوق السوداء أي هامش ليوميات سياسية جوفاء تملأ معها أخبار ‏التحركات واللقاءات، كما المواقف، أسماع الناس، فيما تنكشف باطراد معالم العجز ‏الفاضح عن نفخ الروح في الحكومة ومجلس الوزراء. ولعلّ المفارقة اللافتة التي ‏تسجّل في سياق رصد الارتفاع الكارثي لسعر الدولار، وما ينشأ عن ذلك من ‏تداعيات موجعة وثقيلة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، انه على غرار ‏انفجار أزمات أخرى ومن أبرزها ازمة القطيعة بين لبنان ومعظم الدول الخليجية، ‏لا يجد حداً أدنى من إمكانات اللجم والتبريد والاحتواء، فيما المزيدات الكلامية ‏للمسؤولين وفي ما بينهم، تشتدّ وتتّسع من دون أي افق ملموس لحلول ترتقي إلى ‏مستوى الكارثة المالية والاقتصادية والاجتماعية. ولم يكن مشهد الاجتماع الذي عقد ‏في قصر بعبدا أمس، في صدد التدقيق الجنائي، سوى عيّنة ناطقة عن دولة مفكّكة ‏اذ ان أمراً بهذه الأهمية "يقتطعه" رئيس الجمهورية ويرأس من اجله الاجتماعات ‏فيما رئيس الحكومة موجود في السرايا لا يشارك في مداولات هذا الاجتماع كأنه ‏خارج صلاحياته!‏

وتخشى أوساط عدة سياسية واقتصادية على السواء ان تتفاقم الازمات الاقتصادية ‏والمالية على نحو بالغ القسوة في المرحلة الطالعة لا سيما لجهة تفلّت سعر الدولار ‏ان تمادت الازمة السياسية التي تعطل جلسات مجلس الوزراء وتحول دون تحمله ‏للمسؤولية الفاصلة في لجم مزيد من اندفاعات الإنهيار. بل ان الخشية تزداد، وفق ‏هذه الأوساط، مع الخوف الموضوعي من تفش جديد لجائحة كورونا عند مشارف ‏الأعياد قد يكون من شأنه ان يحدث إرباكات كبيرة جداً في القطاع الصحي الذي ‏باتت معاناته أكبر بكثير من أي قدرة على تقليصها وفق الإمكانات القائمة حالياً، ‏وما لم تسرّع المعالجات في انهاء ظاهرة شل الحكومة ومجلس الوزراء، فان ‏استجرار الدعم والمعونات الدولية للقطاعات الأشدّ حاجة إلى الدعم سيغدو أشد ‏صعوبة من السابق.‏

ولعلّ الموقف الجديد الذي أطلقه وزير الثقافة محمد وسام مرتضى أمس عكس التشدد ‏المستمر في موقف الثنائي الشيعي من الازمة الحكومية، علما ان مرتضى كان اثار ‏في الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الوزراء ازمة مع رئيس الجمهورية بسبب ‏الطريقة التي خاطبه فيها. وأمس وزع تصريح لمرتضى قال فيه، أن "هناك من ‏عمل وما زال يعمل على تحويل كارثة انفجار المرفأ، التي تعد من أكبر الكوارث ‏التي حلت بلبنان، إلى أداة لاستثارة الغرائزية الطائفية خدمة لأهداف خاصة، وإلى ‏وسيلة لوأد الوحدة الوطنية والتشويش على مكامن قوتنا خدمة لمشاريع خارجية. ‏فأصر من الأساس على ألا يتولى التحقيق في قضية انفجار المرفأ الا قاضٍ من ‏الطائفة المسيحية، وألا يتولى النظر في المراجعات القضائية المقدمة الا قضاة من ‏الطائفة عينها، فشطر "العدلية" وما برح يحاول شطر البلد طائفيا، إذ أسهم مع ‏مروحة عريضة من شركائه، بتحريض من مشغليهم، في إيهام الرأي العام أن هذه ‏الكارثة حلت بالمسيحيين من دون المسلمين كما أسهم وإياهم، وهذا الأخطر، أنها ‏حلت بفعل المسلمين ومن هم على حلف معهم ومن يدور في فلكهم من غير ‏المسلمين، ولكننا نبشّره بأن مساعيه هو وشركاؤه ومشغلوه وحاضنوه، محليون ‏ودوليون، سوف تبوء بالفشل، وأنه وإياهم سوف ينكفىء مولياً الأدبار جاراً أذيال ‏الخيبة".‏

ميقاتي في الفاتيكان

في أي حال، فإن هذه الأوضاع الكارثية ستكون بطبيعة الحال في صلب اللقاءات ‏التي سيجريها اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الفاتيكان حيث سيستقبله قبل ‏الظهر البابا فرنسيس. كما ان اوساطاً مطلعة أوضحت ان الوجهة الخارجية التالية ‏لميقاتي ستكون مصر وتركيا، تلبية لدعوة تلقاها من وزير الخارجية مولود جاويش ‏اوغلو حينما زار لبنان الثلثاء الماضي، واخرى وجهها اليه المسؤولون المصريون. ‏وتقول هذه الاوساط ان ميقاتي سيزور مصر للتشاور في ازمة لبنان مع دول ‏الخليج والدور الذي يمكن مصر او الجامعة العربية ان تلعبه بعدما ابدى امينها العام ‏احمد ابو الغيط استعداده للمهمة شرط ان يبادر لبنان إلى خطوة تعكس حسن النية ‏ورغبة في التجاوب مع المطالب، لذلك سيبحث موضوع استقالة وزير الاعلام ‏جورج قرداحي كخطوة في مسار معالجة الازمة، بعد ان يطلع ميقاتي من الرئيس ‏ميشال عون على موقف قطر ابان زيارته اليها في29 الجاري كونها تبرعت ‏بالوساطة للمعالجة. فاذا كان الجواب ايجابياً يقدم قرداحي استقالته ويوضع الحل ‏على السكة، اما اذا جاء سلبياً وتبين ان الاستقالة لا تجدي نفعاً، آنذاك يعاد درس ‏الوضع وتقييمه في ضوء نتائج المحادثات التي يكون قد عاد بها الرئيس عون من ‏قطر.‏

عون والتدقيق

وسط هذه المناخات صنف رئيس الجمهورية ميشال عون الأزمات "منها ما هو ‏مصطنع من حيث الصراع السياسي على الأرض، الذي كان يمكن تفاديه وسمح ‏بتدخل دولي في الشؤون اللبنانية، ومنها ما هو طبيعي". وشدّد على انه "كان ‏مصراً منذ البداية على وجوب قيام تدقيق مالي جنائي لانه سيكون بداية جديدة، ‏سيكشف المتسببين عن هدر الأموال، وهذا واجبي وكلفني الكثير من الوقت والجهد ‏وكان هناك الكثير من المقاومة ومن يعمل على وضع العراقيل". وتحدث خلال ‏استقباله في قصر بعبدا وفد جمعية اندية الليونز الدولية المنطقة 351 لبنان الأردن ‏فلسطين، عما وصفه بـ "الحملات المنظمة القائمة على الأكاذيب وتحوير الحقائق ‏والتي تهدف إلى اغتيال سياسي" مشدداً على انه "عازم على محاولة احداث ‏التغييرات اللازمة مهما كانت التحديات، وعلى ان التحقيق الجنائي المالي هو بادرة ‏هذا التغيير المنشود، خصوصاً لناحية مراقبة المسؤولين عن الأموال العامة في ‏مختلف المؤسسات الرسمية".‏

ورأس عون أمس اجتماعاً حضره وزير المال يوسف الخليل، حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة والوزير السابق سليم جريصاتي خصص لعرض الأوضاع المالية ‏في البلاد والصعوبات التي تواجه مؤسسة "ألفاريز أند مارسال" في عملية التدقيق ‏المحاسبي الجنائي في حاكمية مصرف لبنان. وأصرّ عون خلال الاجتماع، على ‏‏"بدء مهام التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان من قبل شركة ‏‏"ألفاريز أند مارسال"، وتنفيذ العقد بينها وبين الدولة اللبنانية ممثلة بوزير المال، ما ‏يقتضي معه توفير "الداتا" والمستندات المطلوبة من الشركة بشكل كامل، كي تباشر ‏مهماتها وتصدر التقرير الأوّلي نهاية 12 أسبوعاً كحدّ أقصى وفق منطوق العقد". ‏وأدلى كل من الوزير الخليل والحاكم سلامة بأنهما يُجريان "ما يلزم وبالسرعة ‏الممكنة لهذه الغاية". ولفت رئيس الجمهورية المجتمعين إلى أن "تداعيات عدم ‏إجراء التدقيق سلبية على جميع الصعد، خصوصاً أن القانون ينص على انسحاب ‏التدقيق المالي على إدارات الدولة ومؤسساتها كافة".‏

أوستراليا تصنف الحزب

في غضون ذلك وفيما أعلن ان الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله ‏سيطل مجدداً عبر محطة "المنار" الجمعة، كانت السلطات الأوسترالية تبادر إلى ‏تصنيف "حزب الله" بأسره كـ"منظمة إرهابية". وقالت وزيرة الداخلية كارين ‏أندروز، إن التنظيم المسلح المدعوم من إيران "يواصل التهديد بشن هجمات ‏إرهابية وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية" ويشكل تهديداً "حقيقياً" و"موثوقاً به" ‏لأوستراليا. وبموجب القرار، بات محظوراً في أوستراليا، حيث تعيش جالية لبنانية ‏كبيرة، الانتماء إلى "حزب الله" أو تمويله.‏

ورد "حزب الله" ببيان دان فيه "بشدة القرار واعتبره انصياعاً ذليلاً ‏للإملاءات ‏الاميركية والصهيونية وانخراطاً أعمى في خدمة المصالح الإسرائيلية ‏وسياستها القائمة على ‏الإرهاب والقتل والمجازر". وأضاف: "أن هذا القرار وما ‏سبقه من قرارات مماثلة والتي أقدمت عليها بعض دول الغرب المنحازة ضد شعوب ‏هذه المنطقة ‏وقضاياها العادلة وحقها بالتحرر والاستقلال لن يؤثر على معنويات ‏شعبنا الوفي في لبنان ولا على ‏معنويات الاحرار والشرفاء في العالم بأسره ولا ‏على موقف حزب الله وحقه الطبيعي بالمقاومة ‏والدفاع عن بلده وشعبه ودعم ‏حركات المقاومة ضد الاحتلال والعدوان الصهيوني".‏



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 تشرين الثاني 2021 07:40