29 تشرين الثاني 2021 | 13:18

أخبار لبنان

تكريماً لنضاله من أجل القضية الفلسطينية: جائزة "لا ننسى صبرا وشاتيلا" لكامل مهنا

عمر يحي


شكلّت المجزرة المروعة في صبرا وشاتيلا عام 1982 حافزاً للرأي العام العالمي والأوروبي ‏خصوصاً للالتفات إلى قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته سواء داخل الأراضي المحتلة أو في ‏بلاد اللجوء المجاورة. ‏

وفيما كان فريق عامل من أوائل المسعفين الذين تولوا إغاثة ضحايا المجزرة في ذاك اليوم ‏المشؤوم من أيلول، عُرف عن قائد المؤسسة كامل مهنا تضحياته وكفاحه من أجل القضية ‏الفلسطينية بلا هوادة، فكان آخر الناجين من مجزرة تل الزعتر، وفي طليعة مطلقي العمل ‏الإنساني من قلب المخيمات الفلسطينية وكل المناطق المهمشة في لبنان.‏

وعلى إثر هذا الدور التاريخي، جاء قرار لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" الإيطالية بمنح ‏جائزة المنظمة هذا العام للدكتور كامل مهنا تكريماً لنضالاته المستمرة من أجل العدالة لضحايا ‏مجزرة صبرا وشاتيلا ولكل أبناء الشعب الفلسطيني، خلال حفل يقام في الـ27 من تشرين ‏الثاني/نوفمبر 2021 في العاصمة الإيطالية روما.‏

تضاف هذه الجائزة إلى عدد من التكريمات والترشيحات في رصيد د. مهنا والذي كان آخرها ‏ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2021، وذلك على خلفية الدور الإنساني الذي قام به في ‏تنمية القيادات المجتمعية، وترجمة مبادئ العمل الإنساني طيلة الأعوام الـ50 المنصرمة، سواء ‏على صعيد تجربته الخاصة أو من خلال برامج مؤسسة عامل وتضامنها مع الإنسان المهمش ‏من دون أي تمييز، إلى جانب مساهمته الكبيرة في بناء الجسور بين البيئات المحلية وتعزيز السلم ‏الأهلي مع الاستجابة للأزمة الإنسانية الكبرى، على مدى العقود الخمسة الماضية، في لبنان ‏والمنطقة وخارجها. ‏

إن لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" التضامنية أسسها الصحافي والناشط الإيطالي ستيفانو ‏تشياريني، وهي منظمة تضم ناشطين عالميين مناصرين للقضية الفلسطينية، صحافيين ونقابيين ‏وأكاديميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان، حيث تنظم في كل عام زيارة ميدانية إلى لبنان ‏برفقة حوالي 70 ناشطة وناشطاً لإحياء ذكرى المذبحة. وينظم خلال زيارتهم إلى لبنان جولات ‏ولقاءات يتعرفون خلالها على حياة الفلسطينيين في المخيمات ومعاناتهم، كما يجولون على ‏مراكز لمؤسسة عامل الدولية وعلى مخيمات للاجئين السوريين في جنوب لبنان. ‏



مهنا عقّب على فوزه بالجائزة شاكراً لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا على التزامها بالقضية ‏وسعيها الى حشد الدعم الاوروبي للقضية الفلسطينية، معتبراً أن كل تقدير للجهود الإنسانية على ‏الصعيدين المحلي والدولي، يعزز إيمان العاملين في الشأن الإنساني على مواصلة العمل وعدم ‏الرضوخ للصعوبات، ويؤكد أن تحقيق العدالة للقضايا الإنسانية أمر ممكن وضروري، ودعا إلى ‏استمرار الكفاح من أجل القضية الفلسطينية لادراجها ضمن القضايا الإنسانية المحقة وليس ‏السياسية فقط، فالقضية الفلسطينية هي أهم وأعدل قضية بالتاريخ الحديث، وإن أي عمل إنساني ‏لا تكون فلسطين من أولوياته لا يكون عملاً إنسانياً، وهو ما عملت من أجله مؤسسة عامل خلال ‏العقود الماضية، أن يكون العمل الإنساني ملتزماً ونضالياً ومناصراً للفئات المهمشة والضعيفة ‏في كل مكان بالعالم. ‏

كما أكد أن مؤسسة عامل لا تكتفي بالتضامن المعنوي مع القضية الفلسطينية بل تعمل على دعم ‏مستدام وفعّال، اذ ساهمت مؤخراً في مبادرة على مستوى لبنان جمع من خلالها أكثر من 100 ‏ألف كتاب ليتم ايصالها إلى قطاع غزة، الذي شهد عدواناً في العام الحالي استهدف الحجر والبشر ‏والثقافة وتدمير العديد من المكتبات، وذلك بالتزامن مع سعي عامل لجمع معدات وأدوية طبية ‏وارسالها بطائرة خاصة إلى القطاع، الأمر الذي لم يكتمل بسبب الانهيار الاقتصادي والصحي ‏الذي يعاني منه لبنان.‏

من الجدير ذكره، أن مؤسسة عامل وبالتعاون مع مؤسسة بيت أطفال الصمود ممثلة بقاسم عينا ‏ولجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" تحضّران لاطلاق مركز توثيق ومناصرة يضم متحف ‏إنساني وقسم تمكين مهني لعائلات شهداء وناجين مجزرة صبرا وشاتيلا، ضمن مركز مؤسسة ‏عامل لبناء القدرات في حارة حريك، وذلك بهدف حشد الوعي والدعم المحلي والدولي اتجاه ‏القضية الفلسطينية.‏



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 تشرين الثاني 2021 13:18