1 كانون الأول 2021 | 08:28

أخبار لبنان

إستعصاء جهود حمل "الثنائي الشيعي" على إنهاء تعطيل الحكومة

كتبت صحيفة "النهار" تقول: ‏‎وسط تفاقم الشلل الذي يطبع الواقع الحكومي ‏والرسمي، ولو سعى رئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي الى ملء الفراغ القسري المفتعل ‏والمتمادي في العمل الحكومي عبر اجتماعات ‏اللجان الوزارية، تبرز مجدداً معادلة ‏الرهانات على أدوار دولية او خارجية لكسر الازمة بما ‏يعكس إستعصاء الجهود ‏الآيلة الى حمل الثنائي الشيعي على إنهاء تعطيله لجلسات مجلس ‏الوزراء. ‏

وفيما يبدو واضحاً ان حظوظ توسيط رئيس الجمهورية ميشال عون لقطر ‏في ‏السعي لدى الدول الخليجية الأخرى لـ"تطرية" مواقفها من السلطة اللبنانية، لن ‏تكون أفضل ‏من مساع سابقة لدى دول عدة إقليمية وعربية وغربية، برزت مجدداً ‏عودة الأوساط ‏الحكومية والرسمية الى الرهان على صاحب المبادرة الأم في ‏الوضع اللبناني أي الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال الجولة التي سيقوم ‏بها في الأيام القليلة المقبلة على ‏عدد من الدول الخليجية، علّه يحمل الملف اللبناني ‏معه ويجدّد مساعيه لحلّ الازمة ‏الديبلوماسية الخطيرة بين لبنان والمملكة العربية ‏السعودية ودول خليجية أخرى. ‏

ومع ان ‏المعطيات الديبلوماسية الدقيقة تؤكد ان الرئيس ماكرون خصص حيزاً من ‏المحادثات التي ‏سيجريها في جولته للملف اللبناني، فإن اوساطاً لبنانية معنية تبدي ‏حذراً شديداً في الرهان ‏والتعويل على التحرك الفرنسي الجديد نظراً الى عقم ‏التجارب التي جعلت أصدقاء لبنان من ‏الدول الغربية وفي مقدمها فرنسا والدول ‏العربية تعرض عن تعليق الآمال على استجابة ‏لبنان للموجبات البديهية التي ‏يستلزمها دعمه ومساعدته، ولو ان فرنسا تحديداً ستبقى ‏تحاول ولن تيأس من ‏المحاولات ولو باتت مقتنعة بعجز المسؤولين عن مواجهة "حزب الله " ‏وأجندته ‏الإقليمية في التلاعب بواقع لبنان الكارثي‎.‎

وسيتوجه الرئيس ماكرون في 3 و4 كانون الاول الى الخليج العربي في جولة ‏تشمل ‏الامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية، وسيجري محادثات تباعاً مع ‏ولي عهد ابو ظبي ‏الشيخ محمد بن زايد، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، ‏وولي العهد السعودي الامير ‏محمد بن سلمان‎.‎

‎ ‎وبالنسبة الى الملف اللبناني نقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن ‏مصادر ‏الاليزيه ان "الرئيس ماكرون سيحمل هذا الملف الى الدول الخليجية ‏وسيدعو هذه الدول ‏كما فعل سابقاً الى تعزيز التنسيق في ما بينها وفرنسا لدعم ‏الشعب اللبناني الذي يعاني ‏من الانهيار في بلده". واضافت "سيعمل الرئيس ‏ماكرون مع قادة الامارات وقطر ‏والسعودية لدعم لبنان وسيتناول العلاقات ‏الديبلوماسية التي تربط هذه الدول مع لبنان ‏وسيطالب بتعزيزها بعد الازمة التي ‏ادت الى مقاطعة هذه الدول للبنان" بعد تصريح وزير ‏الاعلام اللبناني جورج ‏قرداحي‎.‎‎

اما بالنسبة الى القمة الدولية المطروحة من اجل مساعدة لبنان على تخطي ازماته، ‏فقالت ‏هذه المصادر "ان الرئيس الفرنسي جاهز للاستجابة للحالات الطارئة ‏الانسانية والسياسية ‏ولكنه يعتبر ان المشكلة الحقيقية في لبنان هي مشكلة بنيوية. ‏وتجب معالجتها من هذه ‏الزاوية". واضافت "الأمر الطارئ ما زال الاستجابة ‏والتعامل مع الازمة اللبنانية بكل جوانبها ‏السياسية والانسانية والاجتماعية‎".‎

‎وفي هذا السياق أكد أمس المستشار الديبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور ‏قرقاش، أن ‏الإمارات لن تحظر دخول اللبنانيين إليها، في ضوء الأزمة الخليجية ‏مع بيروت، بسبب ‏تصريحات أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي‎.‎

وقال المسؤول الإماراتي إن بلاده ستواصل دعمها الإنساني للبنان، وإنها لا ترغب ‏أن يعاني ‏الشعب اللبناني جراء الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلادهم‎.‎

‎ 

‎‎الأمم المتحدة والجيش‎

وفي غضون ذلك، برزت مؤشرات متزايدة على القلق الدولي على الوضع في ‏لبنان ‏وانعكاسات أزمته على الجيش، عكسها إعراب الأمين العام للأمم المتحدة ‏أنطونيو ‏غوتيريس، عن مخاوفه من استمرار التدهور الاجتماعي والاقتصادي، ‏وعدم قدرة مؤسسات ‏الدولة اللبنانية على تقديم الخدمات الأساسية، مما يقوّض تنفيذ ‏القرار 1701. ولفت، في ‏تقرير، إلى أن "تقلّص قدرة القوات المسلحة اللبنانية على ‏مواصلة عملياتها في منطقة ‏عمليات اليونيفيل، هو مصدر قلق، وفي هذا السياق، ‏يكتسي دعم المؤسسات الأمنية، ولا ‏سيما القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها القوة ‏المسلحة الشرعيّة الوحيدة في لبنان، أهمية ‏قصوى‎".‎

والجدير بالذكر أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، الى ‏جانب ‏رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا والمنسّقة ‏الخاصة للأمم ‏المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، قدموا قبل يومين إحاطة لمجلس ‏الأمن حول أنشطة ‏اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق، ومنع ‏انتهاكات القرار 1701 ودعم ‏القوات المسلحة اللبنانية في ممارسة سلطتها في ‏جنوب لبنان‎.‎

وفي وقت آخر، سلّمت "اليونيفيل" أول شحنة شهرية من الوقود للقوات المسلحة ‏اللبنانية، ‏وذلك في حفل أقيم في المقرّ العام لبعثة الأمم المتحدة في الناقورة، ويعتبر ‏التبرّع بـ ‏‏35,000 ليتر من الوقود هو الأول من ست شحنات شهرية. ويأتي ذلك ‏بعد طلب من ‏مجلس الأمن الدولي في آب الماضي لاتخاذ "إجراءات مؤقتة ‏وخاصة" لدعم القوات ‏المسلحة اللبنانية بمواد مثل الغذاء والوقود والأدوية، ‏بالإضافة إلى دعم لوجيستي آخر ‏لمدة ستة أشهر، وعليه، فقد بدأت البعثة في تقديم ‏الدعم، بما في ذلك تقديم 500 ‏كيلوغرام من المواد الطبيّة والصحيّة في 28 تشرين ‏الأول. وفي وقت لاحق من هذا ‏الأسبوع، ستتبرع بعثة الأمم المتحدة أيضاً بمواد ‏غذائية للقوات المسلحة اللبنانية، والتي ‏ستشمل تقديم وجبة طعام واحدة يومياً لـ ‏‏27,000 فرد لمدة شهر‎.

‎‎جنبلاط‎

على صعيد الازمة الحكومية لم يبرز أي جديد فيما عاد رئيس الجمهورية ليلا من ‏قطر‎.‎‎

وتناول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط خلال تكريمه امس ‏السفيرة ‏الفرنسية ان غريو الملف الداخلي والانتخابي فقال "بالنسبة للطعن في ‏الانتخابات، فقد ‏يلغى تصويت المغتربين، وهذا اذا ما حصل والذهاب إلى انتخاب ‏‏6 نواب في الخارج ‏فلست أعلم كيف ستوزع القارات على هؤلاء سيكون في الامر ‏طعن أيضا للعملية ‏الديموقراطية. لكن هذا لا يلغي أن تجتمع الحكومة مجدداً. وهذه ‏الحكومة ولدت بعد جهد ‏كبير وبمساعدة كبيرة جداً من فرنسا ثم توقفت الان عند ‏عتبة التحقيق وتجمّدت هناك. اما ‏في مسألة التحقيق في إنفجار المرفأ، فلست مع ‏رفض التحقيق لتسيير عمل الحكومة، بل ‏مع اجتماع الحكومة كي تستطيع أن تقوم ‏في ما تستطيعه من خلال المحادثات مع البنك ‏الدولي ومع المؤسسات الدولية من ‏فرنسا وغيرها، من أجل وقف الإنهيار الذي نشهده كل ‏يوم‎"‎‏.‏

‎ ‎جعجع

بدوره أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "حزب الله" وحلفاءه ‏يعملون على ‏تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة خشية خسارة الانتخابات، محذراً ‏من أن هذه الخطوة ‏ستقود لبنان إلى مزيد من "الموت البطيء". وفي مقابلة مع ‏‏"رويترز" لفت جعجع إلى أن ‏‏"حزب الله" وحليفه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه ‏الرئيس ميشال عون سيعملان على ‏تأجيل الانتخابات أو تعطيلها "لأنهم شبه ‏متأكدين أنهم سيخسرون الأكثرية النيابية التي ‏بحوزتهم". وقال: "الوضع الحالي ‏كما تسير الأمور.. مؤسسات الدولة وبالتالي الدولة إلى ‏تحلل يوما بعد يوم". وتابع: ‏‏"الاستمرار بالوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وهذا هو ‏الموت الذي من ‏الممكن أن نصل إليه… من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جدا ‏وهي ‏عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أي وقت آخر". وقال إن الانتخابات "بالدرجة ‏الأولى ‏ستكون لصالح القوات اللبنانية وبالدرجة الثانية ستكون لصالح مستقلين ‏عندهم السياسة ‏نفسها. وبالتالي على الجهتين نحن رابحين". ومضى قائلا "أشك أن ‏يخسر حزب الله كثيرا في ‏بيئته ولكن خسارته ستكون بالبيئات الأخرى"‏‎.‎‎

ولم يستبعد جعجع تحالفات مماثلة لانتخابات 2018 التي خاضها مع تيار المستقبل ‏بزعامة ‏الرئيس سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط‎.‎


النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 كانون الأول 2021 08:28