18 كانون الأول 2021 | 08:09

أخبار لبنان

بين قلق أممي واميركي… ميقاتي يطمئن

بين قلق أممي واميركي… ميقاتي يطمئن

كتبت "النهار" تقول: يبدو ان الأزمات السياسية والمالية والاجتماعية قد تتراجع في ‏الأسبوع الفاصل عن عيد الميلاد، ومن ثم في الأسبوعين الأخيرين من السنة الحالية، ‏في سلم الأولويات قسراً، أمام الخوف المتعاظم من اجتياح المتحور الجديد لكورونا ‏‏“اوميكرون” لبنان، الى جانب “دلتا” في البلد الذي كان درة البلدان العربية في ‏قطاعه الصحي المتفوق، فاذا به اليوم يرتجف خيفة من تكرار فاجعة الأعياد في العام ‏الماضي مع الواقع الدراماتيكي الذي بات يعاني منه القطاع الاستشفائي والصحي. ‏وإذ برزت الصدمة الأولية مع تقدم لبنان قائمة الدول العربية قاطبة بمستوى انتشار ‏المتحور الجديد كما بارتفاع كبير في منسوب عدد الإصابات اليومي بالوباء، فان ‏المخاوف بدأت تتركز على احتمال تطور الأمور الى حدود العودة الى اقفال لم يعد ‏يحتمله اللبنانيون في أي شكل وتحت أي ظروف قاهرة في ظل الانهيار والتأزم الذي ‏يحكم واقع البلاد‎.‎

غير ان تقدم الهاجس الصحي لم يحجب تداعيات استمرار التأزم السياسي الذي ‏يحاصر الحكومة ويشل مجلس الوزراء، فيما بات مستبعداً تماماً نشوء أي تطور ‏ايجابي من شأنه انهاء الازمة الحكومية قبل السنة الجديدة. ولذا لم يكن مستغربا ان ‏تستحضر في الساعات الأخيرة مسألة “الطمأنة” الى قرار دولي بالحفاظ على ‏الاستقرار في لبنان التي تحدث عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كوصفة للقلق ‏المتصاعد حيال شلّ حكومته على ايدي شركاء أساسيين فيها بعد تساقط كل المساعي ‏والجهود والوساطات لحمل الفريق المقاطع لمجلس الوزراء على انهاء هذه الازمة. ‏ولم يكن استحضار رئيس الحكومة للمناخ الدولي بعيدا من الاستعدادات للزيارة التي ‏سيقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للبنان اعتبارا من بعد ظهر ‏غد وحتى يوم الأربعاء المقبل في توقيت بالغ الدقة والتعقيدات بحيث يعوّل على هذه ‏الزيارة لأرفع مسؤول اممي في الدفع دوليا وإقليميا نحو “منح” لبنان فترة سماح ‏كافية لمنع انزلاقه نحو ما يخشاه كثر خارجيا وداخليا أي الانهيار الكبير ما لم ‏تتضافر إرادات الدعم والمساعدة للبنان إقليميا ودوليا بالإضافة الى تحمل سلطاته ‏مسؤلياتها الحاسمة في منع الانهيار‎.‎

رسالة غوتيريس

لذلك اكتسبت رسالة وجّهها غوتيريس امس عبر الفيديو الى الشعب اللبناني، عشية ‏زيارته المرتقبة للبنان أهمية ودلالات من خلال حرصه على التوجه مباشرة الى ‏الشعب اللبناني علما ان برنامج زيارته يلحظ لقاءات مع ممثلين لجماعات من ‏المجتمع المدني كما مع فئات عدة تضررت في انفجارمرفأ بيروت‎.‎

وقال غوتيريس في رسالته : “يساورني بالغ القلق إزاء المحن التي تواجهونها اليوم. ‏فقد أزهق انفجار ميناء بيروت المروع في العام الماضي أرواحا عزيزة، إذ راح ‏ضحيته أكثر من 200 شخص ينتمون إلى أكثر من 12 بلدا – هم آباء وأمهات وبنات ‏وأبناء وأصدقاء وزملاء… والأمم المتحدة تشاطركم حزنكم. حيث سقط ضحية ‏الانفجار طفلان لموظفين في الأمم المتحدة كانا من بين أصغر الضحايا سنا. كما ‏أسفر الانفجار عن إصابة حوالى سبعة آلاف شخص، كثير منهم أصيبوا بعجز دائم، ‏وعن تدمير آلاف البيوت. وأنا أعلم أن الشعب اللبناني يريد إجابات عن تساؤلاته، ‏وأسمع مطالبكم بإجلاء الحقيقة وإحقاق العدالة‎”.‎

وأضاف: “تزيد الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة حدة معاناتكم. ‏وتتفاقم هذه المعاناة من جراء جائحة كوفيد-19. وسأحل بلبنان في هذا السياق حاملا ‏رسالة واحدة بسيطة، وهي أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعب لبنان. فأسرة الأمم ‏المتحدة قاطبة، من أفرقة سياسية وأفراد لحفظ السلام وعاملين في مجالي المساعدة ‏الإنسانية والتنمية، تركيزها منصب على دعم لبنان وشعبه. وسألتقي، خلال زيارتي، ‏بشخصيات مختلفة من القادة والشخصيات اللبنانية لمناقشة أفضل السبل لكي نقدم لكم ‏الدعم من أجل التغلب على الأزمة وتعزيز السلام والاستقرار والعدالة والتنمية ‏وحقوق الإنسان. وآمل أن تتاح لي الفرصة للحديث مع الشعب اللبناني من جميع ‏الخلفيات والمجتمعات الأهلية وللاستماع إليه‎”.‎

ولفت الى ان “إيجاد الحلول الدائمة لا يمكن أن يأتي إلا من قلب لبنان. لذا من ‏الضروري أن يضع القادة الشعب محط اهتمامهم في المقام الأول، وأن ينفذوا ‏الإصلاحات اللازمة لإعادة لبنان إلى مساره الصحيح، بما في ذلك بذل الجهود من ‏أجل تعزيز المساءلة والشفافية واجتثاث الفساد. والانتخابات المقررة في العام المقبل ‏ستكون ذات أهمية أساسية. لذا يجب على شعب لبنان أن ينخرط بالكامل في اختيار ‏الطريق الذي سيمضي فيه بلدكم قدما. ولا بد من أن تتاح للنساء والشباب كل الفرص ‏الممكنة لأداء دورهم بالكامل. فذلك هو السبيل الوحيد الذي سيكفل للبنان وضع ‏الأسس لمستقبل أفضل”.وختم: “ستكون الأمم المتحدة سندا للبنان في كل خطوة من ‏هذه المسيرة‎”.‎

وبالتزامن مع هذا الموقف الاممي برز موقف جديد للإدارة الأميركية من لبنان اذ ‏أعلن البيت الأبيض أنه “ينسّق مع فرنسا بشأن لبنان”. وقال: “ندرس فرض ‏عقوبات على السياسيين الفاشلين”. واضاف: “لا نريد رؤية دولة فاشلة في الشرق ‏الأوسط ومؤشرات على أن لبنان يسير نحو الفشل‎”.‎

‎.. ‎وميقاتي يطمئن

في غضون ذلك كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يطمئن امام مجلس نقابة ‏المحررين “الى أن هناك قرارا دوليا بعدم سقوط لبنان وبوقف تردي الاوضاع ‏وإستمرار الانهيار الحاصل” . وشدد على “ان هناك مظلة خارجية وداخلية تحمي ‏عمل الحكومة”، متوجها الى المطالبين باستقالة الحكومة والمنتقدين بالسؤال “هل ‏الأفضل هو وجود حكومة أو عدمه؟ وتاليا ايهما أفضل وجود حكومة بصلاحيات ‏كاملة أم حكومة تصريف اعمال”؟ وقال” إستقالة الحكومة أهون الحلول ولكنها أكبر ‏الشرور، لو كانت الخطوة تؤدي الى حل فأنا لا أتردد في اتخاذها، لكن الاستقالة ‏ستتسبب بمزيد من التدهور في الأوضاع ، وقد تؤدي الى ارجاء الانتخابات النيابية. ‏أضاف: “إن الحكومة مستمرة في عملها والاتصالات جارية لاستئناف جلسات ‏مجلس الوزراء، وأي دعوة لعقد جلسة من دون التوصل الى حل للازمة الراهنة، ‏ستعتبر تحديا من قبل مكوّن لبناني وقد تستتبع باستقالات من الحكومة، ولذلك فأنا لن ‏أعرّض الحكومة لأي اذى‎”. ‎

استقلالية القضاء

على الصعيد القضائي، وفي ظل استحكام الازمة السياسية – القضائية حول مسالة ‏المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، اطلق رئيس ‏مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود مواقف حازمة من استقلالية القضاء في ‏كلمة القاها في حفل قسَم اليمين القانونية لقضاة معينين مشددا على انه “زمنٌ لتكريسِ ‏استقلاليةِ السُلطةِ القضائيةْ، فلنكنْ جميعاً جُدداً وقُدماء، قضاةً متضامنينْ موحّدينْ ‏تحتَ رايةْ هذه الإستقلاليةْ، دفاعاً عن قضيةٍ قضائيةْ، لا ينالُ منها تعرّضٌ أو تهجّمٌ أو ‏تجنٍّ أو كلامٌ غيرُ مسؤول‎”.‎

‎ ‎على صعيد آخر، وقع رئيس الجمهورية ميشال عون القانون المتضمن تعديل احكام ‏القانون رقم 219 تاريخ 8/4/2021 بعد اقراره في مجلس النواب، والمتعلق باتفاق ‏القرض الموقع مع البنك الدولي للانشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة ‏الأمان الاجتماعي للاستجابة لجائحة كوفيد- 19 والازمة الاقتصادية في لبنان، ‏والهادف الى توفير التحويلات النقدية والخدمات الاجتماعية للبنانيين الفقراء ‏الرازحين تحت خط الفقر المدقع والمهمشين والمتضررين من الازمة الاقتصادية ‏وأزمة وباء كورونا، وتقديم استجابة فورية وفعالة لمواجهة الطوارئ او الازمات في ‏حال حدوثها.‏




‏ النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 كانون الأول 2021 08:09