1 كانون الثاني 2022 | 21:05

منوعات

هذا ما يفعله "أوميكرون" بالرئتين

هذا ما يفعله

تتزايد الدلائل على أن متحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا يسبب أعراضاً ‏أقل حدة لكوفيد-19 من السلالات السابقة التي يمكن أن يسببها الفيروس التاجي، إلا ‏أن حالات الهلع ما زالت تطغى على العالم، خوفاً من استرجاع أيام الفيروس ‏التاجي الأولى التي شهدت آلاف الوفيات يومياً.‏

وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس ‏للمرة الأول في الصين في ديسمبر 2019. وباتت بريطانيا والولايات المتحدة ‏وحتى أستراليا التي كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية ‏في الإصابات الجديدة.‏

وفي دراسات جديدة أجريت على الفئران والهامستر، وجد الباحثون أن أوميكرون ‏يسبب ضررا أقل على الرئتين بعكس السلالات السابقة، حيث يقتصر ضرر ‏المتحور على مجرى الهواء العلوي: الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، وفق ‏صحيفة "نيويورك تايمز" ‏New York Times‏.‏

وعلى الرغم من أن الحيوانات التي أجريت عليها التجارب عانت في المتوسط من ‏أعراض أكثر اعتدالا، إلا أن العلماء أصيبوا بالدهشة بشكل خاص من النتائج التي ‏ظهرت على الهامستر السوري، وهو نوع معروف بأنه يعاني من مرض شديد مع ‏جميع السلالات السابقة للفيروس.‏

وقال الدكتور مايكل دايموند، عالم الفيروسات بجامعة واشنطن وأحد مؤلفي ‏الدراسة: "كان هذا مفاجئا؛ لأن كل السلالات الأخرى أصابت هذه الهامستر بشدة".‏

ووجد دايموند وزملاؤه أن مستوى أوميكرون في أنوف الهامستر كان هو نفسه في ‏الحيوانات المصابة بشكل سابق من فيروس كورونا. لكن مستويات أوميكرون في ‏الرئتين كانت عُشر أو أقل من مستوى المتغيرات الأخرى.‏

تأتي الدراسات الجديدة على الحيوانات لمعرفة مدى شدة المتحور أوميكرون، ‏خاصة وأن العلماء يمكنهم أن يجروا الاختبارات على الحيوانات التي تعيش في ‏ظروف مشابهة للبشر.‏

وكانت المتغيرات السابقة، وخاصة دلتا، تسبب ضررا كبيرا للرئتين وصعوبات ‏خطيرة في التنفس تؤدي أحيانا للوفاة.‏

وتبدأ عدوى فيروس كورونا في الأنف أو الفم وتنتشر في الحلق، إذ أن الالتهابات ‏الخفيفة لا تصل إلى أبعد من ذلك. ولكن عندما يصل فيروس كورونا إلى الرئتين، ‏يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة.‏

ويمكن للخلايا المناعية في الرئتين أن تبالغ في رد فعلها تجاه الفيروس، فتقتل ليس ‏الخلايا المصابة فحسب، بل حتى الخلايا غير المصابة. كما يمكن أن تسبب التهابا ‏سريعا، مما يؤدي إلى تندب جدران الرئة الرقيقة.‏

علاوة على ذلك، يمكن للفيروسات الهروب من الرئتين التالفتين إلى مجرى الدم، ‏مما يؤدي إلى حدوث جلطات وتلف الأعضاء الأخرى.‏

وتحمل العديد من الخلايا في الرئة بروتينا على سطحها يسمى "‏TMPRSS2‎‏"، ‏إذ يمكن أن يساعد هذا البروتين دون قصد في تمرير الفيروسات إلى الخلية. لكن ‏عالم الفيروسات بـ"جامعة كامبريدج"، رافيندرا جوبتا، وجد مع فريقه أن هذا ‏البروتين لا يمسك بأوميكرون جيدا.‏

ونتيجة لذلك، لا يصيب أوميكرون خلايا الرئة كما يفعل دلتا، على الرغم من وجود ‏طفرات جينية أكبر لهذا المتحور مقارنة بدلتا، حيث تساعد تلك الطفرات الفيروس ‏للتشبث بالخلايا البشرية.‏

في المقابل، تميل الخلايا في أعلى مجرى الهواء إلى عدم حمل البروتين المعروف ‏باسم "‏TMPRSS2‎‏"، مما يفسر الدليل على وجود أوميكرون في الأنف والقصبة ‏الهوائية أكثر من الرئتين.‏

وأوضح الدكتور جوبتا: "لا يمكن التنبؤ بسلوك الفيروس من الطفرات فقط".‏

وتزامنا، توصل فريق من "جامعة غلاسكو" بشكل مستقل إلى النتيجة ذاتها.‏

ومع ذلك، لفت الدكتور دايموند إلى انه ينتظر إجراء المزيد من الدراسات على ‏البشر بدلا من الحيوانات قبل اعتماد فرضية أن بروتين "‏TMPRSS2‎‏" هو سبب ‏أعراض أوميكرون الأقل حدة.‏

وبينما تأتي دراسات متزايدة تؤكد أن خطورة أوميكرون أقل من السلالات السابقة ‏من الفيروس التاجي، لا يزال العلماء يدرسون مسألة سرعة انتشاره.‏

وقالت عالمة الفيروسات في كلية بيرلمان للطب بـ"جامعة بنسلفانيا"، سارة شيري، ‏‏"تتناول هذه الدراسات السؤال حول ما قد يحدث في الرئتين ولكنها لا تتناول مسألة ‏القابلية للانتقال".‏

ويعرف العلماء أن جزءا من عدوى أوميكرون يأتي من قدرته على تجنب الأجسام ‏المضادة، مما يسمح له بالانتقال بشكل أسهل للناس الذين حصلوا على اللقاح ‏بسهولة أكبر بكثير من المتغيرات الأخرى.‏

لكن العلماء يشتبهون في أن أوميكرون لديه بعض المزايا البيولوجية الأخرى أيضا.‏



العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 كانون الثاني 2022 21:05