5 كانون الثاني 2022 | 07:52

أخبار لبنان

خطاب نصرالله.. مضبطة اتهام "غير مسبوقة" بحق عون ميقاتي وباسيل

خطاب نصرالله.. مضبطة اتهام

انتبه المعنيّون متأخّرين الى مضمون كلام الامين العام لـ"حزب الله" ‏السيد حسن نصرالله امس الاول، وظنّوا بداية انه أهمل الملفات الداخلية، ‏مُكتفياً بتطمين الحلفاء الى التحالفات والتفاهمات، وركّز فقط على الملفات ‏المرتبطة بالمناسبة وهي سنوية الجنرال قاسم سليماني وابو مهدي ‏المهندس.‏

في حقيقة الامر، ان نصرالله في خطابه بسقفه المرتفع جداً، تحدث من ‏الفه الى يائه في الشأن الداخلي اللبناني، لا بل سطّر مضبطة اتهام غير ‏مسبوقة بحق ثلاثة مسؤولين ممّن تجرّأوا على قول الحقيقة في ما خص ‏علاقات لبنان مع الدول العربية، وتحديداً الخليجية، وعلى وجه التحديد ‏مع المملكة العربية السعودية وهم: رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس ‏الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. اما ‏القوى الاخرى والتي في موقع اشتباك دائم مع سياسات الحزب ‏وممارساته، فالكلام موجه اليها كتحصيل حاصل، وخلاصة خطابه افهام ‏الحلفاء قبل الخصوم ان "الامر لي".‏

ويؤكد مصدر متابع لـ"نداء الوطن" ان كلام نصرالله "هو اعلان صريح ‏ونهائي بأن الدولة من رأسها حتى آخر موقع فيها مصادرة منه وخاضعة ‏لمشيئته، وكل من يعارض توجهاته سيكون نصيبه الزجر والتطويق وكتم ‏الانفاس، بدليل انه لن يتحمّل جملة اعتراضية لرئيس الجمهورية ومثلها ‏لصهره وشبيهة لها لرئيس حكومة هدفها الاساسي حماية مصالح ‏اللبنانيين ولقمة عيشهم في دول الخليج وفي دول العالم اجمع، والكلام ‏الذي توجه به الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ‏هو موجه اولاً الى السلطات الدستورية في البلاد، وهو بمثابة تأنيب لها ‏كونها لم تنتفض لتدافع عن الحزب عندما وصف في كلمة الملك سلمان ‏وفي بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بـ"الارهابي"، وبالتالي تعاطى ‏نصرالله مع الامر على قاعدة "ومن بعدي الطوفان"، غير آبه بتداعيات ‏مواقفه المتلاحقة التي حوّلت لبنان غزة ثانية".‏

ويتابع المصدر: "ان حق الرد السياسي وتحديداً لرئيس الحكومة كان ‏ممنوعاً، اذ أوكل الحزب الى "نائب مستندات الفساد المكتومة القيد"، ‏حسن فضل الله ان يقرّع الرئيس نجيب ميقاتي أبشع تقريع عندما وصفه ‏بالذليل، متناسياً كيف وقفوا على اعتابه وقدّموا له الضمانات ليقبل ‏التكليف ومن ثم التأليف، اما الرئيس ميشال عون فيبدو ان المحيطين به ‏انتبهوا لما وقع على ميقاتي، فأخرجوا بياناً عاماً لا طعم له ولا رائحة ‏يتحدث عن الموقف الرسمي اللبناني المتمسك بأفضل العلاقات مع دول ‏الخليج وتحديداً السعودية والحرص عليها، وحتى هذا الموقف الباهت تم ‏استدراكه بعبارة مضحكة ومبكية في آن، عندما اشار البيان الى ان ‏الحرص يجب ان يكون متبادلاً. اما باسيل فإن الرسائل المشفرة التي ‏يفهمها لوحده تصل تباعاً، واقساها وقعاً عليه تمسّك "حزب الله" بالتحالف ‏النهائي مع حركة "أمل" واعتبار ان الهجمة على الطائفة الشيعية برمّتها ‏وان الرئيس نبيه بري هو رجل دولة ولا يمكن التعامل معه الا وفق هذا ‏التوصيف والموقع".‏

ويوضح المصدر انه "بعد هذا الهيجان المفتوح على شتى الاحتمالات، قد ‏يكون التصعيد غير المسبوق من نصرالله ضد المملكة، من اهدافه اطاحة ‏الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية، لذلك من المفترض ان يحسم ‏عون قراره هذا الاسبوع بوضع الصياغة النهائية للدعوة التي ستوجه الى ‏القيادات المعنية والمتضمنة جدول اعمال من ثلاثة بنود اعلنها في كلمته ‏الى اللبنانيين وهي: اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية ‏الوطنية للدفاع وخطة التعافي الاقتصادي والمالي، مع امكانية طرح ‏امور اخرى في خلال المناقشات، اذ ان اي تأخير في توجيه الدعوة يعني ‏تطيير الحوار، كون القوى السياسية ستكون بدءاً من شباط المقبل منشغلة ‏كلياً بالتحضير للانتخابات النيابية، ترشيحاً وتحالفات".‏

من جهتها، أشارت "النهار" ان موقف نصرالله لم يقف في استهدافاته عند ‏حدود المنصة الخطابية التي خطط لها في ذكرى مقتل قاسم سليماني ‏كمحطة استعراض للنفوذ الإيراني الآخذ في استرهان الساحة اللبنانية ‏فيما تنصرف طهران الى التفاوض مع “أعداء” ذراعها اللبناني، بل ‏تطور سلبا في اتجاه تعقيد الازمة الحكومية من خلال رد اتسم بحدة عالية ‏على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علما ان هذه التطورات جاءت وسط ‏معلومات مؤكدة توافرت لـ”النهار” عن مشاورات وجهود كانت جارية ‏لإيجاد تسوية تكفل عودة احياء جلسات مجلس الوزراء، ومن غير المؤكد ‏ما اذا كان التصعيد الواسع الأخير قد أطاح هذه المحاولة. كما ان افتعال ‏التصعيد الجنوني ضد السعودية وتحميل تبعته للبنان بكامله استكمل ‏بمشهد شعبي في الشارع اذ اعلن مساء امس ان وزير الداخلية والبلديات ‏بسام مولوي “كلف المديرية العامة لقوى الامن الداخلي إزالة الصور ‏المسيئة الى جلالة الملك السعودي وسفير المملكة في بيروت وكل ‏الصور واللافتات المسيئة التي رفعت في بعض شوارع الضاحية ‏الجنوبية لبيروت”. ودعا الوزير مولوي “جميع المواطنين الى تغليب ‏المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى ‏الأشقاء العرب”.‏

عون والحليف

‏ غير انه غداة موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرافض لما قاله ‏نصرالله، اتسم موقف رئيس الجمهورية ميشال عون بميل مكشوف الى ‏مسايرة حليفه اذ وزع موقف له “اعرب فيه عن تمسكه بموقف لبنان ‏الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة ‏الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج ‏العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ولفت الى ان هذا الحرص ‏يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد ‏سواء”.‏




‏(نداء الوطن – النهار)‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 كانون الثاني 2022 07:52