11 كانون الثاني 2022 | 10:08

عرب وعالم

تقدّم إيران النووي يسابق "فيينا".. ومسؤول أميركي ينبّه!‏

فيما تستمر المحادثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا مع إيران ‏بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي، وسط أجواء متفائلة حتى الساعة وإن ‏بحذر، تزداد مصادر القلق الأميركي والأوروبي من استمرار السلطات ‏الإيرانية في نشاطاتها النووية‎.‎

في هذا السياق، أكد مسؤول أميركي كبير أن المفاوضات حققت "بعض ‏التقدم" في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر ليس كافياً لتبرير ‏محادثات مفتوحة دون تواريخ وآجال محددة‎.‎

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لمجلة ‏‏"فورين بوليسي"، بسبب الطبيعة السرية للمفاوضات، أن "الوتيرة التي ‏تتقدم بها المحادثات لا تواكب وتيرة التقدم النووي الإيراني‎".‎

تصحيح المسار

كما اعتبر أنه إذا استمرت المحادثات خلال الأسابيع المقبلة بالوتيرة ‏المتباطئة الحالية، فقد يتعين على واشنطن إعادة النظر في أهمية الاتفاق ‏النووي تمامًا، و"اتخاذ قرار بشأن تصحيح المسار‎".‎

ويتوافق هذا الموقف مع تصريحات أطلقتها رسميا الولايات المتحدة ‏محذرة من أن الوقت ينفد، كما اعتبر المبعوث الأميركي روبرت مالي ‏في تصريحات سابقة، أن إطالة أمد تلك المحادثات قد يفقدها أهميتها، ‏ويحول الاتفاق النووي إلى جثة ميتة‎.‎

فلماذا هذا الحذر المفرط؟

لا شك أن الإجابة واضحة، فطهران لم تنفك منذ العام 2018 مع انحساب ‏الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق، على مواصلة انتهاكاتها للاتفاق ‏عبر مواصلة نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم، وهي لا تزال ‏تواصلها بالتزامن مع انعقاد طاولة التفاوض في فيينا بجولتها الثامنة‎.‎

البرنامج النووي يتقدم

فأين أصبح هذا البرنامج اليوم؟ وما مدى قرب إيران من امتلاك القدرة ‏على إطلاق سلاح نووي؟

منذ 4 أعوام، بدأت طهران العمل على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلا ‏أنه لا تزال هناك بعض العقبات التكنولوجية الحاسمة التي يجب على ‏طهران التغلب عليها أولاً، بحسب المجلة الأميركية، للحصول على ‏برنامج أسلحة نووية يعمل بكامل طاقته‎.‎

إذ يفترض أن تطور السلطات الإيرانية ما يكفي من اليورانيوم عالي ‏التخصيب للاستخدام في صنع الأسلحة لتزويد قنبلة نووية واحدة أو ‏أكثر، وبناء رأس نووي قادر على إيواء الوقود النووي الانشطاري‎.‎

كما عليها تطوير نظام صاروخي باليستي قادر على إيصال متفجرات ‏نووية إلى هدفها‎.‎

وأخيرًا ، يجب إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانت المادة المتفجرة تعمل ‏بالفعل‎.‎

لكن إن كانت إيران لم تتمكن بعد من التغلب على تلك الصعوبات، غير ‏أن الوقت بدأ يتقلص أيضا، وبالتالي بات من الملح بل أكثر إلحاحا من ‏أي وقت مضى التوصل لاتفاق في فيينا في وقت قريب جداً‎.‎

يذكر أن الاتفاق النووي الذي أبرم العام 2015 بين الأعضاء الخمسة ‏الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (المملكة المتحدة، الصين، ‏فرنسا، روسيا، والولايات المتحدة) وكذلك ألمانيا والاتحاد الأوروبي، ‏كان نص على التزام السلطات الإيرانية ببرنامج نووي سلمي يمكن ‏التحقق منه عبر مفتشين أمميين مقابل تخفيف العقوبات‎.‎

إلا أن طهران نفذت شبه انقلاب على بنود هذا الاتفاق منذ الانسحاب ‏الأميركي منه عام 2018، وواصلت تخصيب اليورانوم بدرجات عالية، ‏كما منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إعادة نصب كاميرات ‏المراقبة في عدد من منشآتها، قبل أن تطلق الوكالة الذرية لاحقا ‏مفاوضات من أجل التوصل لاتفاق بهذا الشأن‎.‎



العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 كانون الثاني 2022 10:08