17 كانون الثاني 2022 | 17:17

إقتصاد

بعد انخفاض سعر الدولار ما مصير أسعار الغذاء والمحروقات؟

بعد ارتفاعه الجنوني ووصوله إلى معدّلات قياسية لم يشهدها سابقا، عاود سعر صرف الدولار في السوق السوداء تراجعه في الأيام الأخيرة بما قيمته حوالي 10000 ليرة لبنانية. وفي حين كان الارتفاع طال مختلف السلع والحاجيات اليومية بحجة تحليق سعر الصرف، ينتظر المواطنون معاودة خفض أسعارها لا سيّما السلع الحيوية الضرورية، أبرزها المواد الغذائية. وفي الإطار، كشفت نقابة مستوردي المواد الغذائية أن "الشركات المستوردة باشرت تقديم لوائح أسعار جديدة تتماشى مع انخفاض سعر صرف الدولار"، مبديةً تخوفها وقلقها من "فشل عملية لجم انهيار الليرة وعودة الدولار إلى الارتفاع لأن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية قوية على التجار والمستهلكين على حد سواء".

وفي جولة على القطاعات الحيوية التي تؤمّن الحاجيات اليومية، سألت "المركزية" نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد إن كان بدأ اعتماد الأسعار الجديدة للمواد الغذائية، فأكّد "منذ يوم الجمعة الماضي بدأنا بتعديل الأسعار والعديد من أصناف اللحوم والحبوب والزيوت طالها التراجع، ووصل إلى نسبة تتراوح ما بين الـ 20 والـ 30%. مثلاً انخفض سعر اللحمة المفرومة من 165000 إلى 130000 ليرة لبنانية، لحمة البقر من 330000 إلى 250000 ليرة، السكر انخفض من 28000 إلى 23000 ليرة، الأرز الأميركي من 45000 إلى 35000 ليرة، الأرز الإيطالي من 54000 إلى 44000 ليرة، العدس من 69000 إلى 56000 ليرة، الفاصوليا البيضاء من 52000 إلى 42000 ليرة...".

أما بالنسبة إلى تذمّر المواطنين من إسراع التجار إلى رفع الأسعار في حين أن خفضها يطول، يجيب "المقارنة العلمية تثبت العكس. أحياناً تتم مقارنة صنف محدّد لم ينخفض سعره ويعمّم ذلك على كل الأصناف الأخرى في حين أن أسعارها تكون فعلياً تراجعت. المعيار الدقيق للحكم يكون بالمقارنة الفعلية وحينها يتأكد أن مئات الأصناف تبدّلت أسعارها على الرفوف ومعدة للاستهلاك النهائي".

المنتجات الزراعية: وفي ما خصّ مصير أسعار المنتجات الزراعية المرتبط أيضاً بسعر الصرف، يوضح رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم ترشيشي لـ "المركزية" أن "أسعار العديد من المنتوجات الزراعية ستتراجع حتماً مع انخفاض سعر الدولار منها العنب، البطاطا، التفاح، وغيرها من المواد المخزّنة وكلّ كلفتها بالدولار. أما الخيار، الكوسى، البندورة، اللوبية، الباذنجان... فتعتمد على العرض والطلب ولا علاقة لثمنها بسعر الصرف. دائماً يعود المزارع إلى كلفته، فإن تمكّن يخّفض أسعاره، لأن بعض الأصناف لا يمكن تأخير قطفها ولا بيعها".

وكشف أن "القطاع تعرّض لخسائر ولنكبة ضارّة، حيث ضرب الصقيع المنتجات في المنطقة الشمالية كلّها وارتفعت الصرخة لا سيّما من سهل البترون وصولاً إلى عكار ووادي خالد، ونسب الضّرر في البيوت البلاستيكية فاقت الـ 50%. أما في جبيل وبيروت فالضّرر أقلّ بكثير. ولا يمكن إحصاء قيمة الخسائر في مختلف المناطق، لأن في بعضها مثل الجنوب (الجيّة، صيدا، الزهراني...) لم نعرف كيف كانت درجة الحرارة فيها"، شارحاً أن "في شكل عام، عندما تكون الدرجات متدنية بين 0 و10 يخف عطاء النبتة. فطالما الدرجات متدنية سيكون الإنتاج قليلا، أي العرض قليل ما يعني أن الأسعار ستتأثّر صعوداً".

المحروقات: إلى جانب الغذاء، تبقى المحروقات مادة اساسية وضرورية لسدّ الحاجات اليومية، خصوصاً وأن أسعارها تنعكس على نشاط وإنتاج سائر القطاعات الأخرى وعلى الدورة الاقتصادية بشكل عام. وفي السياق، تراجع سعر الصرف بعد صدور جدول تركيب الأسعار الأخير يوم الجمعية الماضية، فهل يطال المحروقات انخفاض جديد؟

عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات جورج البراكس يستبعد عبر "المركزية" "حصول تراجع كبير في أسعار البنزين على وقع انخفاض سعر صرف الدولار كما يتوقّع المواطنون. ولا أنتظر تراجعات كبيرة لأن سعر برميل النفط عالمياً ارتفع ما يؤدّي إلى رفع سعر كيلولتر البنزين في جدول تركيب الأسعار. لذا، في حال شهدت الأسعار تراجعاً سيكون محدودا. أما المازوت فسيرتفع حكماً لأنه يسعّر بالدولار".

وبالنسبة إلى رفض أصحاب المحطّات "تسعير مادّة البنزين على أساس سعر منصات السوق السوداء للدولار"، على اعتبار أنهم ليسوا بصرافين، مطالبين بالشراء والبيع بالليرة اللبنانية فقط، يوضح البراكس أن "الحلّ لدى مصرف لبنان. فتبعاً للتعميم 161 وتعديله يقول للمصارف أن يمكنها الحصول على دولارات من دون سقوف، أي يتبيّن أن لديه كميات كبيرة من الدولارات، فما داعي أن يؤمّن قطاع المحروقات 15% من ثمن الفواتير بالدولار، فليؤمّنها المركزي راهناً وعندها نشتري ونبيع بالليرة اللبنانية، تفادياً لخلق الأزمات والطوابير التي تتظهّر مع أبسط تلاعب في سعر الصرف". 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 كانون الثاني 2022 17:17