23 كانون الثاني 2022 | 09:42

عرب وعالم

بايدن أمام إختبار الانتخابات النصفية.. والديموقراطيون يتخوفون من"مجزرة"

بايدن أمام إختبار الانتخابات النصفية.. والديموقراطيون يتخوفون من

خلدون الشريف - المدن


تزامناً مع المتغيرات الكبرى الطارئة على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والصحية، تستعد الولايات المتحدة لخوض استحقاق الانتخابات النصفية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر وسط توقعات بأن تلحق مجزرة حقيقية بالديمقراطيين. إذ تبدو خسارة الديمقراطيين للأغلبية في مجلس النواب حتمية، بل يرجح مراقبون خسارتهم الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضاً.

منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي منذ انتخابات العام 1946 النصفية حتى انتخابات العام 2018، خسر حزب الرئيس، سواء أكان ديمقراطياً أو جمهورياً، مقاعد مجلس النواب بشكل ثابت، مع استثناء واحد في انتخابات العام 2002 النصفية. آنذاك، كسب حزب الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن أصواتاً ومقاعد أكثر في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر التي شكلت صدمة كبرى في الولايات المتحدة وجعلت الأميركيين أكثر دعماً لعهد بوش وحزبه. وإذا دارت عجلة التاريخ بشكل طبيعي اليوم، فسيحرزالحزب الجمهوري تقدّمًا ب4.4 نقطة في الانتخابات النصفية في مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 435 نائباً.

إلاّ أن ما يصحّ على مجلس النواب قد لا يصح عادة على مجلس الشيوخ البالغ عدد أعضائه مئة، حيث يُعتبر أقل تأثراً بالمزاج الشعبي. لكن اليوم، يبدو أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يسهّل على الجمهوريين انتزاع الأصوات منه، بعدما فاز بعدد من الولايات بأرقام متواضعة، مثل بنسلفانيا وويسكنسون (نال مقعديْن). كما يبدو الجمهوريون قادرين على انتزاع ولايات ديمقراطية مثل أريزونا وجورجيا ونيفادا.

وفي انتظار الانتخابات النصفية، أو الاستفتاء على سياسة الرئيس بحسب البعض، تتحكّم مجموعة عوامل بطبيعة تصويت الأميركيين، أبرزها:

1- تقليد عدم إعطاء الحاكم الأغلبية.

2- الحديث الدائر عن تدهور صحة بايدن (79 عاماً) الجسدية وقدراته الذهنية -إلى حدّ ما- وضعف قدرات نائبته كاميلا هاريس. فبعدما رصدت الكاميرات زلاته المتكررة وسقوطه ثلاث مرات من على سلّم الطائرة، أثارت سلسلة أعراض عانى منها بايدن في كانون الأول/ديسمبر، تكهنات جديدة بشأن صحته. إشارة إلى أن بايدن، وهو أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، خضع في تشرين الثاني/نوفمبرالفائت، لفحص شامل أكّد تمتعه بصحة جيدة.

3- استحضار ما جرى في 6 كانون الثاني/يناير2021 في ما بات يُعرف بغزوة للكونغرس وما خلّفته هذه الأحداث من آثار سلبية على طبيعة النظام الأميركي. وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة USA TODAY، بالتعاون مع جامعة سوفولك استطلاعاً بعد عام على الاقتحام يظهر تخوّف الأميركيين الكبير على ديمقراطيتهم، إذ أبدى ثمانية من أصل عشرة مستطلعين منتمين إلى الحزبيْن الديمقراطي والجمهوري، وآخرون مستقلون، خشيتهم على مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة.

وفي تأكيد على خطورة ما جرى، وصفت نسبة 85% من الديمقراطيين المستطلعين اقتحام مبنى الكابيتول هيل العام الماضي بالجريمة، في حين اعتبر ثلثا الجمهوريين المستطلعين أنّ المتظاهرين لديهم وجهة نظر لكنهم تمادوا في اعتراضهم وشغبهم. وعلى رغم التحقيقات والتدقيق بنتائج الانتخابات، ما زالت نسبة 58% من الجمهوريين تعتبر وجود بايدن في البيت الأبيض غير شرعي. هذه النسبة تؤكد أنّ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب استطاع خلق شكوك لدى الأميركيين حيث لم يكن ثمة مجال للشك. فقد أدّت أحداث 6 كانون الثاني/يناير إلى فقدان بعض الأميركيين ثقتهم بالنظام واعتبارهم كل انتخابات عرضة للتزوير، حتى لا نقول مزوّرة أصلاً. وبعد سنة على الأحداث، تستنتج الصحيفة الأميركية، أنّ تقدّماً لم يحصل من أجل استعادة الثقة بالديمقراطية الأميركية، إذ ترى نسبة 71%؜ من المستطلعين أنّ الديمقراطية الأميركية أضعف مما كانت عليه قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

4- الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم. إذ يبدو ارتفاع نسبة التضخم أكثر ما يؤرق الأميركيين اليوم، وقد تجاورت هذه النسبة في كانون الأول/ديسمبر 2021، 7% كمعدل وسطي بالمقارنة مع ما كانت عليه في كانون الأول/ديسمبر 2020. ويُعتبر هذا الرقم مرتفعاً جداً وشديد الوقع على أصحاب الدخل المتوسط وما دون، لا سيما أنه طال المواد الغذائية وصولاً إلى المحروقات.

5- فيروس كورونا والمتحوّر أوميكرون، وذلك بعدما استشرى الفيروس عالمياً وأميركياً خلال فترة الأعياد، وتحديداً في الوقت الذي كان فيه الأميركيون يستعدون لقضاء عطلتهم في الخارج. وعلى الرغم من التطوّرات الصحية الخطيرة، يبدو العهد الديمقراطي عهد ترويض كورونا، خاصة.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الثاني 2022 09:42