8 شباط 2022 | 08:06

أخبار لبنان

كفى ظُلْماً وتَظَلُّماً

كفى ظُلْماً وتَظَلُّماً

كتب عوني الكعكي:



عادة عندما يصل الانسان الى أواخر العمر عندنا في الإسلام، يذهب لأداء فريضة الحج، يكفّر بها عن ذنوبه..

لكن بعض الأشخاص الذين يصلون الى موقع الرئاسة، لا يستحقون الوصول إليه، لأنه يتوجّب على الشخص الذي يحصل على شرف هذا المنصب أن يتمتّع بصفات مميزة أقلّها: العدالة والصدق والأمانة ومحبة الناس.

ما لفتني الأول من أمس، خطبة غبطة البطريرك الراعي، في قدّاسه يوم الأحد حيث دعا الرئاسة أن تتمتّع بمزايا الترفّع عن الصغائر، وأن لا تتدخل في القضاء، وأن لا تظْلِمَ أحداً... ولم يكتفِ غبطته بذلك بل وجّه انتقاداته الى القضاء، وطلب من مجلس القضاء الأعلى ومن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات أن يمنعا هذا التدخل (رحم الله القاضي المميّز والده الاستاذ منيف عويدات) لأنني على ثقة كبيرة أنه لو كان موجوداً لما سمح لا للرئاسة، ولا لأحد أن يتدخل بالقضاء كما يحدث بوجود القاضية غادة عون، التي تعاني بسبب عدم الزواج من مزاج متقلّب فتنتقم من الناس، ويكفي ملفها في القضاء حيث أقيمت عليها عشرات الدعاوى بسبب عدم التزامها بالقواعد الأساسية للقضاء العادل.

بالعودة الى غبطة البطريرك الذي بدا متألماً من الاعتداء الذي يتعرّض له إنسان بريء، ذنبه الوحيد، أنه لبّى دعوة شهيد لبنان الكبير الشهيد الرئيس رفيق الحريري رحمة الله عليه حيث طلب منه أن يترك شركة «ميريل لينش» وهي من أكبر الشركات المالية في العالم، حيث كان يتقاضى راتباً قدره مليوني دولار سنوياً غير (البونوس) (Bonus)، ترك ذلك وعاد لأنه أحسّ أنّ الواجب الوطني يدعوه الى العودة لوطنه.

عندما تسلّم رئاسة حاكمية مصرف لبنان كان الدولار يساوي 3000 ليرة، وكانت الودائع في البنوك محدودة، وكان هناك عدم ثقة بالوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، ولكن وجود الشهيد الرئيس رفيق الحريري غيّر المعادلات، واستطاع الحاكم الاستاذ رياض سلامة أن يستفيد من الفرصة وخفّض سعر صرف الدولار الى 1500 ل.ل. حيث بقي ثابتاً منذ عام 1993 حتى تشرين الأول 2019 أي 26 سنة من الاستقرار، وارتفعت الودائع في البنوك لتصل الى 150 مليار دولار بالرغم من عدد كبير من المشاكل التي لا بد من الاشارة إليها:

أولاً: تشكيل الحكومات بحاجة الى سنة كاملة لتشكّل كل حكومة، وهذا طبعاً لا يمكن أن يحصل في بلد طبيعي.

ثانياً: رئاسة الجمهورية فراغ... في المرة الأولى سنة ونصف سنة، والمرة الثانية عامان ونصف عام، وهذا ما لا يمكن أن يحصل في أي بلد في العالم.

ثالثاً: حروب «حزب الله» وأهمها عام 2006: خسائر في الأرواح 5000 قتيل وجريح من المواطنين ومن الجيش اللبناني ومن الحزب العظيم.

رابعاً: خسائر حرب 1994 مع إسرائيل من ضمنها مجزرة قانا.

خامساً: دخول الحزب عسكرياً في الحرب الأهلية السورية ضد الشعب السوري الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.

سادساً: دخول الحزب عسكرياً في حرب اليمن الى جانب الحوثيين ضد الشعب اليمني تنفيذاً لأوامر مشغّليهم من الحرس الثوري الايراني.

أكتفي بهذا القدر لأقول لفخامته: إنّ حاكم مصرف لبنان عيّـن شركتين لتدقيق الحسابات في البنك المركزي.. فهل يوجد في أية وزارة أو أية مؤسّسة حكومية شركات تدقيق مالية عالمية تدقّق في حساباتها؟

كذلك، وكما هو معروف فإنّ صهره العزيز خسّر الدولة اللبنانية أكثر من 65 مليار دولار بسبب الفيول لمعامل الكهرباء ولا كهرباء في لبنان مع العلم انه لو عمد منذ اليوم الأول أي منذ 15 سنة الى الغاز بدل الفيول لكان وفّر 35 مليار دولار على الاقل... ولكن للأسف وعود ووعود وكلام «طالع نازل» ولكن من دون أي نتيجة، بل بالعكس عنوان هذا الكلام «الفشل»، ويريد أخيراً أن يفتش عن كبش محرقة، ولكن لا يظنّن أحد أنّ الأمور تجري بغير عدالة السماء فالعناية الإلهية تحرس الرجالات الذين يضحّون بكل شيء من أجل وطنهم وستكون مكافأتهم من ربّ العالمين كبيرة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 شباط 2022 08:06