13 شباط 2022 | 12:27

أخبار لبنان

14 شباط.. الوطن "اليتيم" يَحنّ الى كتف "الرفيق"!

لارا السيد




ينزف جرح الوطن منذ ذلك التاريخ، الذي كان نقطة الصفر في احتضار لبنان، فـ 14 شباط 2005، سيبقى "اليوم الأسود" الذي اختطف حلماً يبكيه اللبنانيون في أحلك أوقاتهم سواداً، فالرفيق والسند الذي انتشل البلد من كبوته السابقة، يفتقده كل مواطن غرق في "جهنّم"بعد أن سفكت يد الإجرام بأمل بحجم البلد.

17 عاماً فشل خلالها "أصحاب لغة الدم" في اغتيال "الهالة" التي رسّخها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فبقي النموذج الأمثل لمسؤول رفع بلده وارتفع فيه، كزعيم تخطى نفوذه دائرة موقعه، فـ"صاحب المهمة المستحيلة" نجح بالنهوض بالوطن وأبنائه بعد دمار وخراب ومحنة سنوات، ليكشف الحاضر الحاجة الى "مسؤول" يتكئ عليه كل من سقطوا في امتحان الحكم، لانتشالهم من قعر سياسات أغرقت السفينة بشعبها في بحر الفساد والجوع واللامسؤولية.

في زمن العزلة، يفتقد لبنان "لولب" الديبلوماسية التي كانت تُفتح له الأبواب على مصراعيها حيث كان يَجْهد لتحصين بيروت لتبقى بوصلتها عربية ، كما كل شبر من الـ 10452 كلم، بعد أن سخّر علاقاته لنفض غبار الموت عنها وتخطي الألغام وتعبيد الجسور، للعبور بطريق الأمل نحو مستقبل، نَعِمَ فيه اللبنانيون بأمن وأمان و"بحبوحة" على مساحة وطن عاش "عزّه" في حقبة صنعها "مهندس ثقافة الحياة".

لا يٌشبه الأمس اليوم، فـ"المارد المُنقذ"، الذي انتصر في حياته كما في مماته على قتلته الوضيعين، ليس موجوداً لرفع الدولة ، كما الليرة ،من حالة الإنهيار، ولاجتياز"استحقاق الثقة"، والقيام بصولات وجولات ليبقى لبنان عصيّاً على السقوط، عبر إنماء وإعمار و"تسليح" بالعلم و تدعيم للمؤسسات، وتوفير بيئة اجتماعية اقتصادية حاضنة لكل الفئات.

نسج المجرمون "خيوط المؤامرة" لاستهداف رفيق الحريري ونهجه، وأمعنوا منذ ذلك الوقت، على محاولاتهم لدفن كل انجازاته التي أقلقت مضاجعهم، لكنهم فشلوا في رهانهم، إذ أن مخططاتهم،التي أودت بالبلاد والعباد الى الجحيم، عزّزت وجود "الرفيق" في قلوب وعقول من شهد على تضحياته، وجعلت أبناء الوطن العليل يُرددون اسمه في يومياتهم ويترحمون على رجل "جنّد" قدراته لإنقاذ الوطن وتهيئته ليكون على قدر طموحات أبنائه.

لم يتمكن القتلة من محو بصمات زعيم"وطني" حلّق خارج سرب المصالح الطائفية والشخصية المقيتة، ليطير بأحلام شعبه نحو "حقيقة بيضاء"، تزخر بالسلام والطمأنينة، حوّلوها مع "أدواتهم"

الى جراحات يدفع ثمنها من كُتب عليهم أن يكونوا "مرغمين" ذخيرة بأوجاعهم، في واقع مرير "يتفنّن" فيه المتسلّطون "بالقوة" بتعذيبهم تلبية لأجندات وحسابات ضيقة يبنوها على ركام خسائر البلد بمن فيه .

لم يغب رفيق الحريري، هو الحاضر الغائب في كل دقيقة، يستذكره اللبنانيون أكثر مما مضى، فهم في أحلك أيامهم يتحسّرون على رحيل"صمّام الأمان" في بلد يبكيه بحجره وبشره، ليخرق صمته مدوياً ومتفوقاً على صوت العاجزين، علّه يؤرق "ضمائر الراقدين في سباتهم" حتى تستفيق، وتنهل حرفاً من كتاب عمّده بدماء الولاء للوطن والتفاني لحمايته وخدمة ناسه.

عاماً بعد عام، تشتد ذكرى الرئيس الشهيد قساوة، وكأن "لبنان اليتيم" يبحث عن كتف" رفيق" ليكون سنده في تجاوز محنته التي تحكم بخناقها على كل زاوية فيه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 شباط 2022 12:27