23 شباط 2022 | 18:06

أخبار لبنان

جنبلاط من "دار الطائفة": مشروع المقاومة وحلفائها إلغائي.. سنواجه بهدوء وحزم

جنبلاط من

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي اجتماعها الدوري في دار الطائفة عصر اليوم، ‏برئاسة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى، بحضور ‏رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس اللقاء الديموقراطي ‏النائب تيمور جنبلاط، وعدد من الوزراء والنواب والقضاة ورؤساء اللجان ‏وأعضاء المجلس، وذلك لمناقشة وإقرار مشروع الموازنة العامة للمجلس للعام ‏‏2022. ‏

جنبلاط

وألقى جنبلاط كلمة جاء فيها:‏

‏"سماحة الشيخ كانت مسيرة طويلة معكم ومع سماحة الشيخ نعيم حسن، كنا فيها ‏وسنبقى مؤيدين لوحدة الصف بتنوعه، ولأجل كل المشاريع الإنمائية والخيرية ‏للطائفة المعروفية العربية الدرزية في لبنان، وفي مواجهة الاستحقاقات المقبلة ان ‏شاء الله. والاستحقاق المقبل هو الانتخابات النيابية، لا بأس!! انها انتخابات ‏سنحافظ فيها على التنوّع وعلى وحدة الصف، لكن أيضا في هذه الانتخابات هناك ‏ملامح لإلغاء الدور الوطني والعربي الذي قامت به المختارة ورفاق الصف في ‏اللقاء الديموقراطي. وهذا الامر سنواجهه بهدوء وحزم، ونعلم ان مشروع ‏‏"المقاومة" وحلفائها هو إلغائي في الأساس ومصادَر لا يعترف بأحد ولا بالتراث ‏ولا بالتاريخ ولا بالتضحيات، وهذا ما نشهده في كل اليوم. لكننا سنختار الطرق ‏السلمية ولا مجال لنا الا الطرق السلمية والسياسية للمواجهة بدعمكم، وسنحترم كما ‏سبق وذكرت التنوع".‏

وأضاف: "انني أضع نفسي بالتصرف من أجل أي مشروع انمائي يتعلق بتطوير ‏الأوقاف الدرزية، بما يحفظ الاحتياط من الاستنزاف ويساهم في دعم تقديمات ‏اللجنة الاجتماعية للمجلس المذهبي". ‏

وختم: "شكرًا سماحة الشيخ وفقكم الله والى مزيد من النجاحات".‏

شيخ العقل

من جهته، ألقى شيخ العقل كلمة جاء فيها: ‏

‏"حضرة الأخوة والزملاء الكرام،

نرحِّبُ بكم في اجتماعنا الثاني في الهيئة العامة بعد أن أوليتموني شرفَ رئاسة ‏المجلس المذهبي، ونحن نعقدُ العزمَ معاً لتحمّل مهمة النهوض بهذه المؤسسة ‏المباركة، ولمواجهة تحدياتِ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والأزمة ‏الاقتصادية الخانقة التي تلقي بظلالها على المجتمع اللبناني، والاستحقاقات السياسية ‏والوطنية الداهمة. ومع تقديرنا لحكمة الأستاذ وليد بك جنبلاط ولعمله الدؤوب ‏وتقديماته اللامحدودة ومتابعاته الحثيثة على مستوى الطائفة والوطن، ومع اعترافنا ‏بحرصه الشديد على دور المجلس المذهبي ومشيخة العقل في الحضور الوطني، ‏وفي صون المجتمع، وفي خدمة الناس، وفي مهمة البناء والتطوير.‏

وانطلاقاً من ثقتنا الراسخة بتعاطيه الإيجابي والمسؤول عند كل استحقاق، وبسعيه ‏المستمر لصيانة الجبل والحفاظ على عيشه المشترك وعلى روح الإلفة والمصالحة ‏السائدة بين أبنائه، فإنّنا نؤكّد استعدادنا للقيام بالدور المنوط بنا على مستوى البيت ‏الداخلي وعلى المستوى الوطني، بالتكامل مع القيادة السياسية، حريصين كلَّ ‏الحرص على جمع الشمل ووحدة المجتمع وحفظ رسالة التوحيد، حرصَنا الدائمَ ‏على احترام التنوُّع الوطني والنظر بعين الحكمة والتبصُّر إلى خصوصية الجبل، ‏تاريخاً وتراثاً ونموذجاً راقياً للعيش المشترك والقيم الوطنية، مؤكّدين على واجب ‏المشاركة الفعَّالة والمسؤولة في الاستحقاق الانتخابي القادم لانتخاب من هو الأفضل ‏بما يؤول إلى تأمين حقوق الناس وصيانة الدولة وبناء مؤسساتها وتحديثها، ‏ومحذِّرين من مغبّة استغلال هذا الاستحقاق لتجاوز تلك الوحدة النموذجية وتلك القيم ‏الاجتماعية والوطنية، والمسّ للسلم الأهلي والبناء الاجتماعيّ المتين الذي بنيناه معاً ‏على مدى سنواتٍ وعقود. ‏

الأخوة والأخوات الكرام،

إن مشيخة العقل والمجلسَ المذهبي، بما لهما من حضور معنوي في وجدان ‏المجتمع، وبما لهما من دور عملي في البناء الاجتماعي والوطني العام، لهما ‏جديرانِ بتحمُّل المسؤولية إلى جانب القيادات الوطنية والاجتماعية والدينية، ‏بالوقوف إلى جانب أهلنا ومعاضدتهم في مواجهة التحدّيات، والمُساهمة في نهضة ‏المجتمع من خلال نهضة المؤسسات وتطوّرها. ‏

لقد مضت أشهر قليلة على ترؤسنا هذا المجلسَ الكريم، اطّلعنا خلالها على العديد ‏من الملفات وتبادرت إلى ذهننا العديدُ من الأفكار، واستمعنا إلى العديد من الآراء، ‏وأكّدنا فيها على حضورنا الوطني ودورنا الوسطي الجامع، ووقفنا إلى جانب أهلنا ‏قدر المستطاع، وقد آن الأوان لاتّخاذ المبادرات واطلاق البرامج على أكثر من ‏صعيد، واستحداث المشاريع المنتجة والمفيدة، وما إقرار القانون أول من أمس في ‏مجلس النوَّاب والقاضي بزيادة عدد القضاة في المحكمتين الدرزيتين في عاليه ‏والشوف إلَّا دليلٌ على التعاون المثمر بيننا وبين القيادة المسؤولة والمحكمة العليا ‏وأصحاب السعادة النوَّاب.‏

وها نحن اليومَ نلتقي لتبادل المزيد من الآراء والتفاهم على الخطوات المستقبلية، ‏وبالأخص لمناقشة وإقرار الموازنة العامة للعام 2022 والتي تحتاج الى تفهُّم للواقع ‏الاستثنائي، والتعاون لتخطّي الصعوبات بحكمةٍ وهمّةٍ وتظافر الجهود، وأنتم ‏تعلمون، كما نعلم، أن مداخيل المجلس من الأوقاف والمقامات إلى تراجعٍ، وبالليرة ‏اللبنانية، فيما المصاريف تتزايد، ومعظمُها بالدولار الأميركي، ما يرتّبُ فارقاً كبيراً ‏بين المداخيل والمصاريف، وهذا ما يستوجب حلّاً من حلّين، كلاهما صعبٌ، ولكنْ ‏أحدُهما هو الأفضل؛ فإمّا أن نستنجدَ بالاحتياط، وهو أمرٌ خطيرٌ وغيرُ مُستحَبٍّ ‏إطلاقاً، وإمّا أن نسعى للحصول على التبرعات والمساعدات لتغطية المصاريف ‏المتنوّعة، من محروقات وصيانة ودعم للرواتب ومساعدات اجتماعية واستشفائية ‏ونشاطات ثقافية ودينية ومتابعات قانونية، إضافة إلى العمل على استصلاح بعض ‏عقارات الأوقاف واستثمارها من خلال مشاريعَ مدروسة ومنتجة في أكثرَ من ‏مجال، وبالتعاون مع المنظمات الداعمة حيث أمكن. ‏

إخواني، أخواتي،

فليكن النقاشُ واقعياً ومنطقياً، وهو نقاشٌ قد دار مثلُه في مجلس الإدارة منذ أيَّام إلى ‏أن توصّلنا إلى ما توصّلنا إليه، ونحن في مهمة مشتركة، نستنهض الهمَمَ ونتحمّلُ ‏المسؤولية، وكلُّنا أملٌ بأن نتمكن بمساعدة إخواننا وأبنائنا هنا وفي المغتربات، ‏وبدعم الميسورين منهم بالدرجة الأولى، من تغذية الصندوق الخيري الإنمائي في ‏دار الطائفة ليتمكّن بدوره من دعم برامج المجلس والمساعدة في تأمين تغطية ‏الفارق الشاسع بين المداخيل والمصاريف، منعاً للمسّ بالاحتياط، علماً أننا سنستمر ‏في العمل بدافع الأمل، وبالإرادة والثقة بالنفس وبالأصدقاء، ولن نتوقف، وخاصة ‏في إطلاق برامج التعاضد الاجتماعي ودعمها والتي تضطلع بها اللجنة الاجتماعية، ‏وفي برامج المساعدات الاستشفائية والاجتماعية المستمرة، وذلك وفق مبدأ إدارة ‏السيولة الذي ستتولاه اللجنة المالية بأمانةٍ ودقّة كي لا نقعَ في العجز والتراجع، ‏وبالتأكيد على دور لجنة الاغتراب التي تضع نصب عينيها هذا التحدي، فنتعاون ‏معاً لخوضِه بنجاح، وعلى دور جميع اللجان؛ إدارياً وثقافياً ودينياً ومالياً ‏واجتماعياً وقانونياً واغترابياً ووقفياً، ومع أمانة السر وأمانة الصندوق، ومع لجنة ‏التواصل والعلاقات العامة، ومع أعضاء المجلس الكرام جميعاً، علّنا نحقّقُ بعضاً ‏من الآمال والانتظارات المعقودةِ علينا وعليكم.‏

واللهُ ولي التوفيق".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 شباط 2022 18:06