6 آذار 2022 | 11:54

إقتصاد

مشكلة الكهرباء.. الحلّ بالإتجاه إلى الطاقة الشمسيّة

مشكلة الكهرباء.. الحلّ بالإتجاه إلى الطاقة الشمسيّة

ملّ الشعب من وعود تأمين الكهرباء 24/24. فمنذ سنواتٍ وعقود وهو ‏يأمل بزيادة ساعات التغذية، إلى أن وقع اليوم ضحية "كهرباء الدولة" ‏وأصحاب المولّدات معاً، في ظلّ أزمةٍ شاملة غير مسبوقة تُحاصره من ‏كلّ الجهات.‏

لماذا التركيز على سلف الكهرباء وعلى خططٍ من هنا وهناك، بدل ‏الإتجاه إلى الطاقة الشمسيّة؟ يتساءل المدير العام السابق في وزارة الطاقة ‏والمياه غسان بيضون عبر موقع "‏mtv‏". ‏

ويقول: "نصحنا أكثر من مرة بالخروج من طريقة التفكير المُتّبعة ‏والذهاب نحو مُعالجات مرحليّة بالطاقة الشمسية، من خلال إجراء ‏مناقصات الطاقة السريعة وبأقلّ كلفة"، ويؤكد أن "الحلّ واضحٌ والعبرة ‏في التنفيذ".‏

ويُشير بيضون إلى أنّ "تنفيذ خطط اعتماد الطاقة الشمسية ليس صعباً ‏ولا يحتاج إلى عباقرة، بل يتطلّب الأمر النية الصافية بتخفيف العبء عن ‏الناس والشّروع في اتباع خطة عمليّة بعيداً من الحسابات الضيّقة ‏والمصالح الشخصيّة".‏

ويشرح الطريقة التي يمكن اتباعها: "نحتاج أولاً إلى مموّلين محليين، ‏لأنّ المموّل الخارجي غير مستعدّ لأن يُغامر في لبنان بأيّ دولار، في ‏ظلّ الفوضى والهدر ووضع الكهرباء المعروف محليًّا ودوليًّا، و"القرش ‏يلّي بفوت على كهرباء لبنان ما بيضهر".‏

ويُضيف: "يمكن تسهيل أمور الناس العادية من خلال تشجيعهم على ‏الطاقة الشمسية للإستخدام الشخصي أي تأمين الـ1 ونصف ميغاواط. ‏ويتحقّق الأمر بالتحرّك نحو تكليف البلديات بالمُتابعة مع الحرص على ‏تأمين الشروط اللازمة، بدل الدخول في متاهة المُتابعة من قبل الوزارة. ‏فهذا من شأنه أن يُسهّل عمل المواطنين لتنفيذ مشاريع صغيرة تُفيدهم، ‏خصوصاً وأنّ القانون يسمح بإنتاج الطاقة من دون ترخيض في هذه ‏الحالة".‏

أمّا بشأن المشاريع الكبيرة، فيقول بيضون: "في ما خصّ الطاقة الشمسية ‏الكبيرة على مئات الميغاواط، هناك أراضٍ كثيرة تملكها الدولة خصوصاً ‏في البقاع، يمكن الاستفادة منها وتأمين مموّلين لبنانيين من صناعيين ‏وأصحاب مشاريع مستعدّين للتمويل، شرط توفير نوعٍ من الاستقالالية ‏بالنشاط". وهنا ينصح بـ"اعتماد لامركزية الإنتاج، لا سيما وأنّ المركز ‏اللبناني لحفظ الطاقة أجرى مناقصة للطاقة الشمسية ولديه دفتر شروط".‏

الإنتقال نحو الطاقة المتجدّدة يُعتبر الإستثمار الأفضل لأنّها تُنتج ضعف ‏حاجة لبنان وبأسعارٍ مقبولة يمكن التحكّم بها في ظلّ الأزمة التي يمرّ بها ‏البلد، فضلاً عن أنّها تشكّل مورداً ماليًّا مهمًّا وطويل الأمد لماليّة الدولة ‏من خلال تأجير أراضيها ومشاعاتها.‏

وبالأرقام، بيّنت دراسة أنجزتها "الجمعية اللبنانية للطاقة المتجددة" ‏بالتعاون مع "المجلس الوطني للبحوث العلمية" أنّ إجمالي الطاقة ‏الشمسية الممكن إنتاجها في لبنان تصل إلى 28000 ميغاوات، منها 18 ‏في المئة أي ما يُعادل 5000 ميغاوات من المشاعات والممتلكات العامة. ‏وإجمالي الطاقة الهوائية الممكن إنتاجها تُقدّر بنحو 5000 ميغاوات منها ‏‏20 في المئة، أي ما يُعادل 1000 ميغاوات في المشاعات العامة.‏

هنا يُشدّد بيضون: "ما بدنا ننطر لا بنك دولي ولا دول وتفاهمات"، ‏مشيراً إلى "إمكان أن تتبنّى الهيئة الناظمة دفتر شروط وتقرّر أن تضع ‏أملاك الدولة بتصرّف مشاريع الطاقة الشمسيّة، مع إجراء مناقصة في ‏إدارة المناقصات وهذا سيجذب الإستثمار".‏

ويختم: "هدفنا اليوم تخفيف حدة الأزمة على الناس مع الإرتفاع المتزايد ‏لأسعار النفط والمحروقات، وكلّما تأخّرنا في مشروع الحلّ المذكور كلّما ‏تأخّرت فرصة النجاة"، لافتاً إلى "وجوب التفكير بطريقة مختلفة مبنيّة ‏على الواقع الجديد. أضعنا العديد من الفرص وما زلنا، ولذلك لا بدّ من ‏تغيير النهج المُعتمد لأنّه أثبت فشله خصوصاً وأنّ الظروف تغيّرت".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 آذار 2022 11:54